تواجه وزارة الدفاع البريطانية تساؤلات لشرح مبررات تفكيك برنامج تدريبي للقوات المسلحة الليبية انتهى بإعادة حوالي 300 جندي إلى ليبيا في وقت مبكر بسبب اتهامهم بسلسلة من الاعتداءات الجنسية وسوء الانضباط.

وقد قلص قادة الجيش مدة البرنامج  إلى ستة أشهر لفائدة حوالي 325 جنديا ليبيا في ثكنة في باسينبورن (كامبريدج شاير)، على إثر "قضايا تأديبية" تخص سلوك بعض الجنود الذين جاؤوا للتدريب بموجب تعهد بريطانيا بمساعدة الحكومة الليبية لتحسين أمن طرابلس.

ويأتي ذلك عقب اتهام خمسة من أفراد الجيش الليبي بسلسلة من الهجمات الجنسية في كامبريدج، من ضمنها اغتصاب شاب في 20 من عمره قبل 10 أيام.

وقد اعترف جنديان باعتداء جنسي منفصل أمام المحكمة، بالإضافة لتهمة سرقة دراجات استقلاها 16 ميلا خارج الثكنات في المدينة الجامعية قبل أن يتحرشا بفتيات في المركز.

وقال اندرو انسلي، وزير الصحة السابق ونائب محافظ جنوب كامبريدج شاير، أن على وزارة الدفاع تبرير فشلها الواضح في فرض نظام يلزم الجنود الليبيين بعدم مغادرة قواعدهم دون مرافقة.

وأضاف متحدثا لراديو بي بي سي كامبريدج شاير: "لسوء الحظ، ظهرت [وزارة الدفاع] غير قادرة على ضمان سير البرنامج بسبب ممارسات الأقلية التي قوضت البرنامج التدريبي بأكمله".

كما اعترف أيضا بالاتهامات الجنائية التي وُجهت للعناصر المذكورة، مفيدا: "أن وزارة الدفاع واعية تماما بذلك وأنها مدعوة لتبرير ذلك".

وقد كان فوج من القوات الليبية، من بينهم أعضاء سابقين في الميليشيات التي أطاحت بالدكتاتور معمر القذافي عام 2011، أول مجموعة مكونة من 2000 جندي كان من المتوقع أن تلتحق بباسينبورن في إطار برنامج لتطوير قدرات قوات الأمن الليبية.

وشددت وزارة الدفاع البريطانية على أن غالبية المتدربين الليبيين والذي جرى تدريبهم من قبل الفوج الملكي الاسكتلندي، قد استفادوا فعلا من البرنامج.

لكن المشروع تعرض للمشاكل، منها الحادث الذي اعتقل على إثره مجموعة من الجنود بتهمة محاولة زيارة أحد الأسواق المحلية وكذا المغادرة المبكرة لحوالي 90 جنديا لتلقي العلاج الطبي أو بسبب قضايا التأديبية.

هذا ورفضت كل من وزارة الداخلية وزارة الدفاع ليلة البارحة التعليق على أخبار تفيد أن حوالي 20 ليبيا طلبوا اللجوء لبريطانيا.

هذا ومن المقرر أن يمثل جنديان - مختار علي سعد محمود (33 عاما)، وإبراهيم أبو غوتيلة (22 عاما) - أمام المحكمة بكامبريدج الأسبوع المقبل بتهمة الاغتصاب.

فيما اعترف اثنان من المتدربين الآخرين - إبراهيم ناجي المعرفي (20 عاما) ومحمد عبد السلام (27 عاما) - الأسبوع الماضي بتهمة الاعتداء الجنسي المنسوبة إليهما.

وقد تم حبسهما على ذمة التحقيق، إلى جانب خالد عذيبي (18 عاما) الذي رفض الدفاع عن ثلاث تهم بالاعتداء الجنسي وجهت إليه.

وفي تصريح لها ، قالت وزارة الدفاع البريطانية: "لقد استجابت غالبية المجندين بشكل إيجابي للتدريب بالرغم من الأوضاع السياسية غير المستقرة في ليبيا، لكن أيضا كانت هناك قضايا تأديبية.

إن المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم الحكومة الليبية وهي تعمل جاهدة على تحقيق الاستقرار والأمن في جميع أنحاء ليبيا".