بدأت السبت في تونس حملة الانتخابات التشريعية المقررة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الحالي والتي سينبثق عنها أول برلمان وحكومة دائمين منذ الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

في ما يلي أبرز التشكيلات الحزبية المتنافسة في الانتخابات التشريعية.

حركة النهضة

========

فازت حركة النهضة الاسلامية بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي أجريت يوم 23 أكتوبر/تشرين الاول 2011.

وحصلت الحركة التي كانت تنظيما محظورا ومقموعا في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (1987/2011) على نسبة 37 بالمائة من أصوات الناخبين.

وإثر هذا الفوز، شكلت حركة النهضة تحالفا حكوميا ثلاثيا (“ترُويْكا”) مع حزبين علمانيين هما “المؤتمر من أجل الجمهورية” و”التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات”.

في 2013 شهدت تونس أزمة سياسية حادة إثر اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية ومقتل عناصر من الجيش والشرطة في هجمات نسبتها السلطات الى اسلاميين متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة.

ومطلع 2014، قبلت الترويكا الاستقالة بموجب “خارطة طريق” طرحتها المركزية النقابية القوية لاخراج البلاد من الازمة السياسية، وتركت مكانها لحكومة غير حزبية برئاسة مهدي جمعة تتولى تسيير البلاد حتى اجراء انتخابات عامة.

وتوصف حركة النهضة بأنها الحزب الاكثر تنظيما وانضباطا في تونس التي تعاني فيها أحزاب المعارضة العلمانية من التشتت.

ويبلغ عدد منخرطي حركة النهضة حوالي 80 ألفا حسبما اعلن راشد الغنوشي رئيس الحركة في أبريل/نيسان 2014.

وتركز حركة النهضة خلال حملتها الانتخابية التشريعية على “التوافق” الذي أمكن بفضله المصادقة (مطلع 2014) على دستور جديد للبلاد وتجنيبها سيناريوهات العنف والفوضى التي سقطت فيها دول الربيع العربي.

وتقول الحركة، وهي من بين الاوفر حظا للفوز بالانتخابات التشريعية، ان تونس لا يمكن أن تحكم على المدى القصير والمتوسط إلا بالتوافق بين الاسلاميين والعلمانيين.

وخلافا لانتخابات 2011، لم ترشح حركة النهضة للانتخابات التشريعية المنتظرة رموزا من جناحها المتشدد الذي يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية.

معارضة علمانية مشتتة

==============

تشارك في الحملة الانتخابية أحزاب علمانية عديدة تتراوح بين اقصى اليسار ويمين الوسط، تقدم نفسها كبديل لحركة النهضة الاسلامية.

ويعتبر حزب “نداء تونس″ الذي أسسه في 2012 رئيس الحكومة الأسبق الباجي قايد السبسي، أبرز حزب معارض لحركة النهضة الاسلامية.

وكان قايد السبسي ترأس بعد الثورة، الحكومة الانتقالية التي قادت تونس حتى اجراء انتخابات المجلس التأسيسي في 23 أكتوبر 2011.

وسيخوض قايد السبسي (87 عاما) الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 نوفمبر 2014.

وبحسب نتائج استطلاعات رأي محلية، يحظى نداء تونس بشعبية موازية لحركة النهضة.

ويضم هذا الحزب منتمين سابقين لحزب “التجمع الدستوري الديمقراطي” الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ويساريين ونقابيين حشدهم الباجي قائد السبسي ضد حركة النهضة.

يشكو الحزب من تجاذبات داخلية ويخشى عدد من كادراته من النفوذ الكبير لشخصيات من نظام بن علي.

ويتنافس نداء تونس مع أحزاب أخرى تضم مسؤولين سابقين في نظام بن علي مثل حزب “الحركة الدستورية”.

حلفاء الاسلاميين المضعفين

================

في 2011، شكلت حركة النهضة بعد فوزها في انتخابات المجلس التأسيسي تحالفا ثلاثيا مع حزبين علمانيين هما “المؤتمر من أجل الجمهورية” و”التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات”.

وبموجب هذا التحالف تولى محمد المنصف المرزوقي مؤسس حزب “المؤتمر” رئاسة الجمهورية، ومصطفى بن جعفر مؤسس حزب “التكتل” رئاسة المجلس التأسيسي.

وقد انشق عن الحزبين نحو نصف نوابهما في المجلس التأسيسي (وانضموا الى تشكيلات حزبية أخرى) احتجاجا على ما اعتبروه حيادا من الحزبين عن مبادئهما بعد تحالفهما مع حركة النهضة.

ودفع الحزبان بأن تحالفهما مع حركة النهضة أنقذ البلاد من الوقوع في دوامة الفوضى والعنف بين اسلاميين وعلمانيين.

ولم يذكر أي من الحزبين الذين ضعفت قواعدهما، ان كان سيتحالف مجددا مع حركة النهضة.