قال نائب إبراشية مدينة بامباري، شرقي أفريقيا الوسطى، اليوم الأربعاء، إن 60 شخصا على الأقل قتلوا في المدينة خلال الـ72 ساعة الماضية، اثر مواجهات بين مسلمين ومسيحيين"، فيما وصف ناطق باسم ميلشيات مسلمة تلك الحصيلة بـ"الخيالية".

وقال فيرمان غباغوا، نائب الابرشية في اتصال مع وكالة الأناضول، اليوم الأربعاء، إن "المواجهات أسفرت عن مقتل 60 شخصا على الأقل واحتراق عدد من المنازل"، دون أن يوضح هوية القتلى.

غباغوا أضاف أن "عناصر سيليكا (ميلشيات ذات غالبية مسلمة) ومدنيين مسلمين مسلحين، هاجموا أحياء غير مسلمة بالمدينة، ودفنوا ضحايا هجومهم حيث قتلوا، فيما تكفل الصليب الأحمر (منظمة غير حكومية دولية) بدفن من لم تُعرف هوياتهم".  

ومضى قائلا "نحن نحتشد هنا في كاتدرائية سانت جوزيف، ويمكن رؤية أعمدة الدخان في كامل أرجاء المدينة.. حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع".

ولفت نائب الأبرشية إلى أن عناصر أنتي بالاكا (ميلشيات مسيحية) كانوا يجهزون أنفسهم لرد الفعل ضد أحياء المسلمين لكنهم اصطدموا بمنع قوات "سانغريس" الفرنسية لهم.

وأوضح "منعت قوات سانغريس عناصر أنتي بالاكا القادمين من بانغي (العاصمة) ومن جميع مناطق البلاد لدعم غير المسلمين في بامباري، من المرور وطلبت القوات الفرنسية من السكان عدم الخروج من منازلهم لوجود أعداد كبيرة من سيليكا و من المدنيين المسلمين المسلحين في البلدة".

بدوره، وصف احمد نجاد إبراهيم، المتحدث باسم قيادة أركان سيليكا، عدد الضحايا الذي قدمه نائب أبرشية بامباري (60 قتيلا) بـ"الخيالي".

 إبراهيم قال في تصريحات للأناضول "من المؤكد أن السكان المسلمين غاضبون، لكن من أين جاء بحصيلة الستين قتيلا؟ لما علمنا بالمجزرة التي استهدفت الرعاة المسلمين، توجهنا إلى عين المكان لنقل جثث الضحايا ولكن الأنتي بالاكا واجهونا بإطلاق النار فقمنا برد الفعل. هنا يتعلق الأمر بمواجهة عسكرية بحتة".

وتابع "انتهى الأمر هناك بعد أن قمنا بإبعاد عناصرنا. لا وجود لأشخاص في الشارع يقومون بهذه الأعمال (القتل)".

من جهته، قال مصدر قريب من القوة الأفريقية لحفظ السلام (ميسكا) في تصريح للأناضول إن المواجهات بين المسلمين والمسيحيين "مدبرة"، دون إضافة مزيد من التفاصيل.

وبحسب شهود عيان، اندلعت أعمال العنف هذه على إثر مقتل 17 من الرعاة المسلمين الاثنين الماضي على أيدي شبان مسلحين يشتبه أنهم من الأنتي بالاكا، ومنذ ذلك الحين دخلت مدينة "بامباري" وضواحيها في دوامة من العنف والعنف المضاد.

وتعيش أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، منذ شهر مارس/ آذار من العام الماضي، في دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو "سيليكا" بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003، ونَصَّبوا بدلاً منه المسلم ميشيل دجوتويا كرئيس مؤقت للبلاد.

وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو مليشيا "أنت بالاكا"، أسفرت عن مقتل المئات، حسب الأمم المتحدة، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، تحت وطأة ضغوط دولية وإقليمية، وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.

واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من شهر مايو/ آيار الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي.