بعد أربعة أسابيع قاسية مرت على الأردن رسمياً وشعبياً، انتهت أزمة اختطاف السفير الأردني فواز العيطان الذي اختطف في ليبيا على يد ميلشيا مسلحة. إطلاق سراح العيطان جاء بعد سلسلة مفاوضات سرية تمت بين السلطات الأردنية والليبية طيلة الأيام الماضية. السفير العيطان الذي وصل بلدة رحاب في محافظة المفرق شمال شرق العاصمة عمّان أكد أنه لم يكن يشعر بأي تهديدات قبل اختطافه، وقال إن عملية التبادل بينه وبين السجين الليبي الذي كان محكوما بالمؤبد على خلفية قضايا إرهابية في الاردن، تمت بطريقة سلسة وحضارية، مضيفا الى أن الخاطفين تعاملوا معه بطريقة حضارية وإنسانية. وفي رده على سؤال لـ"العربية" حول ما إذا كان التقى الدرسي في ليبيا، قال العيطان إنه التقى بالدرسي صباح الثلاثاء، وهنأه بسلامته. وعبر العيطان عن استعداده للعودة الى العمل كسفير في ليبيا في حال طُلب منه ذلك، و قال لا مانع لدي من العودة أنا جندي من جنود هذا الوطن. وشهدت بلدة رحاب توافد العشرات من شيوخ ووجهاء العشائر الأردنية لتهنئة السفير وعائلته بعودته من ليبيا. كما وصل مسؤولون حكوميون وأمنيون ونواب الى القرية للمشاركة في الاحتفال بعودة السفير العيطان.

كبار المسؤولين في استقبال العيطان

وكان السفير العيطان وصل صباح الثلاثاء إلى العاصمة عمان على متن طائرة للملكية الأردنية، وحطت الطائرة في مطار "ماركا" حيث كان في استقباله نائب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأمير فيصل بن الحسين ورئيس الوزراء عبد الله النسور ومدير المخابرات العامة فيصل الشوبكي وعدد من الشخصيات الرسمية. من جانبه، وصف وزير الخارجية الأردني الإفراج عن السفير نهاية لكابوس عاشه كل الأردنيين خلال الأسابيع الماضية، فيما رفض اعتبار إطلاق سراح العيطان و تسليم الدرسي صفقة أو تبادلا، مؤكدا أن الأردن تواصل مع السلطات الليبية. وقال جودة في مؤتمر صحافي عقد بعد ظهر الثلاثاء "كنا على تواصل مستمر مع ممثل الدولة الليبية السفير علي العيساوي الذي كان حلقة الوصل وقام بدور كبير ومقدر"، معربا عن شكره للعيسوي ولوجهاء ورموز مدينة طرابلس خاصة منطقة الزاوية لدورهم في الإفراج عن السفير. وبين جودة: "إن السيناريوهات المعتادة في مثل هذه الحالات من الاختطاف هي إما أن تكون إرهابا أو لغايات ابتزاز سياسي أو مالي وهناك جهة تعلن مسؤوليتها عن الحدث منذ بدايته لكن في حالة العيطان كان هناك هدف للجهة الخاطفة وكنا متأكدين أنه من خلال الثقة بالنفس والقرارات السياسية الحكيمة سنصل الى هدفنا بإطلاق سراحه". وأشار الى أن الجهة الخاطفة كانت لها علاقة بالسجين الليبي في الأردن محمد الدرسي لافتا الى أن هناك مساعٍ مستمرة منذ فترة للوصول الى صيغة مذكرة تفاهم يتم من خلالها تسليم الدرسي لدولته ويكمل محكوميته هناك الا أن حادثة الاختطاف جاءت في خضم هذه الجهود. واعتبر جودة إطلاق سراح السفير: "لا يعد تبادل سجناء لأن السفير ليس سجينا، ولا صفقة، وكنا نتعامل مع دولة من خلال ممثلها السفير العيساوي وأخيرا تم الاتفاق بشكل نهائي على تسليم السفير مساء أمس حيث حركنا طائرة فورا لنقله".

 

- العربية نت