كشف خالد كرّ، رئيس المركز الإعلامي - الزنتان، أول من أمس، عن تعرض بعض المحتجزين من منطقة الزنتان للتعذيب، بينما جرت تصفية عدد آخر، ونشرت صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما شكل مفاجأة لأهاليهم عندما أحضرت جثامينهم بواسطة الهلال الأحمر الليبي.

 وأشار خالد كرّ في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن ظروف الاحتجاز تختلف، إلا أن دافعها الأساسي كان هو «النزعة القبلية»، وقال إن بعض المحتجزين اقتيدوا من بيوتهم، والبعض الآخر جرت الوشاية بهم لغرض تصفية حسابات شخصية.

وأوضح أنه جرى تسجيل إفادات عدد من العائلات المتضررة والأسرى المفرج عنهم، تمهيدًا للتواصل مع منظمات دولية تعنى برصد انتهاكات حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنه لا يزال هناك عدد من المفقودين في صفوف مقاتلي الزنتان. وأكد خالد كرّ إطلاق سراح 37 أسيرا، بعضهم من قبيلة الزنتان، والبعض الآخر من مناطق القرارت، وجنزور، والأصابعة، وورشفانة ومناطق أخرى، بالإضافة لاثنين من موظفي قناة «العاصمة»، وذلك في إطار خطة لتبادل الأسرى بين منطقتي الزنتان ومصراتة.

وقال إن 21 شخصًا من أبناء مدينة مصراتة جرى إطلاق سراحهم أول من أمس، مضيفا أنهم «احتجزوا في الاشتباكات الأخيرة حول مطار طرابلس الدّولي، ولاقوا معاملة طيبة، وهم في حالة صحية جيدة». ونفى كرّ أن تكون هذه العملية بادرة «صلح» بين الطرفين، وذلك لما عده مسارات مختلفة للصلح لا يمكن تحقيقها في هذا النموذج.

وقال إنه منذ بداية الاشتباكات في يوليو (تموز) الماضي كلّفت لجنة لمتابعة ملف الأسرى والمفقودين، وإن تبادل الأسرى جرى في أكثر من مرة، لكنه استبعد أن يجري الصلح بين طرفي النزاع في أجل قريب، وأرجع ذلك لأسباب سماها «التتبع على أساس الهُوية»، في إشارة للصراع القبليّ الذي أخذ يدير دفة الأوضاع في ليبيا. 

ودعا «كرّ» الجهات الإعلامية في ليبيا إلى التزام روح الحياد والدقة في نقل الأخبار، وتغليب المصلحة العامة للتحقيق الوفاق الشامل بين أبناء الشعب الليبي.

 يشار إلى أن 90 في المائة من الليبيين يستشعرون «القبلية»، بينما 10 في المائة منهم فقط لا يكترثون لهذا الانتماء، وفقًا لدراسة نشرها مؤرخ ليبي في موقع «أوسان» الإخباري عام 2011

 

 

*نقلا عن الشرق الأوسط