وصف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبدالله الحسني، جهود دول المغرب العربي في مواجهة ظاهرتي الإرهاب والتطرف بأنها "جهود إجرائية، وليست تأصيلية".

وقال الحسني، في حوار لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، "إن المغرب العربي إذا لم تتكاثف الجهود فيه داخليا لحماية مصالح وحدته، سيكون مرتعا لولادة التطرف بسبب خيراته وطمع بعض الدول فيه". وإلى نص الحوار


-الإرهاب سبب مباشر ورئيس في زعزعة استقرار الدول.

-المغرب العربي يخضع للإرهاب والتطرف اللامنظم في لغة التعصب. 

-غياب القدوة السياسية سبب في زيادة معدل الإرهاب والتطرف في دول المغرب العربي.

-مواجهة التطرف مسؤولية الجميع أشخاصا ومؤسسات.

-المغرب العربي تنطبق عليه حقيقة نظرية (عش الدبابير) البريطانية.

-جهود دول المغرب العربي في مواجهة الإرهاب والتطرف إجرائية، وليست تأصيلية.


بداية.. كيف تقيم الأوضاع في دول المغرب العربي في ظل انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف؟

الأوضاع في دول المغرب العربي لا تخرج عن مستويين:

-وضعية الانقسام التي تتخبط فيها جل الممارسات السياسية الداخلية، ومن ثم فهي تواجه تحدي الوحدة ولمّ الشمل.

-ووضعية البحث عن هوية الدولة القومية على حساب الدولة الوطنية، وهو في حد ذاته إنذار حقيقي لانتشار التطرف وغياب الاستقرار.

لكن هذا لا يعني غياب الأمل في ثلة من الوطنيين داخل كل دولة لا تحتكم لأي أجندة سواء داخلية أو خارجية، وغالبيتها تهدف إلى الحفاظ على الحدود الوطنية وحل المشاكل دون الاستعانة بالأوامر والوصايا الخارجية لبعض الدول العظمى، التي تعطي لنفسها شرعية التدخل في شؤون الآخرين باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا للأسف سبب رئيس في شرعنة التطرف بصيغة الرفض.


كيف أثر الإرهاب على المسار السياسي في دول المغرب العربي؟

طبعا، أثر بسبب مباشر على المسار السياسي في دول المغرب العربي، لأن الإرهاب يزعزع وحدة الدولة، ويقوض مسارها الإصلاحي، وفي نفس الوقت يخلق نوعا من الرد الفعل المعاكس لكلا الأطراف المختلفة في وجهات النظر حول الممارسة السياسية في شقها الإصلاحي.

فالإرهاب سبب مباشر ورئيس في زعزعة استقرار الدول، سواء كان مرتبطا بما هو ديني، أو بما هو إيديولوجي.


هل هناك أمثلة على هذا؟

الأمثلة غير محددة في شق معين، فالتطرف الديني قد يكون داعشيا ويختبئ في الدين الإسلامي، أو مسيحيا كمنظمة كاكا الإرهابية التي تمتد في إفريقيا، أو بوذيا كمجزرة الروهينغا، أو شيوعيا كبعض ما ترتكبه الشيوعية في الصين ضد المسلمين، أو المتدينين.

لذا فالمغرب العربي يخضع للإرهاب والتطرف اللا منظم في لغة التعصب. ما يفيد أنه حركة نفسية تنبني على قناعات ذاتية تعكس كل ممارسة شاذة.


ما التحديات التي فرضها انتشار الإرهاب على دول المغرب العربي؟

الإرهاب فرض مجموعة من التحديات، يمكن الإلماع إليها فيما يلي:

-تحديات داخلية، تكمن في خلق وحدة حوارية تنبني على المكاشفة، وتحديد الاختصاصات، كما تنبني على الوضوح وتحديد الهدف المرتبط بالاستقرار ووحدة الوطن.

-وتحديات خارجية، تكمن في رفض التدخلات الأجنبية التي تستهدف ثروات وخيرات دول المغرب العربي تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان.

ويمكن كإشارة أن المغرب العربي في هويته الإسلامية، يفرض عليه تحدي تجديد الخطاب الدعوي المرتبط بالدين الإسلامي، باعتبار أن الدعوة تحتاج إلى الحكمة والموعظة الحسنة والرحمة.


برأيك.. ما أسباب زيادة معدل التطرف؟ 

السبب الرئيس يكمن في غياب القدوة السياسية التي تفرض اللغة الوطنية على الاختباء وراء الخلفية الإيديولوجية، وهذا السؤال في جوابه لا يحتاج إلى الاختصار لشساعته، ولكن على العموم، فمواجهة التطرف مسؤولية الجميع أشخاصا ومؤسسات.


ما أهمية دول المغرب العربي لدى التنظيمات الإرهابية؟ 

سؤال مهم، المغرب العربي هو الذي انطبقت عليه حقيقة نظرية (عش الدبابير) البريطانية، بسبب التخلف والجهل المركب الذي أصبح مرتبطا بسلوك بعض الحكومات ثم الشعوب. لذا فالمغرب العربي إن لم تتكاثف الجهود فيه داخليا لحماية مصالح وحدته، سيكون مرتعا لولادة التطرف بسبب خيراته وطمع بعض الدول فيه.


كيف حاولت دول المغرب العربي مواجهة هذه الظاهرة.. وهل نجحت في ذلك؟ 

هناك جهود في هذا الخضم، غير أنها تبقى جهود إجرائية، وليست تأصيلية.

إجرائية، أي أن هناك ترسانة قانونية مهمة استطاعت هذه الدول أن تحددها لمواجهة التطرف فيها.

وتأصيليا، أن تندمج جهود المفكرين والباحثين السوسيولوجيين وكل المشتغلين في الحقل الديني، على وضع لبنات علمية وخطوات منهجية لمواجهة التطرف باتحاد مع مؤسسات الدولة.


ماذا عن دور المجتمع الدولي في دعم دول المغرب العربي لمواجهة الإرهاب؟

طبعا، المجتمع الدولي لا يألوا جهدا في سن قوانين وشراكات بين الدول لخلق معاهدات فاعلة في مواجهة التطرف والإرهاب، لكن المجتمع الدولي يطغى عليه النرجسية في حماية مصالحه الخارجية.

لذا بصريح العبارة، ينبغي على دول العالم العربي أن تتحد في مكافحة الإرهاب وحماية مصالحها وخيراتها، دون اعتبار المجتمع الدولي إلا بما هو استئناس فقط، لأن الذي يعاني من التطرف والإرهاب هي نفسها.