توقع الناطق باسم قوات الجيش الوطني اللببي اللواء أحمد المسماري، أن يؤدي الغزو التركي لشمالي سوريا إلى هروب عناصر داعش من السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، مؤكدا أن الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي أصبحوا حاليًا في يد الأتراك الذين يسعون لنقلهم لمأوى آمن، وربما تكون ليبيا هي وجهتهم، بسبب الفراغ الأمني خاصة في مناطق مصراتة وطرابلس وزوارة.

وأعرب  خلال مؤتمر صحفي  عن اعتقاده بأن ينقل “أردوغان”، آلاف الإرهابيين، ما يمثل خطرا على الأمن والسلام في كل المنطقة، لاسيما في ظل وجود عائلات إرهابية ليبية تسكن في تركيا ستسهم في نقل الإرهابيين من سوريا، أبرزها عائلة علي الصلابي، عضو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه يوسف القرضاوي .

وجاء موقف المسماري في ظل ثبوت مشاركة إرهابيين تم نقلهم من إدلب السورية الى مصراتة وطرابلس في القتال الى جانب ميلشيات الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي.

وكان  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن من  روما عن نقل مسلحين متشددين من إدلب السورية الى غرب ليبيا ، و في مايو الماضي ، وجه  المهدي المجربي مبعوث المجلس الرئاسي في الأمم المتحدة وجه رسالة سرية إلى وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد الطاهر سيالة حول الإحاطة التي تقدم بها المبعوث غسان سلامة إلى مجلس الأمن في جلسة مغلقة ، جاء فيها أن سلامة تحدث عن  توافر معلومات استخباراتية تفيد بإستعانة أحد طرفي القتال بمجموعات إرهابية من مدينة ادلب السورية، وذلك في إشارة منه لأطراف موالية لحكومة الوفاق الوطني التي أكدت تقارير غربية صادرة مؤخراً عملها على إستجلاب ما تبقى من إرهابيين في هذه المدينة الواقعة على الحدود التركية عبر تركيا حتى أن بعض التقارير تحدثت عن وصول بعضهم بالفعل عبر رحلات بحرية وجوية وصلت من مدن تركية إلى طرابلس ومصراتة


ورغم أن سلامة تفى لاحقا أن يكون أدلى بتلك الممعلومات إلا أن  لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي  دعت الأسبوع الماضي الرباعية الدولية الخاصة بليبيا (الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، الجامعة العربية، الاتحاد الأوروبي)  إلى اتخاذ موقف علني ضد سعي تركيا لاستنساخ التجربة السورية في ليبيا، ومنعها من استمرار تدخلها في الشأن الليبي، ما يهدد استقرار أمن المنطقة، مؤكدة مضي الجيش الليبي في معركته للقضاء على الإرهاب في وقت تعرضت فيه عدة مواقع تابعة لهجمات من تنظيم داعش في الأسابيع الأخيرة منذ تحركه نحو طرابلس.

وتحدثت لجنة الدفاع والأمن القومي عن وصول إرهابيين من مدينة إدلب السورية ينتمون لـ«جبهة النصرة» الإرهابية للقتال إلى جانب ” ميليشيات طرابلس ” متهمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنقل مقاتلين أجانب من سوريا إلى ليبيا وفقاً لبيان صادر عن اللجنة وتلقت المرصد نسخة منه

ووفق مسؤولين ليبيين ، فإن المسلحين القادمين الى بلادهم من أدلب ، ينتمون الى جنسيات مختلفة من بينها الجنسيات التونسية والمصرية والسودانية والسورية والعراقية والمغربية ، ومن بينهم خبراء في التدريب والتفجير وإنتحاريون يتم إعدادهم لتنفيذ عمليات إرهابية لإستهداف تجمعات الجيش والمنشئات الحكومية

وقال وزير الخارجية للحكومة الليبية المؤقتة عبد الهادي الحويج : « لدينا معطيات كاملة وأدلة موثقة عن نقل إرهابيين من إدلب الى غرب ليبيا ، وسنستظهر بهذه الأدلة في الوقت المناسب » لافتا الى أن موضوع تسفير مقاتلي جبهة النصرة من الشمال السوري الى الأراضي الليبية ليس جديدا ، وتم التطرق إليه سابقا ، لكن أن يتحدث عنه الرئيس الروسي ، بإعتباره رئيس دولة كبرى وذات عضوية دائمة في مجلس الأمن ولها دور محوري في المنطقة ، فإن ذلك يمثّل تأكيدا مهما لما سبق الحديث عنه ،

