أجرت صحيفة Notizie Geopolitiche» الإيطالية حوارًا، مع أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات الليبية المصرية سابقا وابن عم معمر القذافي، والذي أكد من خلاله رفض ليبيا حكومة وشعبًا ذلك التدخل السافر للغرب، والذي اعتبره سببًا لما تعانيه ليبيا من مشاكل، مشيرًا إلى أن ليبيا وشعبها ليسوا برميل نفط وغاز، مطالبًا من إيطاليا خاصة والغرب عامة، تصحيح أخطاء الماضي، وعليهم أن يتعلموا "أن الاستعمار مشروع فاشل "، وإليكم نص الحوار:

في الأيام الأخيرة شهدنا عدة تظاهرات ضد السياسة الإيطالية في ليبيا وخاصة ضد السفير بيروني. ما رأيك في ذلك؟

** للأسف السياسة الإيطالية تجاه ليبيا تقودها عقلية غير متحضرة وتحمل تراكمات زمن الاستعمار وعانينا منها ولا زلنا رغم ما توصلنا إليه مع الرئيس بيرلسكوني ووقعنا اتفاقية طوينا بها صفحة الماضي وكانت مشرفة للجميع؛ وكان ينبغي أن نكون قد تعلمنا منها الدروس وأهمها "أن الاستعمار مشروع فاشل "، وقبلنا اعتذار إيطاليا، ووضعنا أسس لعلاقة مستقبليه مميزة، نسفتها صواريخ الناتو 2011 وأخلت إيطاليا بتعهدها بعدم الاعتداء، واليوم الجميع يدفع الثمن، تم تدمير ليبيا ودخلنا في مشاكل لا حصر لها كنا قد حذرنا منها، وبدلًا من تصحيح الأخطاء استمرت حكومات إيطاليا المتعاقبة، بنفس الروح الفاشية الاستعمارية معتقده أن ليبيا ممكن أن تعود مستعمره إيطالية، فكانت لغة التهديد والاحتقار لكل الحكومات التي نصبتها صواريخ الناتو بعد استشهاد القذافي بصواريخ الناتو والتي لن تصنع شرعية لأحد، بل أرسلت إيطاليا بوارجها الحربية وجنودها لطرابلس ومصراته والجفرة ولن ينسي جنود القوات البحرية الليبية منع قائد البحرية الليبية من دخول مكتبه في بوستة رغم أنه أحد الخونة الذين فرشوا البساط الأحمر لاستقبال الأسطول الإيطالي.

ما هي الاسباب التي أزعجت الليبيين ؟

** قدمت إيطاليا طلبًا لشراء أراضي للاستخدامات العسكرية بل وطالبت ببعض الأملاك التي تدعي أنها لها، منذ فترة الاستعمار ولعل آخرها مستشفى الأمراض العقلية وسط طرابلس مما أثار سخط وسخرية الليبيين، ويؤسفني أن أقول بأن تفاؤلنا بالحكومة الشابة الجديدة تبخر وأصبحنا على منطق "أن ليبيا كلها ملك إيطاليا وهي صاحبة اليد الطولى وتتفاوض مع الدول حول أحقيتها" وسمعنا لغة شاذة من وزيرة الدفاع وآخرين ولعل آخرها السفير المراهق الذي يصدر أوامره من طرابلس لحكومتنا المغلوبة على أمرها بتأجيل الانتخابات .. وإيطاليا لن تسمح بها الآن ويتواصل مع بعض العملاء ويقدم الرشاوي لبعض المدن ويقدم الوعود مما أخرج شبابنا إلى شوارع المدن الليبية بحراك سلمي بعد أن تأكدوا من عجز الحكومة في الرد على الإهانة ولغة الاحتقار التي تستخدم، وقد سبق لي أن حذرت من ذلك أكثر من مرة، وأكرر أن ليبيا اليوم ليست ليبيا 1911، وأن 2018 لن تكون كسابقتها، وأن هذه الأجيال تربت في ظل جبل من الكبرياء والعزة في عهد القذافي، قد استفاقت وتجمعت وحسمت أمرها وتستعد لفجر جديد، وأنتم تعيدون بهذه السياسات الغبية ذكريات مريرة.

"وإن كنا غفرنا لكم ولكننا لا ننسي ".

وسيستمر الاحتجاج السلمي وبالرايات البيضاء في كل مدننا وقرانا إلى أن نسمع اعتذارًا صريحًا، وسفير جديد وعوده صريحة إلى الاتفاقية التي وقعناها، وأريد أن أذٌكر سفيركم الذي سخر من العشرات الذين خرجوا للاحتجاج، سترى المليونات تعود لمدننا وقرانا بالرايات البيض الأيام القادمة لتعرف من نحن ؟!

وأحذر الحكومة الإيطالية أن الأيام تتسارع وما نستطيع القيام به معًا اليوم قد يكون الوقت متأخرًا غدًا ومهما بلغ الأمر في ليبيا اليوم من ضعف ومهانة وسكون، أبشركم بأن الأيام حبلى وعندها نملك من الإمكانيات والتحالفات التي ندافع بها عن حقنا في الحياة، وأتوجه للشعب الإيطالي الجار وأصدقائنا أن يتدخلوا معنا لمنع هذا التطاول الفج، ولن تجدوا غدًا من ينجد أو يمدد هذه العلاقة، وقد أعذر من أنذر" .