1) هو رودولفو غراتسيانى، أو غرزياني أو غرسياني، ماركيز نيغيلي نائب الملك الإيطالي في إثيوبيا ومارشال إيطالي عام شخصية سياسية إيطالية، كان المسؤول العسكري الإيطالي الذي قاد القوات الإيطالية في أفريقيا قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية وأحد مجرمي الحرب المسؤولين عن مصرع آلاف من الأثيوبيين والليبيين المدنيين.

2) من مواليد 11 أغسطس 1882 بمدينة فيليتينو إقليم لاتزيو (قرب إتنا) بوسط إيطاليا 70كم شرق روما لعائلة إيطالية ليس لها اي تقاليد حربية 

3) وجه من قبل والده لدراسة العلوم الدينية في معهد ديني بمدينة سوبياكو بإقليم لاتزيو ،لكنه لم يستمر مفضلا الانخراط في الخدمة العسكرية بالكتيبة 94 مشاة بروما،

4)  في 1 مايو 1904م تمت ترقيته إلى رتبة ملازم أول وارسل مع الكتيبة 92 مشاة إلى مدينة فيتربو، في عام 1906 أصبح امر فوج الرماة الأول. 

5) في عام 1908 ارسل إلى إرتريا، حيث تعلم اللغتين التغرينية والعربية، الامر الذي افاده فيما بعد،

6)  لدغته افعى سامة في عام 1911م، حيث قضى ما يزيد عن العام في وضع صحي سئ ،

7) شارك في الحرب الإيطالية التركيةو رقي لرتبة رائد وشارك في الحرب العالمية الأولى، 

8) جرح عدة مراتو حصل على وسام البسالة العسكرية،و في عام 1918م وبعمر 36 عاما رقي لرتبة عقيد، ليكون حينها اصغر عقيد في الجيش الإيطالي،

9)  في العشرينات، تولى جرتزيانى قيادة القوات الإيطالية في ليبيا وعهدت إليه محاولة اخضاع المجاهدين الليبين. خلال ما سميت "بالتهدئة" تم إنشاء العديد من معسكرات العمل والمعتقلات الجماعية التي مات فيها عشرات الآلاف من السجناء الليبيين من الجوع أو المرض، إذا لم يقتلوا شنقا أو إعداما بالرصاص. 

10) قاد غراتسياني عملية الهجوم على مدينة الكفرة مشرفا على الفظائع التي ارتكبت فيها من قبل جنود الطليان ضد الليبيين المسالمين، وكان غراتسياني يأمر طياريه بإلقاء قنابل الغازات السامة مثل غاز الفسجين الذي هو مركب من الكربون والكلور، وهو من اشد الغازات فتكا، لأنه أثقل من الهواء ثلاث مرات ونصف، وبالتالي يبقى في شكل سحابة غاز ملامسة للأرض، كما أنه أكثر سمية من الكلور 15 مرة، ويوصف بأنه قاتل للإنسان، ويمكن أن يكون مميتا حتى ولو كان تركيزه اضعف من ذلك، ويورد المؤلف واحدة من الإحصائيات عن نشاط الطيران الإيطالي ضد الليبيين في الفترة ما بين يناير 1924 إلى يونيو 1925، وقذف الليبيين بالقنابل والغازات السامة وملاحقتهم بالرشاشات كما يلي: قام الطيران الإيطالي في تلك الفترة بـ 3103 طلعة في مجموع ساعات طيران بلغت 2630 ساعة، قطع خلالها 400 ألف كيلومتر، وقذف فيها 22770 أنبوبا متفجرا، و47649 قنبلة حارقة ومتفجرة من بينها الكثير من الغازات السامة، وقد مات المئات من الليبيين خنقا بهذه الغازات المحرمة عالميا.

11) شريك غراتسياني في جرائمه ضد الشعب الليبي، هو بادوليو الذي كان حاكم ليبيا العام، ورئيس غراتسياني المباشر، وقد خطط الاثنان بدعم من موسوليني لإبادة الشعب الليبي قتلا وتهجيرا، وتفننا في ابتكار الوسائل لتحقيق ذلك المخطط، فأقاما المحكمة الطائرة التي كانت هيئتها تنتقل من مكان إلى آخر بطائرة خاصة لتحكم بشنق الليبيين على الفور رجالا ونساء في محاكمات صورية، كما أنهما وراء إقامة المعتقلات الجماعية للآلاف من الليبيين، بخاصة سكان الجبل الأخضر، وقد حشروا فيها أكثر من مئة ألف مواطن جلهم من النساء والشيوخ والأطفال. كما أن أكثر هؤلاء المعتقلين ماتوا في معتقلاتهم جوعا ومرضا وقهرا، أو برصاص الطليان ومشانقهم، وكان غراتسياني يقول حين يجد من يعارضه على عمليات الاعتقال الوحشية هذه: "لقد قررت وصممت، ولن أتراجع حتى ولو ادى هذا الإجراء غلى فناء اهالي برقة جميعهم"، وقد ذكر أحد المواطنين الليبيين وهو سالم عمران أبو أشبور :"إن خمسين جثة من الليبيين كانت تخرج كل يوم من معتقل العقيلة الذي كنت معتقلا فيه، وتدفن في حفرة بشكل جماعي، أجل خمسون جثة يوميا كنا نعدها دائما وهؤلاء ماتوا إما شنقا أو رميا بالرصاص أو أهلكهم الجوع أو المرض".

12) وصل غراتسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" لشيخ الشهداء عمر المختار  يوم 15 سبتمبر 1931، وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غراتسياني في الحديث مع  المختار. يذكر غراتسياني في مذكراته: «وعندما حضر أمام مكتبي تهيَّأ لي أنني أرى فيه شخصية آلاف المُرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراويَّة. يداه مُكبلتان بالسلاسل، رغم الكسور والجروح التي أُصيب بها أثناء المعركة، وكان وجهه مضغوطًا لأنه كان مُغطيًا رأسه بالجرد ويجرّ نفسه بصعوبة نظرًا لتعبه أثناء السفر بالبحر، وبالإجمال يُخيل لي أنَّ الذي يقف أمامي رجلٌ ليس كالرجال: له منظره وهيبته رغم أنَّه يشعر بمرارة الأسر، ها هو واقفٌ أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوتٍ هادئ وواضح».

سأل غراتسياني: لماذا حاربت بشدَّة متواصلة الحكومة الفاشيَّة؟ فأجاب المختار: من أجل ديني ووطني. سأال غراتسياني: ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه؟ فأجاب المختار: لا شيء إلَّا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرضٌ علينا وما النصر إلا من عند الله. سآل غراتسياني: لم لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك أن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم؟ فأجاب المختار: لا يُمكنني أن أعمل أي شيء … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلَّنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلّم أو نُلقي السلاح. ويستطرد غراتسياني حديثه: «عندما وقف ليتهيأ للانصراف، كان جبينه وضاء كأنَّ هالة من نور تُحيط به، فارتعش قلبي من جلالة الموقف، أنا الذي خاض المعارك والحروب العالميَّة، والصحراويَّة، ولُقبت بأسد الصحراء، ورُغم هذا فقط كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنبس بحرفٍ واحد، فانتهت المُقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه للمُحاكمة في المساء، وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمُصافحتي ولكنَّه لم يتمكن لأن يديه كانت مُكبلة بالحديد. لقد خرج من مكتبي كما دخل عليّ وأنا أنظر إليه بكل إعجاب وتقدير».

10) في أثناء الحرب الإيطالية-الإثيوبية الثانية (1935-36) تولى غرتسيانى قيادة الجيوش الإيطالية التي اجتاحت إثيوبيا،و نجا من محاولة اغتيال في 19 فبراير 1937 ليصبح معروفا باسم "جزار إثيوبيا" عقب موجة القمع الدموي التي تلت ذلك.

11) قاد خلال الحرب العالمية الثانية الجيش العاشرالإيطالي المرابط في ليبيا. أصبح القائد العام لليببيا المحتلة بعد وفاة بالبو في حادث تحطم طائرة في 28يونية 1940. بعد إعلان الحرب أمر موسوليني جرتزيانى باجتياح مصر. ورغم شكوكه حول قدرة الجيش الإيطالي على مواجهة القوات البريطانية، أمر جرتزيانى الجيش العاشر بالهجوم في 13 ايسبتمبر.

12) في نهاية الحرب قضى جرتسيانى بضعة أيام في سجن سان فيتورى في ميلانو قبل أن ينقل إلى سيطره الحلفاء. ثم اعيد إلى أفريقيا وبقى هناك حتى شباط 1946 في سجون الحلفاء في محاولة لحمايته من الاغتيال. وبعد اعادته إلى السجن بروسيدا في إيطاليا حكمت عليه محكمة عسكرية في عام 1950 بالسجن لمدة 19 سنة عقابا له على التعاون مع النازيين لكنه أطلق سراحه بعد أن قضى بضعة أشهر في السجن. ومات في أحد المستشفيات في روما.

13) من مؤلفاته :

نحو فزان

إعادة احتلال فزان.

برقة المهدأة.

ليبيا المفداة

شمال أفريقيا 1940-1941

دافعت عن بلدي.