رأى رئيس المجلس الأعلى ورشفانة د. مبروك أبو عميد، أن ما شهدته ليبيا في فبراير 2011، هو جريمة متكاملة الأركان، مشيرا إلى أن ليبيا تحولت بعد 2011 إلى دولة تعمها الفوضى وانتشار السلاح والجماعات الإرهابية... وللحديث بشكل أكثر تفصيلا عن ليبيا ما قبل 2011، وما بعد 2011 كان لـ "بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع رئيس المجلس الأعلى ورشفانة د. مبروك أبو عميد، وإلى نص الحوار



ليبيا قبل 2011، وليبيا بعد 2011.. ما هي أبرز ملامح التحول في المشهد الليبي؟

فبراير 2011 كانت نقطة تحول لليبيا من الدولة المستقرة إلى اللادولة فأصبحت ليبيا تعمها الفوضى وانتشار السلاح وتسيطر عليها مجموعات إرهابية، ومجموعات إجرامية، بتخطيط خارجي لخلق مناخ يعمل على تدمير وتفكيك مؤسسات الدولة الاقتصادية والإدارية والعسكرية والأمنية والعدلية وزرع الفتن لتفكيك النسيج الاجتماعي لتعطيل أو تأخير أية صحوة للالتقاء والخروج من الأزمة.


برأيك.. بعد 9 سنوات من فبراير 2011، ماذا قدمت فبراير إلى ليبيا؟

بعد 9 سنوات من القتل والظلم والتهجير والسرقة واستباحة البلاد والعباد، أيقن السواد الأعظم من الشعب الليبي، بأن فبراير لم تكن ثورة بل هي مؤامرة وجريمة متكاملة الأركان، وهو ما أكده برنارد ليفني قائد المؤامرة في مذكراته، وأكده ساركوزي في تصريحاته وغيرهم ممن شاركوا في تنفيذها، والشباب الذين تحركوا في 14..15. 16. 2011 فبراير كانت لهم بعض المطالب المشروعة، لكن من خطط لذلك واستغل ذلك لتنفيذ مؤامرة إسقاط النظام والدولة هم من حولوها تحت مسمى "الثورة" ويستمر العبث من خلال إدارة الأزمة، وليس حل الأزمة من الدول التي ساهمت في إسقاط الدولة الليبية.


لماذا لم تنجح فبراير، ومن السبب فيما وصلت إليه ليبيا اليوم؟

لم تنجح فبراير لأنها لم تكن ثورة نابعة من الشعب ولم تكن لها قيادة وليس لها أهداف وطنية.


المجتمع الدولي والتدخل في الشؤون الليبية هل يدخل ضمن أسباب استمرار الأزمة؟

بالطبع.. التدخل الدولي هو السبب الرئيس في استمرار الأزمة الليبية.


لماذا لم تنجح القبائل الليبية في تقريب وجهات النظر للوصول إلى حل للأزمة؟

القبائل أدت دورها في حل الكثير من الصراعات، ولكنها لم تنجح بشكل كامل لأن التدخل الخارجي، وتفكيك النسيج الاجتماعي أضعف دور القبيلة، وما زاد من ضعف دور القبائل هو سيطرة العصابات والمليشيات المارقة على الأعراف الاجتماعية.


2020 عاما استهل بالمؤتمرات الدولية.. فهل سيكون نقطة تحول في ليبيا؟

لن تكون المؤتمرات التي تدار من الخارج حلا للأزمة الليبية، بل هي إدارة للأزمة وتدوير المجموعات والشخصيات الخلافية ولن تخرج بحلا يرضي الجميع.


برأيك.. ما هو الحل؟

الحل يكمن في صحوة الشعب، واقتناعه بأن ما حدث وما يحدث مؤامرة يدفع ثمنها الشعب الليبي والذي صار مقتنع بأن الحل هو الالتفاف خلف قواته المسلحة وتفكيك المليشيات الإرهابية وتسليم سلاحها ورفض كل التدخلات الخارجية مهما كان شكلها بعدها يمكن الجلوس وحل كل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.