اختتمت بتونس العاصمة فعليات المهرجان الإقليمي بدور الثقافة و الشباب، السبت الفارط، بمشاركة ست ولايات حيث شاركت دار الثقافة دوار هشير بمنوبة بعرض "أوديب" و قدمت دار الثقافة أبو القاسم بزغوان عرض "الأحدب و الغجرية" كما عرض المركب الثقافي نيابوليس بنابل مسرحية "سنشكنش" في حين حمل العرض المسرحي لدار الثقافة المنيهلة بأريانة عنوان "الوتر". أما دار الثقافة الزهراء ببن عروس فشاركت بعرض "بعيدا عن السياسة" و بدورها شاركت دار ابن رشيق بتونس بمسرحية " فاوست".

وقد خلى حفل اختتام السهرات المسرحية من الأجواء الاحتفالية، حيث لم يرتق أي عرض من العروض الستة المشاركة والممثلة لـ 6 ولايات، إلى مستوى المرور إلى مرحلة المسابقة الوطنية و خيّرت لجنة التحكيم عدم تتويج أي عمل...فكان  اختتاما  بلا جوائز ولا تتويج، و هو ما يعتبر سابقة أولى من نوعها في المهرجانات و التظاهرات الثقافية ذات الطابع التنافسي و كان قرارا مفاجئا لجميع المشاركين و القائمين على الأعمال المسرحية.

و فسّر عضو لجنة التحكيم نبيل ميهوب، هذا القرار، في تصيرح لجريدة "التونسية" «كان الأمر محرجا للغاية... فمن جملة 5 عروض تم انتقاء عرضين كانا أفضل من البقية غير أن العرض الأول تضمن كلمات بذيئة و مفردات "فايسبوكية" ...فتم رفضه لاعتبارات أخلاقية  و معايير ذوقية .أما العرض الثاني فحمل بذور مشروع العمل المسرحي لكنه كان سيء الحبكة و"ركيكا"...فلم يقع قبوله .  ويتابع بالقول "في النهاية خيّرنا عدم تتويج أي عرض بدل تتويج أعمال رديئة و "رعوانية" لا تليق بمتطلبات المسرح الجاد و لا تستجيب لقواعد الفن الرابع و لا تحترم الذوق العام."

كما شهد هذا المهرجان حادثة أليمة تمثلت في إصابة ممثلة يافعة بحروق في وجهها جرّاء استعمال مشعل أثناء كواليس عرض "أوديب" لدار الثقافة دوار هيشر بمنوبة.و عن هذه الحادثة المؤسفة يقول عضو لجنة التحكيم نبيل ميهوب :" تناهى إلى مسامعنا  ضجيج  أصوات مُتأت من الكواليس فسارعت لاكتشاف الأمر  فهالني المنظر ...إذ فوجئت بالنار تلتهم شعر ووجه إحدى الممثلات  وسط صراخ هستيري من زملائها ...وكان وقع  الصدمة كبيرا للغاية. وقد تم الاستنجاد بالحماية المدنية لنقل الفتاة المصابة إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس وعلمت فيما بعد أن الحروق بلغت 3 درجات . وأتمنى  الشفاء لهذه الفتاة ...ضحية المسرح".

و أشار أستاذ المسرح  نبيل ميهوب  إلى أن لجنة التحكيم رصدت عروضا مقبولة و "حلوة" بالمناطق الداخلية على غرار باجة و الكاف  بالمقارنة بمشاركات ولايات تونس الكبرى قائلا: «لاحظنا أن ناشئة الجهات المحرومة –ربما- من وسائل التعبير أكثر قدرة على التعبير من أبناء العاصمة المتاحة فيها كل أشكال التعبير "