جرت، اليوم الأحد، عملية إجلاء لنحو 1300 مسلم من حي الـ "بي كا 12" في بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، باتجاه بلدات "سيدو" و"كابو" في ولاية "أوام"، شمالي غربي البلاد وفق تقارير إعلامية  أفادت بأن "حي بي كا 12، الذي كان يقطنه مسلمون، أفرغ تماما من ساكنيه".

ويعيش سكان أكبر أحياء المسلمين في بانغي، "الكيلومتر 5"، على أمل إجلاء ينظر إليه كـ"أخف الأضرار"، بحسب تصريحات "هارون غايي" أحد تجار الألماس.

وقال "غايي": "نعيش كرهائن، الحياة هنا أصبحت عسيرة يوماً بعد آخر، جثث موتانا بدأت في التحلل لعدم إمكانية دفنها بسبب وجود المقبرة خارج الحي، ومن يشتغلون خارج الحي، يقومون بمخاطرة كبيرة عند مغادرته".

وأضاف: "من أجل ذلك، نعتقد أننا سنكون التالين على لائحة المنظمة الدولية للهجرة للإجلاء نحو بامبري أو برييا (450 كيلومتر شمال شرقي بانغي)".

ووفقاً لشهود عيان، فقد شهد الحي، الذي خلا من سكانه، عمليات نهب كبيرة، دون أن يذكروا الجهة التي تقف وراء تلك العمليات.

ويشكل هذا الإجلاء المرحلة الأخيرة لحي "بي كا 12"، والذي بدأ يوم 20 أبريل الجاري، حين تم نقل 93 شخصا نحو مواقع مهيأة لاستقبالهم في منطقة "بامباري"، على بُعد 400 كيلومتر شمال  شرقي  بانغي.

ورغم تحفظات الحكومة في أفريقيا الوسطى، غير أن منظمة الهجرة الدولية (التي مقرها جنيف السويسرية) عمدت اليوم إلى ترحيل نحو 1300 مسلم، تم توزيعهم على 23 حافلة، ونقلهم نحو الشمال تحت حماية كبيرة من وحدات الميسكا ، وهي قوات حفظ سلام أفريقية.

وزارت "مارغريت سامبا"، وزيرة الصحة والعمل الإنساني في أفريقيا الوسطى، في وقت سابق اليوم حي الـ "بي كا 12"، وأعربت عن معارضتها للإجلاء، بحسب المصدر ذاته.  

ومنذ ديسمبر 2013، عززت عمليات إجلاء جماعية للمسلمين نحو مناطق أخرى في البلاد، خصوصا نحو الشمال، أو نحو دول الجوار، من مخاوف تقسيم أفريقيا الوسطى بين شمال مسلم وجنوب مسيحي.

ووفقا لبيانات مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، تم منذ ديسمبر الماضي نقل أكثر من 150 ألف مسلم نحو دول الجوار.