وأوضح الحويج أن هذا التأكيد الروسي يثبت مرة أخرى أن العالم بات يدرك حقيقة ما يدور في غرب ليبيا ، فالجيش الليبي يواجه جماعات إرهابية من الداخل والخارج ، تجد للأسف الحماية والرعاية من حكومة تقول أنها حكومة شرعية تدافع عن المدنية والديمقراطية ، وهي رهينة لمشروع ميلشياوي إرهابي مدعوم من قوى إقليمية في مقدمتها تركيا وقطر ،

ووفق الحويج ، فإن القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر تقوم حربها ضد الإرهاب ، نيابة عن العالم ، بينما يعتبر الإرهابيون أن معركتهم في ليبيا هي التي ستحدد مصيرهم في المنطقة والعالم ، وتمثل بالنسبة لهم معركة وجود ، لذلك يجدون الدعم الكامل من محور الاسلام السياسي الذي يراهن على ليبيا كبيت مال وكمنطلق للتوسع في بلدان الجوار  بما في ذلك دول الضفة الشمالية للمتوسط

وكانت تقرير إعلامية قالت في يناير الماضي أن تركيا تهدف لنقل مرتزقة من مجموعاتها في محافظة إدلب السورية، إلى ليبيا للقتال ضد الجيش الوطني الليبي ، ونقلت عن مصدر من إدلب أن الاحتلال التركي يهدف لنقل مرتزقة من المجموعات التابعة له في إدلب ومنها هيئة تحرير الشام(جبهة النصرة سابقاً) إلى ليبيا للوقوف ضد الجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر، لافتا الى أن المجموعات لا زالت لم توافق على ذلك.

وفي 19 ابريل الماضي ، نقلت صحيفة « روناهي » الكردية السورية عن مصادر في إدلب أن النظام التركي دعا مسلحين في إدلب الى المغادرة نحو ليبيا ،وهو ما فسره المراقبون بأنه أمر منتظر منتظر خصوصا وأن عددا كبيرا من المقاتلين الذين وصلوا الى سوريا بداية من العام 2012 تم تسفيرهم من ليبيا ، وفي هذا السياق ، يرى  أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية مصطفى الزائدي أن الإرهابيين لا يؤمنون بالحدود ولا بالدول الوطنية، فمشروع الإخوان الذي يشكل قاعدة انطلاقهم وحاضنتهم ومظلتهم ، تنظيم عابر للحدود،

ويضيف الزائدي  "عندما بدأ الإرهابيون في التجمع في سوريا كانت قاعدة انطلاقهم ودعمهم الرئيسة ليبيا الخاضعة للإخوان، فلقد شكل مهدي الحاراتي ما عرف بلواء الأمة بتمويل ليبي ومن عناصر كلها جاءت من ليبيا، ونذكر بتبرع رئيس المجلس الإنتقالي مصطفى عبدالجليل بدعم قيمته 250 مليون دولار، وحتى عبد الله ناكر ( أحد القادة العسكريين للثوار في 2011) ادلى بدلوه، فزيارته إلى تركيا وشمال سوريا وتبجحه بنقل أسلحة ومئات ملايين الدولارات إلى من أسماهم ثوار سوريا لازالت ماثلة في الأذهان ومسجلة بالصوت والصورة".

ويتابع الزائدي "لقد كان تجنيد الإرهابيين من تونس والجزائر وأفريقيا يتم في طرابلس وبنغازي ودرنة والزاوية ومصراته وصبراته ومن ثم ينقلون إلى تركيا ومنها إلى سوريا، وهذا أمر معلوم ومنشور عنه الكثير" مضيفا "الأن الطريق في الاتجاه المعاكس، حيث يرون أن قاعدة الإرهاب في شمال أفريقيا تتهاوى، فهرع الأتراك والقطريون والإخوان وأتابعهم لنجدة المليشيات التي تلفظ أنفاسها الأخيرة".

وكان المتحدث بإسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري ، كشف في منتصف ابريل الماضي  عن قيام النظام التركي بنقل إرهابيين من تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي إلى جبهات طرابلس لمواجهة الجيش الليبي” مشيرا إلى أن قوات المشير خليفة حفتر “تحارب دولا تقف وراء الميليشيات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا”.

