1) هو الفنان الكبير الشاعر والملحن والمنتج والصحفي والرسام البشير فحيمة  واسمه الفني بشير فهمي، من مواليد العام  1907 بطرابلس
2) بدأ دراسته الأولى بكتّاب سيدي عطية بالمدينة القديمة ثم دخل إلى مكتب العرفان، اتجه بعد ذلك  إلى عالم الفن والطرب، حيث تتلمذ على يد الفنان محمد ظافر المدني، وقد برع في العزف على العود، وكان من أشهر الفنانين في مجال كتابة وتلحين الأغنية الليبية.3) في كتابه 'خرائط الروح' يقول  أحمد إبراهيم الفقيه ، أنه قد  شاع خلال  عهد الحكم الايطالى في ليبيا بعض الاغاني التي يقوم بتسجيلها عرب المهجر من الفنانين الليبيين، مثل المغني الشعبي الليبي بشير فهمي، المقيم بين تونس وباريس، الذي اثاره قانون الجنسية الذي ايده قبل صدوره عدد من شيوخ البلاد من بينهم مفتي الديار الليبية أبوالسعود العالم ، فاطلق هذا الفنان عددا من الاغاني الشعبية الهجائية، التي تهاجم هذا القانون، وتهاجم الإدارة الاستعمارية الإيطالية، ورموزها مثل الحاكم العام، واعوانه من الليبيين مثل مفتي الديار، وكانت آخر هذه الاغاني، تلك التي يقول مطلعها : ـ
مبروك عليكم يا ناس
قاضيكم أصبح بيباص
4) بسبب سهولة الحانها وبساطة اللغة التي كتبت بها، بالإضافة إلى مضمونها السياسي الذي يوافق هوى الناس،  انتشرت هذه الأغاني بين كل طبقات الليبيين، وصاروا يرددونها جهارا، بما في ذلك الاطفال أثناء لعبهم في الشارع، مما اثار غضب رجال السلطة في طرابلس أثناء الحكم الايطالى، فوضعوا بشير فهمي وأغانيه بما في ذلك العاطفية والفكاهية في القائمة السوداء، واصدر الرقيب الإيطالي قرارا بمعاقبة كل من يغني اويسمع اغانيه أو يقتني أو يبيع أو يشتري اسطواناته، أو أي اسطوانة من إنتاج شركته "فهمي فون".
5) من الاغانى المشهورة التي لحنها الفنان بشير فهمى فحيمة أغنية "ريدي اليوم باعثلي سلامه " التي تغنى بها الفنان الجميل محمد الجزيري
6) في بداية العقد الثالث من القرن الماضي وبالتحديد عام 1924 هاجر  فهمي إلى تونس، حيث شارك في بعث النهضة الفنية بها ،وقد وجد الترحاب وحسن الوفادة وقام بافتتاح مؤسسة فنية لإنتاج وبيع الاسطوانات الغنائية حيث قام بطبع أعماله الناجحة التي نالت إعجاب الجماهير الفنية في كل من تونس والجزائر وليبيا.. ونقل إليها العديد من الالحان الشعبية الليبية كما رفع شأن الفن الليبي خارج البلاد وداخلها وهو أمر لم يسبقه إليه أحد من الفنانين الليبيين ولغزارة إنتاجه أقبلت عليه الإذاعات وخاصة التونسية والفرنسية على إذاعة أغانيه،
7) كان له الفضل باعتراف التونسيين في نشر فن الغناء في تونس. وقد كان هذا الفنان إلى جانب ذلك زجّالاً ينُظمّ الشعر الشعبي، حيث كان يشارك في إحياء العديد من المناسبات الأدبية والفنية كما كان وراء إكتشاف صوت فنانة تونس الكبيرة صليحة ، وقدمها لأول مرة للإذاعة التونسية عند تأسيسها في العام 1938 ، وقدم لها عددا من الأغاني 8) والبشير فهمي  صاحب كلمات أشهر أغنية تونسية «لاموني اللي غاروا مني »  التي لحنها وغناها الهادي الجويني وأداها العديد من الفنانين بعده ،ومن إنتاجاته التونسية أيضا  « كي جيتينا » للفنان محمد الجموسي ،و"لو كنت اليوم" و"هذي الجنة" وأداهما محمد الفرشيشي و"أنا قلبي طاب" لعفيفة جمال و"يا عزيزة الروح" لعلية وهي من تلحين الهادي الجويني و إشتغل الى جانب الفن في مجالات الحلاقة وصناعة الحلويات ، كما كان رساما موهوبا ، الى جانب الكتابة الصحفية من خلال  عاموده « الطير اللي يغني »9 ) كان البشير فهمي أول فنان ليبي ينخرط في المنظمة العالمية لحقوق التأليف بباريس و في إطار حصر مفقودات البشير فهمي  يمكن الإشارة  إلى 3 اسطوانات:* يا شيباني خوذ عزوزة
* عشقت و صيف (محاورة مع فتحية خيري)
و صدرتا عن دار "أم الحسن" للبشير الرصايصي
*« خاسر مسكين القمارجي  »و صدرت عن دار "بيضافون"
10 ) عاد إلى طرابلس نهائياً واستقر بها مواصلاً نشاطه بالإذاعة الليبية حيث قدم بعض الأعمال الناجحة، أثناء توليه رئاسة القسم الموسيقي بالإذاعة الليبية ،و من الاعمال التي لحنها بشير فهمي  في ليبيا أغنية «غصن الورد شكني» التي كتبها الطاهر عمر و غناها الفنان محمود الشريف و الفنان محمد الجزيري ، و لحن للفنان أحمد سامي أغنية  «مبروك عليك عرسك » التي كتبها محمد الورفلي .وتوفي بمدينة طرابلس سنة 1972.