لقي الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، اليوم الخميس، ترحيبا حارا من قبل حشود ضخمة تجمعت خارج مكتبه في العاصمة نيروبي لدى عودته من لاهاي عقب مثوله، أمس الأربعاء، أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

وأفاد مراسل وكالة الأناضول، بأنه بدلا من اتخاذ الطريق المباشر إلى مكتبه من مطار "جومو كينياتا الدولي" في نيروبي، سار موكب كينياتا عبر منطقة "إيستلاندز" المزدحمة بالعاصمة، حيث صفق الناس، وزغردوا وصفروا عندما لوح الرئيس لهم.

وترك الكثير من الناس أماكن عملهم من أجل الترحيب بالرئيس الكيني في واحدة من أكثر حفلات الاستقبال المفعمة بالحياة التي شهدتها في البلاد منذ سنوات.

ورافق الرئيس كينياتا في جولته التي استقل خلالها سيارة مكشوفة، نائبه وليام روتو، الذي يواجه اتهامات مماثلة في نفس المحاكمة.

ومخاطبا الحشود التي تجمعت خارج مكتبه، شكر الرئيس كينياتا مواطني بلاده من أجل الصلاة والدعاء له عندما كان في لاهاي.

ومضى كينياتا، قائلا: "مع وجود الرب إلى جانبنا، النصر يلوح في الأفق. لقد صليت من أجلي، ومن أجل بلادنا. وسننجح.. والمحن التي نواجهها أكبر من محنة فرد.. ودعونا نتحد".

وناشد الكينيين أن يبقوا هادئين ومتحدين، قائلا: "أؤكد لكم أن كينيا قوية ومستقرة، ولا داعي للقلق أو الخوف في كينيا، ونحن لن نرجع العودة أبدا إلى الوراء ولكننا سنمضي قدما. فليعلم العالم أننا متحدون بقوة".

وفي مداولات مفتوحه نقلتها معظم وسائل الإعلام الكينية، عقدت المحكمة الجنائية الدولية، جلساتها، أمس، بحضور كينياتا، وهيئة الدفاع، وممثل الإدعاء، وعدد من وسائل الإعلام والمحامين.

وخلال الجلسة، اتهم ممثل الإدعاء الحكومة الكينية بعدم التعاون في تسهيل مهمة التحقيق والوصول إلي المعلومات الضرورية للاستمرار في القضية.

في المقابل، طالبت هيئة الدفاع عن كينياتا، خلال الجلسة، بشطب القضية لعدم وجود أدلة.

وحسب مراسل الأناضول، لم يصدر عن المحكمة، أمس، أي قرارات بشأن القضية؛ حيث طالب الادعاء بوقت للحصول على معلومات من الحكومة الكينية.

ويواجه كينياتا اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في خضم أعمال العنف العرقية التي اندلعت في كينيا بعد نتائج الانتخابات المتنازع عليها في ديسمبر/كانون أول 2007، حيث قتل أكثر من 1300 شخص في هذا العنف، في حين اضطر مئات الآلاف إلى ترك منازلهم والبحث عن ملجأ.