لا تزال الأوضاع الأمنية في تشاد تلقي بظلالها على الجنوب الليبي ، فيما أعرب عضو المجلس الرئاسي عن إقليم فزان موسى الكوني عن خشية من انتصار المعارضة المسلحة في الجارة الجنوبية ، وهو ما يعني دخول تشاد في حالة فوضى ستنعكس سلبا على ليبيا ، لكن محللين يرون أن هزيمة المتمردين ستشمل بدورها خطرا على الجنوب ، حيث سيضطرون للإندفاع من جديد ليتحصنوا به ، كما كانوا يفعلون طوال السنوات الماضية
وأعلن الكوني خلال مؤتمر صحفي عقده بطرابلس الأربعاء ، أنه سيتوجه ومعه عدد من أعضاء الحكومة إلى الجنوب للالتقاء بالقيادات العسكرية في المنطقة وذلك تواصلا للعمل والجهود التي بدأها لتوحيد المؤسسة العسكرية باعتبارها تمثل التحدي الأكبر في تحدي وضع الأسس المتينة للوصول إلى ليبيا الموحدة،
وبداية من يوم الخميس ، دشن الكوني زيارة الى مدن الجنوب ، وبحث الكوني مع آمر منطقة سبها العسكرية وعدد من القيادات في المنطقة الجنوبية، جهود توحيد المؤسسة العسكرية على مستوى ليبيا
جاء ذلك خلال لقاء آخر في مقر منطقة سبها العسكرية، حضره عدد من آمري الكتائب والوحدات، ضمن اللقاءات التي يعقدها المجلس الرئاسي مع القيادات العسكرية منذ أسابيع.
ويسيطر الجيش الليبي على الجنوب مع وجود بعض الميلشيات التي تتحرك على هامش المشهد ، والتي كانت محسوبة على حكومة الوفاق السابق ، وهي في أغلبها ذات طابع قبلي ، ومرتبطة بالمتمردين التشاديين الذين كانوا قد انطلقوا من ليبيا في 11 ابريل الماضي للهجوم على إقليم تيبستي والسيطرة عليه قبل الوصول الى إقليم كانم الحدودي مع النيجر ، حيث تعرض الرئيس التشادي ادريس ديبي الى إصابة بليغة أدت الى وفاته في 19 أبريل
وقال الكوني الذي ينتمي الى إثنية الطوارق في إقليم فزان ، أن توحيد القوات الليبية بالجنوب، سيساعدها على أن تحمى وتؤمن الحدود الليبية الجنوبية ،وسيؤسس لتوحيد الجيش الليبي في عموم البلاد، وسيكون نواة الجيش الليبي الموحد ،معتبرا  أن ليبيا لن تكون في مأمن مما حدث في تشاد إلا بتوحيد الجيش الليبي، مؤكدا “أنجزنا الكثير في ملف توحيد مؤسسات الدولة ونحن بانتظار توحيد المؤسستين العسكرية والمالية”.
وكان الكوني قد شارك في اجتماع ثلاثي الإثنين الماضي في بنغازي ، مع كل من القائد العام للجيش الليبي المشبر خليفة حفتر والمبعوث الأممي يان كوبيتش دون الإعلان عن فحواه ، لكن مصادر عسكرية أكدت أن الأوضاع في الجنوب وتوحيد المؤسسة العسكرية احتلا صدارة الاهتمام فيه
وأكد وزير الداخلية في حكومة الوفاق المنتهية ولايتها فتحي باشاغا أن الجنوب الليبي يحتاج الآن تنسيقا بين القيادات العسكرية بالغرب والشرق؛ لتأمين الحدود واستدامة الأمن والسيطرة على الحدود البرية، قائلا: “ما حدث في تشاد يمكن أن يتكرر في مناطق حدودية مجاورة وهذا مرجح”.
وبين باشاغا في سلسلة تغريدات عبر حسابه على “تويتر”، أن ما يعانيه الليبيون في كل المناطق متطابق، خاصة فيما يتعلق بالسيولة والخدمات وانتشار كورونا، لكن يجب أن تضع الحكومة أولويات الاستجابة حسب الحاجات، فالجنوب والشرق اليوم يحتاجان الوقفة الأسرع، على حد تعبيره.
وأفاد بأن ما يجمع الليبيين أكثر بكثير مما يفرقهم، قائلا: “ما يدعونا اليوم للتحرك مخاطر أمنية قد يصعب معالجتها إن لم يتم العمل الآن، وأن تتخلى السلطات عن الأحلام وتعمل واقعيا وفق مهمتها المؤقتة حتى الوصول للانتخابات”.
وأعرب باشاغا عن تأييده الاهتمام الذي أبداه كل من المجلس الرئاسي والحكومة المؤقتين لمدن الجنوب، مؤكدا أن أهل الجنوب بمثابة خط الدفاع الأول عن ليبيا.
