اشار المتحدث باسم وزارة الخارجية يغال بالمور الى ان "اسرائيل تريد استعادة مكانتها الصحيحة في افريقيا".وقال بالمور "كان (الزعيم الليبي السابق) معمر القذافي يعارض وجودنا في منظمة الوحدة الافريقية واستخدم الترهيب لضمان عدم حضور اسرائيل كمراقب في قمم الاتحاد الافريقي".وكانت اسرائيل عضواً مراقباً في منظمة الوحدة الإفريقية حتى عام 2002 عندما تم حل هذه المنظمة واستبدالها بالاتحاد الافريقي.

ومع بداية إجتماعات قمة الإتحاد الافريقي بمالابو ، قاد الوفد الموريتاني إلى قمة الاتحاد الافريقي الذى يرأسه الرئيس محمد ولد عبد العزيز قتحركا عربيا لمنع أي شكل من أشكال الحضور الاسرائيلي لجلسات الاتحاد الافريقي المنعقدة فى مالابو.وقد غادر  وفد إسرائيلى، قاعة انعقاد القمة الأفريقية، دقائق قليلة قبل انطلاقها الخميس  عند التاسعة صباحا بتوقيت وأفادت وكالات الأنباء الدولية أن الوفد الإسرائيلى المكون من 14 فرداً شوهد  وهو يغادر قاعة قصر المؤتمرات، بعد احتجاج قدمته وفود عربية فى مقدمتها وفد موريتانيا .

ورفضت موريتانيا ودول عربية أخرى حضرت القمة مشاركة إسرائيل كمراقب فى القمة"، معتبرة ذلك الحضور ب أنه "غير شرعى" و"غير مقبول".

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان قام منذ العاشر من يونيو الجاري بجولة افريقية مدتها عشرة أيام زار خلالها  خمس دول للترويج لدخول اسرائيل الى الاتحاد الافريقي كعضو مراقب ،وهي رواندا وساحل العاج وغانا واثيوبيا وكينيا، كان ليبرمان موفوقا بوفد مؤلف من خمسين ممثلاً لشركات اسرائيلية من اجل تعزيز العلاقات الاقتصادية.

وقال ليبرمان ف"افريقيا هدف مهم للسياسة الخارجية الإسرائيلية وسنبذل الجهود من اجل قبول اسرائيل هذا العام بصفة مراقب في الاتحاد الافريقي".واضاف "العلاقات مع الدول الافريقية ذات أهمية إستراتيجية كبيرة لاسرائيل في المجالات الامنية والسياسيةوالاقتصادية."وكانت آخر جولة افريقية قام بها ليبرمان في عام 2009.واوضح البيان "هنالك العديد من المجالات التي تستطيع اسرائيل ان تساعد في تطويرها: الزراعة وادارة المياه والطب ومكافحة الارهاب" وتعد اسرائيل مصدراً مهما للأسلحة الى افريقيا.

وكشفت صحيفة “معاريف” الصهيونية  في تقرير لها عن أهداف “ليبرمان” من الجولة الأفريقية، فهو يسعى لقبول إسرائيل كدولة مراقبة في الاتحاد الأفريقي، فضلا عن فتح السوق الأفريقي أمام المنتجات الإسرائيلية بديلا عن الأوروبي الذي تراجع كثيرا خلال الشهور الماضية إثر المقاطعة الأوروبية المتنامية.

مؤتمر “هرتسليا” أيضا الذي يرسم ملامح الاستراتجية الصهيونية، أوصى العام الجاري بضرورة تعزيز العلاقات الإسرائيلية الأفريقية باعتبار القارة العجوز تمثل بعدا آخر في المفهوم الأمني الإسرائيلي الجديد، مؤكدا في أحد الوثائق التي تم إعدادها بالمؤتمر على أهمية العلاقات بين تل أبيب والدول الأفريقية خلال الفترة المقبلة وانعكساتها سياسيا على الساحة الأقليمية والدولية.

ومنذ الساعات الأولى لتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في مصر ، هاجمه وزير خارجية تل أبيب “أفيجدور ليبرمان” إثر حديث الأول عن القضية الفلسطينية في أولى خطاباته بعد تولي الرئاسة، حيث اعتبر الوزير الصهيوني أن “السيسي” أخطأ حينما قال إن القضية الفلسطينية هي أهم قضية بالشرق الأوسط .وخلال كلمته في افتتاح القمة الأفريقية بغينيا، أعرب السيس عن اعتزازه بدعم الاتحاد الأفريقي لنضال الشعب الفلسطيني من أجل الحصول على حقه المشروع في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، الأمر الذي يرجح تصاعد المواجهة بين مصر وإسرائيل خلال الفترة المقبلة بالقارة السمراء.

من القذافي الى ليبيرمان 

يرى المراقبون أن إسرائيل التي شاركت عبر ضغوطها السياسية ومخابراتهاو وطائراتها وإعلامها في الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي تسعى اليوم الى ملء الفراغ الذي تركه رحيله في القارة السمراء ، القذافي كان له دور تاريخي في دعم حركات التحرير وحماية الأقليات الإسلامية ورعايتها ونشر الإسلام واللغة العربية في افريقيا ، كما له دور رئيس في تحويل منظمة الوحدة الافريقية الى الإتحاد الافريقي وتشكيل مؤسساته ويعود له الفضل في إطلاق القمر الصناعي الإفريقي وشركة افريقية للطيران ، الأمر الذي أغتضات منه شركات الطيران والإتصالات الغربية كما كان وراء تأسيس منظمة دول الساحل والصحراء ، 

القذافي وحسب المراقبين ، كان واعيا بطبيعة الثقافات الافريقية المحلية وكانت له علاقات مع القبائل والممالك والإمارات المؤثرة في القرار السياسي والتي عينته ملك ملوك افريقيا ، غير أن التاج الذي كان موضوعا على رأس القذافي بات اليوم على رأس ليبيرمان كما يبدو في الصورة منذ أشهر نقل صحافي موريتاني عن احد وزراء الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع قوله « على الرغم من خلافاتنا مع القذافي فان افضال هذا الرجل على العرب لن تنسى ولا يمكن محوها .

فهذا الرجل خطا خطوات في افريقيا هي مفخرة لنا جميعا وسوف نجني ثمارها في المستقبل انشاء الله ..لقد كان غيابه خسارة » واستطرد الوزير الذي اشتهر بزيارته لتل أبيب  قائلا « لقد كانت خلافتنا معه عقابا لنا على بعض المواقف وكذالك فعل بعض الدول ..لقد تصدى الرجل للتغلغل الاسرائيلي في افريقيا »