أفادت نتائج دراسة أميركية حديثة أن الإفراط في التدخين يحرم المدخن من قدرته على التمييز بين الألوان، ويؤدي الى إصابته في سن الشيخوخة بفقدان البصر.
وأوضح الباحثون أنه ثبت منذ وقت طويل أن التدخين يؤثر سلبا على صحة الناس بشكل عام وبطرق متعددة.
وجمع الباحثون مجموعتين من المتطوعين أعمارهم 25-45 سنة، وقسموهم إلى مجموعة أفرادها من غير المدخنين، وأخرى تضم المدمنين على التدخين بحسب مجلة "Psychiatry Research"
وبينت نتائج الاختبارات أن التدخين يؤثر سلبا على تمييز أطياف الألوان، فقد لوحظت تغيرات لدى المدخنين في تمييز الألوان الحمراء والخضراء والزرقاء والصفراء، كما لم يتمكنوا من تحديد مدى بريق اللون وإشعاعه.

وأفاد للباحث ستيفن سيلفرستاين إن فقدان المدخنين القدرة على تمييز الألوان سببه تأثير دخان التبغ في الدماغ.
وأفاد الخبراء في دراستهم المثيرة والمختلفة عن السائد والمتعارف عليه من الأمراض الخطيرة التي يسببها التدخين وفي مقدمتها السرطان أن دخان السجائر يؤدي الى ترقق وضعف طبقات الدماغ المرتبطة بمعالجة الصور المرئية.
واعتبروا ان المعطيات الجديدة تبين أن النيكوتين يسبب تلف الأوعية الدموية والخلايا العصبية في شبكية العين، واصفرار والتهاب عدسة العين. والإصابة بمرض الضمور البقعي المزمن الذي يؤدي في نهاية المطاف الى الإصابة بالعمى.
حذّرت دراسة أميركية حديثة من أن التدخين لا يضر الصحة العامة فقط، لكن أثره السلبي يسرع شيخوخة أجسام المدخنين بمعدل الضعف.
الدراسة أجراها باحثون بمؤسسة "إنسيليكو ميديسين" للأبحاث ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية "Scientific Reports" العلمية.
وقالت الدكتورة بولينا ماموشينا، قائد فريق البحث: "يسعدني أن أكون جزءا من هذه الدراسة البحثية، التي تقدم أدلة علمية على أن التدخين يعجل بالشيخوخة".
وأضافت أن "التدخين مشكلة حقيقية تدمر صحة الناس، وتسبب وفيات مبكرة، وغالبا ما تكون السبب في العديد من الأمراض الخطيرة، لكن الدراسة الجديدة أثبتت أن التدخين يزيد أيضا بشكل كبير من عمر المدخن البيولوجي".
وقالت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقاريرها إن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.
وأضافت أن "التدخين من الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية".