1-هو الشيخ المربي العارف بن الصادق بن محمد بن سليمان بن علي الشريف زغوان وينتهي نسبه إلى إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم ،ولد في طرابلس بمنطقة زاوية الدهماني ( زنقة الزغاونة ) سنة 1918 إفرنجي.

2- حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد والده الشيخ الصادق الذي كان يُدرّس القرآن في خلوة الزغاونة بزاوية الدهماني  ثم استقر الشيخ العارف رحمه الله في خلوة الماعزي فترة زمنية لا بأس بها ليَدْرس علوم الفقه والتفسير والنحو.

3- في سنة 1936 توفي والده الشيخ الصادق فاستلم من بعده الكُتّاب وكان عمره آنذاك لم يتجاوز 18 عاماً  وسار على طريقة والده في تعليم القرآن الكريم على اللوح وهي الطريقة الشائعة في مختلف ربوع ليبيا.

وكان يقضي معظم يومه في الكُتّاب ليعلم الناس القرآن فيقوم كل يومٍ عدا الجمعة بفتح الكُتّاب بعد صلاة الفجر ويبقى إلى الظهر ثم يستريح فترة القيلولة ويعود بعد صلاة العصر ويبقى إلي المغرب وأحياناً يبقى إلى صلاة العشاء فكان هذا حاله لمدة 60 عاماً.

4- أكمل حفظ القرآن على يديه أكثر من 6000 طالب بخلاف الذين درسوا عنده ولم يكملوا حفظ القرآن بالإضافة إلى اشتغاله بتعليم القرآن فقد كان إماماً للأوقات وخطيباً للجمعة في مسجد بن جابر  ثم انتقل للإمامة في مسجد زاوية الدهماني فكان إماماً للأوقات والتراويح في شهر رمضان المعظم.

5-وصفه بعض المصلين الذين كانوا يحضرون عنده صلاة التراويح أنه كان متمكناً في الحفظ عذب الصوت وعلى تلاوته وقار وفيها جمال.

6-الشيخ لم يشتغل بأي شيء في حياته إلا بتعليم القرآن فقط وكان مصدر رزقه الدخل الذي يجنيه من إيجار محلات وأرض فيها أشجار زيتون كان يملكها في زاوية الدهماني.

7-تعرّض الشيخ لابتلاء عظيم  في حياته سنة 1943 أثناء الحرب العالمية الثانية  وهو مقتل والدته وزوجته وستة من بناته وأخيه وذلك عندما سقطت عليهم كورة ( قنبلة ) في غارة شنتها القوات الأمريكية على زاوية الدهماني.

8-في سنة 1996 إفرنجي اشتدّ المرض على الشيخ ثم ما لبث أن توفي إثر ذلك عن عمر يناهز 78 عاماً  وكان ذلك يوم الإربعاء 26 من رجب سنة 1416 هجري وهو اليوم الذي يوافق ذكرى الإسراء والمعراج وكانت جنازته جنازةً مهيبة من أكبر الجنائز التي شهدتها طرابلس وقد حضرها الآلاف من أبناء المدينة  وخيم حزن رهيب على زاوية الدهماني وأقفلت فيها المحلاّت لمدة ثلاثة أيام حزنا على وفاته.