وقال مصدر أمني من داخل طرابلس أن هناك مسلحين أجانب من جنسيات مختلفة تشارك في التصدي لعملية « طوفان الكرامة » وقد تم نقلهم من شمال سوريا الى غرب ليبيا عن طريق مطاري مصراتة وطرابلس ، من بينهم عرب وقوقازيون وأفارقة ، وأضاف المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته لأسباب تتعلق بأمنه الخاص ، أن إرهابيين أخرين من تنظيمي القاعدة وداعش كانوا محتجزين في سجون طرابلس أطلق سراحهم وهم الأن يقاتلون الى جانب الميلشيات ، ومنهم من شارك في عملية الهجوم على مدينة غريان في 26 يونيو الماضي


وقد أكد عضو البرلمان الليبي علي السعيدي على تلك المعلومات عندما أوضح  إن “نقل الإرهابيين ليس بجديد  ومنذ فترة يتوافد الكثير من الإرهابيين من تركيا عبر طرابلس و مصراتة لمحاربة الجيش الوطني الليبي في طرابلس وإعاقة تقدماته نحو وسط العاصمة الليبية طرابلس” وأضاف أن “هذه الجماعات موجودة الآن في محاور القتال وتحارب الجيش الوطني الليبي تحت حماية الدولة المدنية”، مؤكداً على أن “ تم أول من أمس السبت القبض على إرهابي تونسي في محور القتال بمنطقة وادي الربيع جنوب العاصمة طرابلس”.

ويرد المراقبون نقل الإرهابيين من شمال سوريا الى  الغرب الليبي الى رغبة الأتراك في التخلص من أجوار مزعجين يهددون أمنهم ، وفي نفس الوقت الإستفادة منهم في الدفاع عن مصالح نظام أردوغان في ليبيا والممثلة بالأساس في تحصين حكم الميلشيات بإعتباره يساعد على التمكين ليس لحكومة الوفاق وإنما لتيار الإسلام السياسي وللوبيات الجهوية في مصراتة المرتبطة ثقافيا وتاريخيا وعرقيا بالدولة العثمانية ، كما أن تحويل ليبيا الى بؤرة لتجمعات الإرهابيين يمكن أن يخدم المشروع الإخواني في دول الجوار الليبي ،وهو مشروع متحالف ضمنيا مع النظام التركي حتى أنه يرى فيه حاليا مرجعيته الفكرية والعقائدية وراعيه الأبرز إقليميا ودوليا

وفي ذات السياق ، تحدثت تقارير إعلامية عن تورط عبد الحكيم بالحاج زعيم الجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة والمصنف إرهابيا في القائمتين الصادرتين عن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ومجلس النواب الليبي في نقل المسلحين الى ليبيا بواسطته شركة الطيران التي يديرها « الأجنحة » ، رغم أن بالحاج ملاحق من قبل مكتب النائب العام الليبي بطرابلس وفق أمر بالضبط الى جانب 30 إرهابيا ، وذلك على خلفية تحقيقات في عدد من الجرائم المنسوبة إليهم، أبرزها "الهجوم من قبل مجموعات مسلحة على الحقول والمواني النفطية" و"الهجوم على قاعدة تمنهنت والتدخل في القتال الذي كان بين بعض القبائل الليبية، وإلى البلاغات الواردة عن الوقائع المتعلقة بجرائم القتل، والخطف، والحرابة التي طالت عددا من المواطنين الليبيين بالجنوب الليبي من قبل عناصر فصائل المعارضة التشادية الموجودة بإقليم الدولة الليبية" إلى جانب "الاستعانة ببعض عناصرالمعارضة السودانية، والتشادية والاشتراك مع بعض عناصرها في القتال الدائر بين الفرقاء الليبيين".

وقالت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية نقلًا عن مصادر موثوقة، إن نقل الإرهابيين من إدلب في سوريا إلى ليبيا يتم عبر الأراضي التركية بواسطة طائرات شركة الأجنحة الليبية المملوكة من قبل عبد الحكيم بلحاج، وهو بات معلوما لدى أغلب الليبيين ، فيما كشف موسى إبراهيم آخر ناطق باسم النظام الليبي السابق عن مصادر وصفها بالمطلعة، أخباراً عن وجود تنسيق ثلاثي بين المخابرات البريطانية والمخابرات التركية، وحكومة الوفاق لنقل نحو ستة آلاف إرهابي متعددي الجنسيات من إدلب السورية إلى مصراتة وطرابلس عبر مطاري المدينتين، وأن ذلك لدعم ميليشيات الإرهاب في ليبيا فى محاولة من الأطراف الثلاثة لوقف تقدّم عملية «طوفان الكرامة

وأوضح إبراهيم إلى أن سحب هؤلاء الإرهابيين من أدلب يأتي تحسباً للهجوم الكاسح المتوقع من قبل الجيش السوري على البلدة، فضلاً عن الرغبة في إدخال ليبيا في دوامة إرهاب جديد، ومواجهة النتيجة الحتمية لانتصار الجيش الوطني، وهزيمة المشروع الإخواني في المنطقة.