توصل باحثون أميركيون إلى تحديد وسيلة لتعريف أجهزة الكمبيوتر على 21 تعبيراً للوجه البشري، بعضها معقد، في اكتشاف أشاد به كثيرون باعتباره تقدماً كبيراً في مجال التحليل المعرفي.

وأعد هذا الفريق من الباحثين في جامعة ولاية أوهايو في شمال الولايات المتحدة، طريقة للسماح لأجهزة كمبيوتر بكشف عدد من تعابير الوجه يوازي ثلاث مرات العدد الحالي.

من 6 إلى 21 تعبيراً مختلفاً

وأوضح الكس مارتينيز، الباحث في العلوم المعرفية: "إننا ذهبنا أبعد من تعابير الوجه المستخدمة لمجرد التعبير عن مشاعر بسيطة مثل الفرح أو الحزن. ووجدنا تجانسا كبيرا في الطريقة التي يحرك فيها الناس عضلات وجوههم للتعبير عن 21 فئة مختلفة من المشاعر".

وأشار إلى أن "هذا الأمر ببساطة مذهل. معنى ذلك أن هذه المشاعر الـ21 يتم التعبير عنها بالطريقة نفسها من الجميع تقريبا، على الأقل في ثقافتنا".

وقد تسمح هذه الدراسة التي نشرت في تقارير الأكاديمية الوطنية للعلوم، بالمساعدة على التشخيص والعلاج للاضطرابات العقلية مثل التوحد أو متلازمة القلق ما بعد الصدمة.

وحتى اليوم، قام الباحثون بحصر دراساتهم على 6 مشاعر أساسية هي الفرح، الحزن، الخوف، الغضب، الدهشة والقرف.

وتمكن باحثو جامعة أوهايو من توسيع هذه المجموعة من المشاعر التي يتم التعرف إليها بعدما صوروا تعابير وجه 230 متطوعا إثر تلقيهم مؤشرات صوتية مثل "لقد تلقيتم للتو أخبارا جيدة غير متوقعة" أو "تشمون رائحة كريهة جدا".

وسمح التحليل الدقيق لـ5 آلاف صورة في هذا الاختبار بكشف تبدلات في التحركات الرئيسية المعروفة لعضلات الوجه بينها تلك الصادرة عند زاوية الشفتين أو في الجزء الأعلى من حاجب العين.

وعمد العلماء إلى تحليل البيانات مستعينين بجهاز يطلق عليه اسم "فايشل اكشن كودينغ سيستم" أو "نظام ترميز حركة الوجه" يستخدم في مجال تحليل لغة الجسد، وذلك لاستبيان أوجه الشبه والفروقات في التعابير.

وبذلك تمكنوا من تحديد 21 فئة من المشاعر تتألف من 6 مشاعر رئيسية بالإضافة إلى "تركيبات مشاعر" مختلفة.

على سبيل المثال، جاء رد أحدهم عند تلقيه نبأ سارا غير متوقع بإظهار مشاعر "المفاجأة السارة". وفي هذه الحالات، حدد الباحثون تعابير الفرح بـ"حركة الخدين للابتسامة" والتفاجؤ بـ"توسع حدقة العين وفتح الفم".

وفي 93% من الحالات، أظهر المشاركون مشاعر "المفاجأة السارة" عبر مزيج من ردتي الفعل هاتين.