واصلت سفارتا بريطانيا وكندا بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، تعليق خدماتهما العامة، بحسب متحدث باسم سفارة بريطانيا، ورسالة على الموقع الإلكتروني لنظيرتها الكندية، وذلك رغم استجابة السلطات المصرية لطلب تكثيف تواجد القوات الأمنية بمحيطهما.

وقال متحدث باسم السفارة البريطانية، في تصريح للأناضول، اليوم إن "قرار تعليق الخدمات العامة بالسفارة مستمر لليوم الثالث".

مفضلا عدم ذكر اسمه، أضاف المصدر: "مازلنا نجري مباحثات مع المسؤولين الحكوميين (بمصر)، لزيادة تأمين السفارة والعاملين بها، في مسعى لاستئناف الخدمات العامة للسفارة في أقرب وقت ممكن".

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت السفارة قررت التراجع عن قرارها عقب التكثيف الأمني، قال المسؤول البريطاني: لا يمكنني التعليق على هذا الأمر، لكن ما يمكنني قوله إننا نفعل ما في وسعنا لضمان تأمين السفارة والعاملين بها، وبالطبع نحن ممتنون لتعاون السلطات معنا".

يأتي ذلك فيما استمر إغلاق السفارة الكندية أبوابها لليوم الثاني، بسبب مخاوف أمنية، إلى جانب استمرار إجابة مسؤول على خط هاتف الطوارئ برسالة مسجلة تقول إنه تم إغلاق السفارة الكندية في القاهرة.

وفي المقابل، علق المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، في تصريح للأناضول اليوم، قائلا: "هناك اتصالات جرت بين مسؤولين بالسفارتين، والأجهزة الأمنية حيث استمعت الأخيرة لملاحظاتهما بشأن الإجراءات الامنية المتبعة لتأمين السفارات".

وأشار "عبد العاطي" إلى أنه "جرى الاستجابة للمطالب المنطقية، كما هناك تواصل للخارجية المصرية مع مسؤولي السفارتين لبحث ما إذا كان تم الاستجابة لملاحظاتهما فإنه في هذه الحالة لا يوجد مشكلة"، في إشارة إلى إعادة الخدمات العامة بالسفارتين.

وأضاف عبد العاطي، أن "الاتصالات مستمرة، إلى جانب المطالبة بوضع الأمور في نصابها الصحيح، حتى لا يكون هناك تداعيات سلبية على مناخ الاستثمار والسياحة بمصر".

وسبق أن أوضحت الخارجية المصرية أمس الأول، في تعقيبها على قرار السفارة البريطانية بالقاهرة بتعليق الخدمات العامة، أن هذا القرار هو إجراء أمني احترازي اتخذته السفارة.

من جهته، قال نائب مدير مباحث القاهرة اللواء عصام سعد للأناضول إنه "جرى تعزيز تواجد القوات الأمنية في محيط السفارات المصرية، عقب التطورات الأخيرة التي شملت تعليق خدمات سفارتي بريطانيا وكندا".

وأوضح أن "هذا التعزيز يأتي في إطار توجيهات من وزير الداخلية أمس"، لافتاً إلى أن "هناك تكثيفا أمنيا فعليا في محيط السفارات، وأن الوضع العام مطمئن في حال تفكير أي شخص القيام بما يهدد السفارتين".

ووفق جولة قامت بها الأناضول، فإن هناك تكثيف أمني شهدته عدة سفارات بالعاصمة القاهرة، من بينها سفارات أخرى مثل السويسرية والألمانية، إلى جانب البريطانية والكندية، من حيث تواجد قوات الأمن وسيارات تابعة لهم، بالإضافة إلى حالة استنفار أمني.

وأمس الثلاثاء، أعلنت سفارة ألمانيا بمصر، تعليق خدماتها بداية من الخميس المقبل، لتكون ثالث بعثة دبلوماسية تتخذ هذه الخطوة خلال يومين بعد إنجلترا وكندا.

وقبل أيام اكتفت الخارجية الأمريكية، بتحذير موظفي سفارتها في القاهرة القريبة من سفارتي كندا وبريطانيا من التحرك في مناطق بعيدة عن منازلهم أو السفر لأي جهة بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت الغربيين بالمنطقة.

والسبت الماضي طلبت الحكومة الأسترالية، من رعاياها، إعادة التفكير في حاجتهم للسفر إلى مصر، مشيرة إلى تقارير حول "تخطيط إرهابيين لشن هجمات على مواقع سياحية ووزارات حكومية وسفارات في القاهرة".