منذ انطلاق ثورة 17 فبراير ومدينة بنغازي الليبية تشهد موجة من الاغتيالات والتصفيات الجسدية حتى صنفت تلك المدينة الجميلة بموقعها الجغرافي  كأخطر المدن في العالم  وتحولت بين ليلة وضحاها من رمز للتضحيات  ومركز للثورة الى وكر للجريمة المنظمة بكل تجلياتها.

ويرى بعض المراقبين أن جهات 3 تقف وراء موجة الدمار ا التي تعيشها المدينة بغض النظر عن اختلاف اديولوجيات تلك الجهات   إلا أن ما يجمعها هو هدف واحد ضرب وحدة واستقرار ليبيا انطلاقا من بنغازي الجريحة ودفع البلاد الى المزيد من التأزم .وتشير أصابع الاتهام بالدرجة الأولى  في اغتيالات بنغازي الى المجموعات السلفية الجهادية التكفيرية التي تصدر أحكام الاعدام بالجملة على كل من يخالف توجهاتها باعتباره كافرا وقتله واجب شرعا وكل ذلك من أجل إرساء الدولة الاسلامية على ارض ليبيا انطلاقا من بنغازي  .

 من جهة أخرى لا يستبعد بعض المحللين مساهمة جهات ليبية ما في محاولة زعزعة أمن واستقرار البلاد خدمة لأجندات خارجية وتعول تلك الجهات على اظهار ليبيا كدولة فاشلة بعد الثورة ومن شأن عدم استقرارها أن يقوض تلك الهالة التي رافقت الثورة الليبية والوعود التي صاحبتها بتحويل ليبيا الى جنة الفردوس وبالتالي زرع الفوضي واشاعة الاغتيالات التي  من شأنهما ارسال رسالة للعالم مفادها أن الليبيين "كان افضل لهم مليار المرات  حكم مائة دكتاتور لقرون من  الثورة التي لم تجلب لهم سوى الخراب.   

 جهات أخرى على اطلاع بالملف الليبي ترى أن اشاعة الفوضى وثقافة القتل في بنغازي و في اغلب المدن الليبية ليست سوى جزء يسير من خطة غربية قديمة عنوانها"فرق تسد".

 وسعيا لتحقيق هذا الهدف يرى بعض المحللين أن الدول الغربية ولاعتبارات خاصة لاتريد لليبيا أن تتعافى من أزمتها خدمة لمصالحها الضيقة  وبالتالي تعمد تلك الدول على تجنيد خلايا سرية خاصة لها ارتباط وثيقة بالموساد الاسرائيلي هدفها الاول تأجيج نار الفتنة بين الليبيين دون أن يشعروا بذلك وهو ما يفرض  على عقلاء ليبيا  أن يتعاضدوا  وأن يكونوا  صفاً واحداً وأن لا يعطوا للغرباء  فرصة للإيقاع  بينهم.