1)  الأستاذ محمد العيساوي الشّتوي  من مواليد عام 1926 بجمنة من ولاية قبلّي جنوبي تونس ، 

2) حفظ القرآن الكريم وهو صغير السّنّ بزاوية جمنة، ثمّ التحق بوالده المؤدّب بأرياف صفاقس مؤدّبا مثله ثم التحق بجامع الزّيتونة المعمور بتونس سنة 1949 ومنه تحصّل على شهادة الأهليّة..

3) في بيروت تحصّل على شهادة الباكالوريا في الاختصاص الأدبي. ومن لبنان سافر إلى مصر وبقي سنة في دار المعلّمين بالقاهرة من 1956 إلى 1957 ومنها تحصّل على شهادة الإجازة في اللّغة العربيّة سنة 1964، ثمّ على ديبلوم التربية من جامعة عين شمس بعدها التحق بمعهد البحوث والدّراسات العليا ليتحصّل على الماجستير في الآداب، وكان عنوان رسالته «القوميّة العربيّة في الشّعر الحديث بتونس».

3)  الشّتوي صحفي وأديب قديم، كتب المقالات الصّحفيّة بجريدة «الأسبوع» لصاحبها نور الدّين بن محمود ومجلّة «الزّيتونة». وأسّس صحبة رفاقه من طلبة الزّيتونة «رابطة القلم الجديد»، واعتقلته السّلطات الفرنسيّة يوم 15 مارس 1954 إثر مشاركته في مظاهرة طلبة جامع الزّيتونة تنديدا بالاستعمار الفرنسي وباحتلاله لتونس كما كان صحفيّا متجوّلا ومندوبا عن صحف كثيرة، منها على سبيل المثال: «الأسبوع» و«الثّريّا» و«الإذاعة» و«النّهضة». وانتقل إلى الجزائر والمغرب مندوبا لجريدة «الأسبوع» حيث كان لمؤسّسها نور الدين بن محمود فضل مساعدته على الهجرة إلى لبنان كما نشر إنتاجه الصّحفي والأدبي في معظم الصّحف والمجلاّت اللّبنانيّة مثل «الأديب» و«الآداب» و«الحرّية». ومن بيروت كان مراسلا لجريدتي «الصباح» و«العمل» في تونس.. ونشر في «الحياة» و«الجريدة» و«المساء» و«الهدف» و«العرفان»

4) ساهم محمد العيساوي الشّتوي في تأسيس رابطة الأدب الحديث بالقاهرة وفي تأسيس اتّحاد الطّلبة التونسيين الأحرار بالقاهرة سنة 1958 واتّحاد طلبة المغرب العربي بالقاهرة سنة 1958. وترأّس رابطة طلبة المغرب العربي بالمشرق العربي وكانت القاهرة مقرّا لها.

5) في عام 1958 نظّم اتّحاد طلبة المغرب العربي بالقاهرة حفلا كبيرا بمناسبة إعلان الوحدة السّوريّة المصريّة (الجمهورية العربية المتّحدة)، دعي له زعماء المغرب العربي التّاريخيّون الذين كانوا موجودين في مصر مثل الشيخ الإبراهيمي من الجزائر، وعبد الكريم الخطّابي من المغرب، وقام محمد العيساوي الشّتوي بصفته كاتبا عامّا لرابطة الطّلبة التّونسيّين الأحرار في القاهرة بدعوة الزّعيم صالح بن يوسف وجالسه وحادثه في الحفل إلى جانب بقيّة الزّعماء، وانجرّ عن ذلك انسحاب الشّقّ البورقيبي من الحفل وتخوين الشّتوي، وانتهى الأمر بقطع المنحة التّونسيّة عنه وسحب جواز سفره بقرار من السّلطات التونسيّة في ذلك الوقت وبدأت رحلة معاناته وعذاباته في المنفى.


6) عاش فترة طويلة في ليبيا وخاصة خلال عقد الستينيات من القرن الماضي حيث ونظرا لان مصر لم تكن  تسمح بتوظيف أجانب فقد التحق الشتوي بعد إتمام الدراسة بليبيا للتدريس وهناك التقى العقيد القذافي الذي عينه وزيرا للتربية والإرشاد القومي مباشرة بعد ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 

7) عن ظروف تعيينه على رأس وزارة التربية والارشاد القومي بليبيا قال الشتوي  أن العقيد كان معجبا بكتاباته النقدية كثيرا قبل حتى حدوث الثورة.. ولما علم القذافي وكان وقتها ضابطا أن الشتوي يدرّس في ليبيا طلب مقابلته وعرف من خلال حديثه أنه قومي حتى النخاع ولهذا السبب ونظرا لبعد القذافي العروبي عينه مباشرة بعد الثورة وزيرا لحقيبتين دون حتى أن يستأذنه وهو ما أثار استغراب العديد من الليبيين.. وقالوا ربما يكون العقيد قد أخطأ واعتقد أن الشتوي ليبيا لذلك عينه وزيرا.

8) ظل الشتوي وزيرا طيلة شهرين لكنه سرعان ما قدم استقالته نظرا للضغوطات التي مارسها بورقيبة الرافض لان يعين الشتوي المعارض له وزيرا بليبيا.. ولكن رغم الاستقالة ظل يدير أهم شؤون وزارة التربية سنوات طويلة وشغل منصب المستشار التربوي بجهاز التفتيش والرقابة الشعبية بليبيا

9) ذكر الشتوي أن معمر القذافي يحبّ تونس كثيرا ويؤمن بوحدة الشعبين التونسي والليبي وبأن الحدود بين البلدين في نظره هي حدود وهمية صنعها الاستعمار«.. وقال »لا شك أنه محق في ما ذهب إليه نظرا لان عددا هاما من سكان تونس لهم أصول ليبية ولان نسبة كبيرة من سكان ليبيا هم تونسيون.. ولكن رغم هذه الصدمة وخيبة الامل الكبيرة ظل معمر القذافي ثابتا ومتشبثا بموقفه القومي العربي«.

10) في سنة 1974 أصدرت محكمة أمن الدّولة بتونس حكما غيابيّا عليه متّهمة إيّاه بتنظيم الجبهة القوميّة التقدّميّة لتحرير تونس وفي الثّمانينات من القرن الماضي عاد الأستاذ محمد العيساوي الشّتوي إلى تونس.. لكنّه بقي يعيش متنقّلا بين ليبيا وتونس إلى أن غادر الحياة في 13 ابريل 2016 عن عمر ناهز 90 عاما