تمر الْيَوْم َ 15 فبراير الذكرى التاسعة لاستشهاد الملازم هشام الشوشان العجيلي، الذي تمت تصفيته مع بداية أحداث فبراير في مدينة البيضاء.

ففي مثل هذا اليوم من سنة 2011 أقدمت الجماعة المتطرفة بمهاجمة المعسكرات ومراكز الشرطة وقتلت عدد من الضباط والجنود الذين رفضوا الانضمام إليهم، ومن بين الذين تم قتلهم هشام الشوشان الذي وصوفوه بأنه أحد المرتزقة المفترضين نظرا للون بشرته السمراء.

هو هشام منصور بوعجيلة الشوشان مواليد 22-02-1983 بالعجيلات، غرب ليبيا أحد أفراد الجيش الليبي تم قتله والتنكيل بجثته في 16 فبراير 2011 في مدينة البيضاء ليكون أول اسم يفتتح قائمة شهداء أحداث فبراير، وجرى تناقل قصته في القنوات الأجنبية على إنه مرتزق من خارج ليبيا وتم تعذيبه وقتله وتعليقه من رجله والتمثيل بجثته في مدينة البيضاء، وبينما كان الشوشان يحاول التحدث ولكنهم كانوا يلطمونه ويهينونه وينعتونه بالمرتزق.

وقد نقلت قناة الجزيرة القطرية قصته على إنه مرتزق، وأذاعت مشاهد القبض عليه وتعذيبه وتعمدت عدم إظهار الصوت حتى لا يفهم المشاهدون أنه ليبي الأصل والهوية والانتماء، وقد كان يصرخ «أنا أخوكم ليبي مثلكم، والله ليبي، ومش مرتزق».

لا تزال صرخة الجندي البريء تصب اللعنات على الخونة والمجرمين والقتلة باعة الأوطان ممن أحلوا تدمير الموت وهدر دماء أبنائه وبناته.

قال الكاتب الصحفي محمود البوسيفي "لولا ما حدث في مثل هذا اليوم من العام 2011 كان العريف بالقوات المسلحة العربية الليبية هشام منصور بوعجيلة الشوشان يحتفل الآن بعيد ميلاده السادس والثلاثين.. وكانت خطيبته قد أصبحت زوجته، ولعله أنجب طفلا اسماه منصور وطفلة اسماها مطيرة.. كان سيصبح رئيس عرفاء في وحدته العسكرية، وقد يكون نجح في الحصول على رغبته في النقل إلى منطقة قريبة من بلدته وحلمه في استعادة دفء ذكريات الصبا.. لكن كل ذلك لم يحدث .. في الخامس عشر من هذا الشهر خرج هشام من معسكره لمتابعة مباراة في كرة القدم بين فريقين محليين بمدينة البيضاء (شرق ليبيا) انتهت بمظاهرة غاضبة سقط فيها قتيل، كانت (قناة الجزيرة) هناك، وكان مذيعها الموتور (.......) يصرخ أن مرتزقة أفارقة جلبهم القذافي لقتل الليبيين (ضع أيها القارئ ما شئت من علامات تعجب واستفهام وخطوط)..كنا مازلنا في الخامس عشر من هذا الشهر 2011..كان هشام الذي يصفه جميع من يعرفه بالدماثة واللطف يتحرك بمحاذاة الحشد الغاضب في طريقه للعودة إلى معسكره القريب حين هاجمه بعض الصبية وهم يصرخون: مرتزق، مرتزق.. استدعى ذلك الصراخ الغوغائي بقية الحشد الذي لم يكتف بالصراخ وتزاحمت لكماته وركلاته تنهش الجسد الخائف.. وفجأة ظهرت السكاكين تطعنه وهو يتأواه أنا ليبي أنا ليبي أنا عجيلي أنا أخوكم .. ضاعت نداءاته وسط اللعاب المتطاير من أفواه حاقدة .. والصراخ الفحيحي الأصفر ..استمرت حفلة القتل نصف ساعة كاملة قبل أن يلفظ هشام انفاسه الطاهرة ويتم تعليقه من رجليه كشاة معدة للسلخ ..كان شبه عاريا ومن حوله صراخ وعواء وأيادي غادرة تركل رأسه وتجلده بالعصي وأحزمة البنطلونات الساقطة في مشهد تخجل منه الدناءة والخسة .. كانت تهمته أنه أسود، وأنه يرتدي بدلة خضراء"، بحسب تعبيره.

 في أكتوبر 2015 قدم الشاعر الشعبي رمضان البريكي اعتذارا للشهيد الشوشان من خلال قصيدة جاء فيها:

ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻳﺎ '' ﺷﻮﺷﺎﻥ '' ﻓﻲ ﻣﺎ ﺩﺭﻧﺎ

ﻛﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺠﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﻢ ﻛﺴﺮﻧﺎ

ﺻﺤﻴﺢ ﺟﺮﻳﻨﺎ

ﻭﺭﺍﺀ ﺃﻋﻼﻡ ﺯﺍﺋﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﻴﻨﺎ ،

ﻭﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻘﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻛﺒﻮﺭﻳﻨﺎ،

ﻣﻜﺎﻟﻴﺐ ﺻﺎﺭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺻﺎﺭﻟﻨﺎ،

ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻨﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ

.ﻗﻠﺐ ﺧﻠﻘﺘﻪ ﻭﻟﻠﻤﻬﻠﻜﺔ ﻭﺻﻠﻨﺎ .

ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻳﺎ ﺷﻮﺷﺎﻥ ﺩﺭﻧﺎ ﺳﻴﺔ،

ﺩﺭﻧﺎﻙ ﻣﺮﺗﺰق ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ،

ﻭﺍﻧﺖ ﻋﺠﻴﻠﻲ ﻣﻦ ﺿﻨﺎ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﺔ

  ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻛﺎﺳﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻇﻬﺮﻧﺎ

ﻗﺎﻟﻮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﻴﺔ

ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺗﺪﻋﻲ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭدّرنا

ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻭﺍﻧﺖ ﻣﻴﺖ،

ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻣﻦ ﺟﺪﻙ ﻭ ﺑﻮﻙ ﻭ ﺧﻴﻚ،

ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺣﺎﺗﺮﺓ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺑﻴﻚ

ﺗﻘﻮﻟﻠﻬﺎ ﺃﺗﺒﻄﻞ ﻡ ﺍﻟﺪﻋﺎ ﻳﺎﺳﺮﻧﺎ،

ﺇﻟﻠﻲ ﺣﻲ ﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻳﺒﻴﺖ

ﺍﻣﻜﺘﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺍﺣﺼﻠﻨﺎ .

ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻳﺎ '' ﺷﻮﺷﺎﻥ '' ﻓﻲ ﻣﺎ ﺩﺭﻧﺎ

ﻛﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺠﻴﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﻢ ﻛﺴﺮﻧﺎ