وبالرغم من إرسال الجيش تعزيزات مهمة الى الحدود الجنوبية ، إلا أن الأوضاع لا تزال هشة أمام خطر انعكاسات الأزمة التشادية على مناطق الجنوب ، ذات المساحة الشاسعة والتضاريس الوعرة التي يستفيد منها المتمردون ، ويصعب على القوات العسكرية السيطرة عليها بالكامل
وكانت ليبيا قد دخلت مع النيجر والسودان في خطة تنسيق أمني حول الأوضاع في تشاد ، نظرا لما يشكله الصراع في هذا البلد من مخاطر أمنية على الدول الثلاثة ذات التداخلات العرقية والثقافية والقبلية ، وبعد فرار فلول المتمردين الى إقليم « أغاديز » النيجري خلال الأيام الماضي ، دعا المجلس العسكري التشادي دول الساحل ولا سيما النيجر، إلى تنفيذ "مختلف الاتفاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين لتسهيل القبض على مجرمي الحرب هؤلاء وتقديمهم للعدالة".
ويشير المراقبون الى أن السلطات الليبية تراهن بقوة على عدم تمكين المتمردين من التحصن بأراضيها مجددا ، وهي تجد دعما دوليا في هذا الإتجاه ولاسيما من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي  
وبالرغم من إرسال الجيش تعزيزات مهمة الى الحدود الجنوبية ، إلا أن الأوضاع لا تزال هشة أمام خطر انعكاسات الأزمة التشادية على مناطق الجنوب ، ذات المساحة الشاسعة والتضاريس الوعرة التي يستفيد منها المتمردون ، ويصعب على القوات العسكرية السيطرة عليها بالكامل
وكانت ليبيا قد دخلت مع النيجر والسودان في خطة تنسيق أمني حول الأوضاع في تشاد ، نظرا لما يشكله الصراع في هذا البلد من مخاطر أمنية على الدول الثلاثة ذات التداخلات العرقية والثقافية والقبلية ، وبعد فرار فلول المتمردين الى إقليم « أغاديز » النيجري خلال الأيام الماضي ، دعا المجلس العسكري التشادي دول الساحل ولا سيما النيجر، إلى تنفيذ "مختلف الاتفاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين لتسهيل القبض على مجرمي الحرب هؤلاء وتقديمهم للعدالة".
ويشير المراقبون الى أن السلطات الليبية تراهن بقوة على عدم تمكين المتمردين من التحصن بأراضيها مجددا ، وهي تجد دعما دوليا في هذا الإتجاه ولاسيما من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي  
الى  ذلك، استهجن محرر الشؤون الأفريقية بوكالة الأنباء الليبية بيان وزير الدفاع التشادي اللواء ” داوود إبراهيم ” بشأن ليبيا ، والذي حاول فيه القفز على الحقائق واعتبارها ملاذا للكيانات الإرهابية ووصفه بـ “المرفوض وغير المقبول” من مسؤول في دولة شقيقة وجارة نتقاسم معها الماضي والحاضر ونستشرف معها آفاق المستقبل.
وأوضح المحرر قائلا : ” يبدو أن الوزير التشادي تعمد خلط الأوراق بسبب سخونة الأحداث في بلاده بعد مقتل الرئيس” إدريس ديبي إتنو ” يوم 20 أبريل الماضي متأثرًا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد، وقفز على كثير من الحقائق المعروفة لدى الجميع
وأضاف المحرر في هذا الصدد أن “الجماعات الإرهابية وحركات المعارضة المسلحة ليست على الإطلاق نتاج أو صنيعة ليبية أو بسبب الوضع الذي انزلقت إليه ليبيا، كما يحاول البعض ترويجه لأسباب عدة، بل إنها منتشرة ومتجذرة في منطقة الساحل الإفريقي وفي تشاد تحديدا منذ ستينيات القرن الماضي، حيث طفت على السطح بعد رياح الاستقلال مباشرة المواجهات العرقية والأثنية والقبلية وغيرها، واستسلمت المنطقة بالكامل للكثير من حمامات الدم وسلسلة من أعمال العنف والانقلابات العسكرية التي لا تحصى ولا تعد حتى اليوم.
وأعاد محرر الشؤون الأفريقية إلى الأذهان أن الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي الذي قارع حركات التمرد والتنظيمات الإرهابية ليس في تشاد فحسب بل في دول الساحل أيضا، قد تعرض منذ وصوله إلى السلطة إلى عدة محاولات انقلابية، أبرزها عامي 2006 و2008، متسائلا : “هل كانت ليبيا وقتذاك معقلا للجماعات الإرهابية”، كما رأى وزير الدفاع التشادي.
وأشار إلى أن الوضع الحالي المتأزم في ليبيا وانتشار السلاح واستقدام المرتزقة من دول الجوار ومن خارجها من بينهم “تشاديون”، ومشاركتهم في الصراع المسلح في ليبيا، المدعوم خارجيا للسيطرة على السلطة والموارد في بلادنا، فاقم دون شك من هشاشة الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل وأجج الصراعات المحلية على السلطة والنفوذ، إلا أنه لم يصنعها.