في مثل هذا اليوم  10 مارس من العام  1982أعلنت الولايات المتحدة فرض الحظر على الصادرات إلى ليبيا باستثناء الغذاء والدواء، ومنع توريد النفط الليبي إلى أرضيها.
بعد  ثورة الفاتح من سبتمبر 1969، أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة و ليبيا متوترة بصورة متزايدة عندما قام القذافي بإزالة شركات النفط الأمريكية عن طريق تأميم صناعة النفط ، وطرد القواعد الأمريكية ، وتبني سياسات  معادية لواشنطن 

 وفي عام 1972، استدعت الولايات المتحدة سفيرها،و فرضت ضوابط على الصادرات من الطائرات العسكرية والمدنية خلال السبعينات، وسُحب موظفو سفارة الولايات المتحدة من طرابلس بعد أن هاجم  محتجون السفارة وأحرقوها في  ديسمبر 1979.

 وقد صنفت حكومة الولايات المتحدة ليبيا "الدولة الراعية للإرهاب" في ديسمبر 1979 حيث كان  القذافي مناصرا صريحا للفلسطينيين وللحكومات العربية المعادية لإسرائيل، ودعم الدول العربية خلال حرب أكتوبر  والحظر النفطي العربي، وكذلك بسبب دعمه للثورات في افريقيا وأمريكا اللاتينية 

وفي 19 أغسطس 1981، وقع حادث خليج السدرة. أطلقت طائرتان عسكريتان ليبيتان من طراز سوخوي-22 النار على الطائرات الأمريكية التي شاركت في مناورة بحرية روتينية على المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط التي تطالب بها ليبيا. وردت الطائرات الاميركية باطلاق النار واسقطت الطائرات الليبية المهاجمة.

وفي ديسمبر 1981، أبطلت وزارة الخارجية جوازات السفر الخاصة بالولايات المتحدة للسفر إلى ليبيا، ولغرض السلامة، نصحت جميع مواطني الولايات المتحدة في ليبيا بالمغادرة. وفي 10  مارس 1982، حظرت حكومة الولايات المتحدة استيراد النفط الخام الليبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ووسعت نطاق الضوابط المفروضة على السلع التي مصدرها الولايات المتحدة والتي يراد تصديرها إلى ليبيا. ويلزم الحصول على تراخيص لجميع المعاملات، باستثناء الأغذية والأدوية. وفي مارس 1984، ثم تم توسيع نطاق ضوابط التصدير الخاصة بالولايات المتحدة لتحظر التصدير في المستقبل إلى مجمع رأس لانوف البتروكيماويات. وفي أبريل 1985، تم حظر تمويل جميع عمليات التصدير والاستيراد المصرفية.

فرضت الولايات المتحدة جزاءات اقتصادية إضافية على ليبيا في يناير 1986، بما في ذلك فرض حظر شامل على التجارة المباشرة في الواردات والصادرات، والعقود التجارية، والأنشطة المتصلة بالسفر. وبالإضافة إلى ذلك، جمدت أصول الحكومة الليبية في الولايات المتحدة. وعندما أبلغ عن وجود تواطؤ ليبي في التفجير الذي وقع في ملهى ليلي ببرلين في عام 1986، والذي أدى إلى مقتل جنديين أمريكيين، ردت الولايات المتحدة بشن هجوم جوي بالقنابل ضد أهداف بالقرب من طرابلس وبنغازي في أبريل 1986 ، حيث إستشهد ما لا يقل عن 15 شخصا في الغارات الجوية الأمريكية على ليبيا ، وأصيب أكثر من 100 شخص بجروح.

 وفي وقت لاحق، حافظت الولايات المتحدة على عمليات الحظر التي تفرضها على التجارة والسفر ورفعت الضغط الدبلوماسي و الاقتصادي لمواجهة ليبيا. وقد ساعد هذا الضغط على التوصل إلى تسوية لوكربي وتخلي ليبيا عن قذائف أسلحة الدمار الشامل والقذائف الخاضعة لمراقبة تكنولوجيا القذائف.

في عام 1991، اتهم مدعون فيدراليون اثنان من عملاء المخابرات الليبية في الولايات المتحدة واسكتلندا بالتورط في تفجير طائرة بان أم الرحلة 103 في ديسمبر عام 1988 بالقرب من لوكربي باسكتلندا. وفي يناير من عام 1992، وافق مجلس الأمن الدولي على القرار رقم 731 الذي يطالب ليبيا بتسليم المشتبه فيهم، والتعاون مع تحقيقات بان أم 103، ويو تي إيه 772، ودفع تعويضات لأسر الضحايا، ووقف جميع أشكال الدعم للإرهاب. وأدى رفض ليبيا الالتزام بالموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 748 في 31 مارس 1992 إلى فرض عقوبات تهدف إلى تحقيق الامتثال الليبي. وأدى استمرار التحدي الليبي إلى تمرير قرار مجلس الأمن رقم 883 – تجميد أصول محدود وفرض حظر على معدات نفطية مختارة – في نوفمبر 1993.

وكانت العقوبات الدولية قد رفعت في 12 سبتمبر 2003 بعد أن أوفت ليبيا بجميع متطلبات قرار مجلس الأمن المتعلقة بتفجير لوكربي، بما في ذلك قبول المسؤولية عن تصرفات مسؤوليها ودفع تعويضات مناسبة لعائلات الضحايا، لكن الجانب الأمريكي لم ينس للقذافي مواقفه السابقة ، فكان صاحب الدور الرئيس  في الإطاحة بنظامه في العام 2011 سواء عبر قرارات مجلس الأمن لدعم المتمردين المسلحين أو من خلال التدخل العسكري المباشر