في لفتة إنسانية مؤثرة، رفضت أسرة كندية تقيم في مدينة ريجينا عرض أصدقاء ابنها المتوفى في اليابان لاسترجاع جثته، وتحويل المبلغ الذي جمعه الأصدقاء لذلك، لاستخدامه في لمّ شمل عائلة سورية مشتتة، في موقف أرادت أسرة كامبل من خلاله تخليد ذكرى نجلها.

وجمعت عائلة كامبل مبلغ 23 ألف دولار، واستطاعت لمّ شمل عائلة سورية لاجئة، تكريماً لابنها الراحل جيريمي، الذي توفي أثناء سفره إلى اليابان العام الماضي.

وتعيش العائلة السورية «الخطيب» في ريجينا منذ 2016، حيث لم تر الوالدة فاطمة أبو سلوى ابنها الأصغر منذ 4 سنوات، إلا أن التفاتة عائلة كامبل حققت الحلم، إذ شهد مطار ريجينا مشهداً إنسانياً حينها، إذ رمى عبد الناصر صاحب الـ32 عاماً نفسه في أحضان والدته فاطمة.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عبد الناصر ترك عائلته الكبيرة التي تتكون من والدته وشقيقين وأختين وأزواجهم وأبنائهم في الأردن خلال 2016، حيث استقر بهم الحال في كندا بعد الحصول على الرعاية الحكومية في مدينة ريجينا. وحضرت عائلة كامبل اللحظة الإنسانية في المطار.

وقالت ستيفاني شقيقة جيريمي: «أعلم أن أخي سيكون فخوراً جداً، من الرائع رؤية هذه العائلة تلم شتات نفسها وتجتمع مجدداً.. إنه أمر له معنى كبير لنا».

ووفق التقارير ذاتها فإن جيريمي كامبل، صاحب الـ 25 ربيعاً، كان يعشق السفر وروح المغامرة، وتوفي في يوليو 2018 عندما كان يزور الينابيع الساخنة في شمال اليابان، حيث تعرض لحادث انزلاق، وعرض أصدقاؤه جمع المال والمساهمة في إعادة جثته ودفنه في كندا، ولكن عائلته قررت جمع المال لعائلة الخطيب السورية ولمّ شملها لتخلد ذكراه بهذه الالتفاتة الإنسانية. 

وأضافت: «أخي كان يحب السفر كثيراً ويحب الناس ويهتم لأمرهم، ويقترب منهم بغض النظر عن شكلهم وجنسهم وميولهم».

بدوره قال شقيقه الأكبر زاك: «اتفقنا على تكريم روح شقيقي وذكراه بلمّ شمل العائلة السورية، ومنحها حياة جديدة، وهذه أفضل طريقة لكي تبقى ذكرى جيريمي خالدة إلى الأبد».