في وقت بدأت تحقق فيه القارة الافريقية العديد من قصص النجاح بين دولها البالغ عددها 54 دولة، ووجود 9 دول من بين أكثر 20 دولة تمتلك اقتصاديات متسارعة النمو خلال العقدين الماضيين هناك، مع استمرار تراجع الفقر وتحسن قطاعي التعليم والصحة، أفاد تقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية بأن الولايات المتحدة تعتزم الاستعانة بإستراتيجية جديدة تهدف للاستفادة من قطاع الأعمال بالقارة.

وأشارت الصحيفة إلى أن القمة الأميركية- الإفريقية المقامة الآن في العاصمة الأميركية واشنطن جاءت لتعرض على الرئيس باراك أوباما فرصة لإعادة تركيز سياسة بلاده الخارجية، خاصة فيما يتعلق بأوجه التعاون خلال الفترة المقبلة مع القارة السمراء.وأشارت الصحيفة إلى أن أكبر موضوع استراتيجي تواجهه أميركا في إفريقيا اليوم هو إيجاد توازن مناسب بين بناء قواعد جديدة للطائرات الآلية لمكافحة الإرهاب وبين تقوية علاقات الأعمال التي تدعم التطور الاجتماعي والاقتصادي المفيد للطرفين.

وأوضحت الصحيفة أنه وبينما يمكن تفهم تأكيد أميركا على أهمية التعاون العسكري، فمن الضروري تحول سياستها الخارجية في إفريقيا بشكل كبير صوب دعم العديد من المجالات التي تأتي في مقدمتها التجارة، التمويل وكذلك التعاون الثقافي.كما شددت الصحيفة على ضرورة أن تكون السياسة الأميركية بإفريقيا منوعة، خاصة وان كثير من الدول الإفريقية وضعت سياسات جيدة على صعيد الاقتصاد الكلي، وها هي الآن بانتظار فرص الاستثمار الجيدة التي من شأنها تحقيق منفعة حقيقية للطرفين.

وأعقبت الصحيفة بقولها إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تشجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الصناعات الخفيفة كثيفة العمالة والصناعات الزراعية، حيث يمكن استغلال تلك الأعداد الكبيرة من العمال غير المدربين أو غير البارعين في هكذا صناعات.ولتحقيق ذلك، أشارت الصحيفة إلى ضرورة أن تعمل الولايات المتحدة عن قرب مع المؤسسات المالية العالمية، التي يأتي في مقدمتها البنك الدولي، الذي يمتلك خبرات عريضة من العمل في القارة السمراء، وهو ما سيكون له دوره الإيجابي كذلك.