يمر رمضان هذا العام على مسلمي إفريقيا الوسطى المحاصرين منذ نحو 7 أشهر في حي الكيلومتر 5 كسابقيه، فالعديد منهم فقد ذويه وهم لا يتمكنون حتى من الخروج للتزود بالغذاء خشية تعرض الأنتي بالاكا (ميليشيات مسيحية) لهم بالأذى.

قائمة  طعام الإفطار، تعيد نفسها برتابة في كل يوم بعض أوراق "المانيوك (طبق شعبي في البلاد) و بعض الخيار والطماطم والأرز والحليب، ومن النادر جدا أن يحتوي الطبق بعض اللحوم أو الدجاج.

يبدأ مسلمو بانغي كما غيرهم عبر العالم إفطارهم بتناول بعض التمرات، ومن ثم يشربون كؤوس الشاي أو القهوة، وفي بانغي، لا يفصل موعد صلاة العشاء عن صلاة المغرب سوى حوالي ساعة، هي بالكاد تكفي لتناول فطور خفيف، قبل الخروج إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، ومن ثم العودة إلى المنزل لتناول وجبة خفيفة.

المسلمون الذين استقروا من المسجد قسراً يعيشون في أوضاع مزرية حيث أن تناول الطعام يجري في الظلام للانقطاعات المتكررة للنور الكهربائي.

تصدح أبواق المسجد بالأذان، وبعدها ببرهة، يتكفل بعض الأطفال بتوزيع الأكل على أشد المتواجدين على عين المكان حاجةً.

في الأثناء، تدب الحركة عند باعة الشاي والدجاج المشوي على طول الطريق الرئيسية لحي الكيلومتر 5 .

"عبو" أحد المسلمين اللاجئين إلى مسجد "عتيق" رفقة والده الذي يحمل أصولا كاميرونية، يعد وجبة الإفطار المتكونة من الخيار و بعض التوابل بالإضافة إلى طبق من الحساء، لن يزيد عليها سوى حبة من الطماطم ما بين الإفطار والسحور.

"عبو" لا يتذكر بالتحديد آخر مرة تذوق فيها طعم اللحم.عند الشارع، يجتمع بعض الشبان أمام المسجد، يقضمون بعضا من الموز ويحتسون الشاي، مع وجبة بالكاد تسد رمقهم ليستعدوا لصوم يوم بأكمله.