من المنتظر أن يتم افتتاح مركز خاص بتكوين الأئمة الأفارقة بمدينة فاس المغربية في المستقبل القريب، وبحسب مصادر مطلعة فإن المركز الحالي الموجود بالرباط والذي شرع في استقبال أئمة من دولة مالي، لتلقي تكوينهم بالمغرب، هو مركز مؤقت في انتظار افتتاح مركز خاص بالعاصمة العلمية والثقافية للمملكة فاس.

وكان الفوج الأول من الأئمة القادمين من دولة مالي، قد شرع في تلقي تكوين في مختلف مناحي الشؤون الدينية والمجتمعية، بتأطير من أساتذة وفقهاء وعلماء مغاربة، في مبادرة غير مسبوقة، نالت ترحيب واستحسان كبيرين.

وكان وزير الشؤون الدينية المالي ثيرنو أمادو ديالو قد وجه رسالة شكر وامتنان بإسم دولة مالي إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، بعد قبوله تكوين أئمة مالي في المغرب، معتبرا في حديثه لبرنامج تلفزيوني على إحدى القنوات التلفزية المغربية، أن الأمر يعتبر تجسيدا حقيقيا لنموذج التعاون جنوب-جنوب، وأن الأئمة المكونين بالمغرب، سيساهمون بشكل فعال في إدارة الشأن الديني في مالي حين عودتهم عقب انتهاء البرنامج التكويني.

ويتابع مجموعة من الأئمة الماليين تكوينهم الديني في المغرب، في إطار برنامج تعاون ديني بين الرباط وباماكو، تنفيذا لرؤية الملك محمد السادس في مواكبة مالي في هذه المرحلة الانتقالية، في إطار برنامج يمتد على عدة سنوات.

ومن المنتظر أن يأتي إلى المغرب 100 إمام مالي كل سنة، في إطار نظام تكويني يعتمد التفويج، حيث كلما تخرج فوج على مدى سنتين يلتحق فوج ثان، حيث يتلقى هؤلاء الأئمة برنامجا متنوعا، حيث أنه فضلا عن الجوانب الدينية يقوم البرنامج على تعميق مهارات الأئمة، في اللغتين العربية والفرنسية، واعتماد مناهج تفاعلية حديثة.