أطلق الجيش الوطني الليبي منذ يومين عملية عسكرية لتطهير مناطق الجنوب الليبي من إرهابيي تنظيم "داعش" و"القاعدة"، والعصابات الإجرامية التي تنشط في هذه المنطقة مستغلة الفراغ الأمني وتفشي الفوضى.

وفي تطور جديد،تمكنت قوات الجيش الليبي من القضاء على القيادي البارز في تنظيم القاعدة عبدالمنعم الحسناوي المكنى بـ"أبوطلحة الليبي"، وذلك في عملية عسكرية بمنطقة القرضة قرب مدينة سبها جنوب غرب البلاد.

وأعلنت مصادر عسكرية من القيادة العامة للقوات الليبية المسلحة،أن القوات الليبية داهمت في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة منزلين متجاورين أحدهما مستأجر من أبو طلحة ويتواجد فيه باستمرار والآخر يعود لأشقائه، وما زال مصيره ومصير مساعده عماد الطرشاني مجهولا في انتظار التأكيدات من غرف العمليات عن مصيرهما.

واسم "أبو طلحة الليبي" المعروف أيضاً بـ"أبو طلحة الحسناوي"، هو عبدالمنعم سالم خليفة بلحاج، وقد ولد في 1971 في مدينة سبها بلبيبا.وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة، وعضو سابق في الجماعة الإسلامية المقاتلة.وبرز اسمه في الثمانينيات، بعد مشاركته في قيادة بعض عمليات تنظيم القاعدة في أفغانستان.

عاد إلى ليبيا في التسعينيات وأودع في سجن "أبو سليم" في عام 1996، على خلفية انتمائه لـ"القاعدة".وفي 23 نوفمبر من ذات السنة ضبطت الأجهزة الأمنية مجموعة أخرى حاولت اغتيال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في ما عرف حينها بمحاولة "الرمانة" في الشاطئ بقيادة قياديين في الجماعة، هما "محمد عبد الله القريو وعبد الرزاق الترهوني"، اللذان قتلا أثناء مطاردتهما بعد 11 شهرا من اختبائهم في تاجوراء، وقد أثبتت التحقيقات صلة أبوطلحة بهذه المجموعة.

و في عام 2013 غادر أبوطلحة إلى سوريا، وكلف هناك بمهام المسئول الشرعي لكتيبة المهاجرين المؤلفة من عناصر أجنبية جهادية قاتلت ضد النظام السوري، قبل أن ينضم جزء من عناصرها إلى تنظيم داعش وينضم الجزء الآخر إلى جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة ويعود أبوطلحة إلى مدينة الشاطئ عقب اندلاع "عملية الكرامة" عام 2014، ويكلف من قبل خالد الشريف وكيل وزارة الدفاع السابق، بمهام قيادية في "غرفة عمليات ثوار ليبيا" فرع الجنوب التي حظيت بدعم مالي واسع من قبل وزارة الدفاع ورئاسة المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.

وأسس أبوطلحة كيانا مسلحا يحمل اسم "مجلس شورى قبيلة الحساونة" بمدينة الشاطئ، وذلك على غرار ما يعرف بمجالس شورى ثوار بنغازي ودرنة وأجدابيا التي يتزعمها عناصر من الجماعة الإرهابية في ليبيا.وأشرف الإرهابي أبوطلحة الليبي على خط إمداد خلفي لمجلس شورى ثوار بنغازي الإرهابي، وتنقل عبر مدن الجفرة وسبها وأوباري ومصراتة لشراء السيارات والأسلحة من السوق السوداء بمبالغ مالية مغرية.

ويرتبط أبوطلحة بعلاقة متينة مع أمير القاعدة في بلاد المغرب العربي وزعيم جماعتي "الملثمون" و"الموقعون بالدم" الإرهابي الجزائري مختار بلمختار، المكنى بـ"الأعور"، والذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية استهدافه في غارة جوية شنتها طائراتها على موقع جنوبي مدينة أجدابيا، مساء 13 يونيو 2015، وأدت إلى مقتل 7 قيادات من أنصار الشريعة، يعتقد أن الأعور من بينهم.

ويعرف "أبو طلحة الليبي"، بالإرهابي ذي الـ7 أرواح،فقبل عودته إلى ليبيا سنة 2014، أعلنت بغداد مقتله في مواجهات مع الجيش العراقي وسط البلاد، إلا أن ظهوره مجددًا جنوبي ليبيا فند ما أعلن عنه العراق.

وفي يوم 15 نوفمبر 2016، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ونقلت عنها المواقع الإخبارية خبر مقتل "أبو طلحة" في غارة جوية، على مدينة سبها، استهدفت منزلا بمنطقة القرضة كتبت نهايته، إضافة إلى 6 أشخاص آخرين أجانب، كانوا يقيمون معه.

وصبيحة اليوم التالي، الموافق 16 من نفس الشهر والعام، نفت مصادر وسائل التواصل الاجتماعي أيضا خبر مقتله، وأكدت أنه ليس من ضمن القتلى، وأن منزلا مملوكا فعليا "لأبوطلحة الليبي" تم قصفه وقتل فيه مواطنان لا علاقة لهما بأي تنظيم إرهابي أو تشكيل مسلح، ويعيشان خارج المنطقة، وهما منصور الغويل وحمد الغويل.

وفي مايو 2017،أعلنت حسابات تابعة لتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة، مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة عبد المنعم سالم، الملقب بــ"أبو طلحة" مع 4 من أتباعه وذلك في الغارات المصرية على معاقل التنظيم في ليبيا.وأضافت أن الغارات استهدفت معاقل المتطرفين في منطقة الفتايح بدرنة شرقي ليبيا.

ويواصل الجيش الليبي تحركاته لتأمين البلاد،وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسماري، أكد إصدار القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر أمراً، الثلاثاء الماضي، ببدء عملية عسكرية شاملة جنوب غربي البلاد، تهدف إلى تأمين مقدرات الشعب من النفط والغاز وحماية منظومة النهر الصناعي.وأكد العميد المسماري أن عملية الجيش الليبي تهدف لفرض القانون ومكافحة الهجرة غير الشرعية وتأمين الحقول النفطية، متعهدا باستمرار ملاحقة الجماعات الإرهابية في جنوب غرب البلاد.