أبدى سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، قلقه إزاء تهديد قاتل لليبيا يلوح في الأفق، قائلا: "بدون استجابة قوية وموحدة، سيكون بمقدور وباء فيروس كورونا المستجد التفشي بسرعة ليخلق حالة طوارئ واسعة النطاق في مجال الصحة العامة، وينشر المرض والموت بين صفوف الجنود والمدنيين على حد سواء"

وقال نورلاند، في رسالة إلى القيادات السياسية والعسكرية الليبية وإلى الشعب الليبي نشرتها الصفحة الرسمية للسفارة على موقع التواصل فيس بوك، مساء الجمعة: "لم يشهد العالم وباءً مماثلا منذ أكثر من 100 عام، وضمان نجاة ليبيا منه دون خسائر كارثية يتطلّب قيادة شجاعة وعمل فردي"، وحث الليبيين على اتخاذ بعض الخطوات قبل التفشي المتوقع، وفق قوله.

شملت الخطوات، وقف القتال ودفع المرتبات وعلاج المرضى، مؤكداً أنّ ضرورة وقف الأعمال العسكرية لإعطاء سلطات الصحة العامة في جميع أنحاء ليبيا الفرصة للتآزر ومضافرة الجهود لاحتواء تفشي هذا الوباء والتغلّب عليه، محذرا من أن الأمراض المعدية تزدهر في زمن الحرب.

وأشار نورلاند، خلال رسالته، إلى الاتهامات المتبادلة بين الطرفين المتحاربين بخرق الهدنة، لافتا تصاعد القتال في الأيام الأخيرة، ممّا يعرّض عمال الرعاية الصحية للخطر ويصرف الليبيين عن المهمة الأكثر إلحاحًا المتمثلة في مواجهة عدونا المشترك: فيروس كورنا المستجد، وفق قوله.

ودعا السفير الأمريكي، إلى العودة إلى مسودة وقف إطلاق النار الذي تمّ وضعه من خلال مفاوضات 5 + 5 التي يسرتها البعثة الأممية في جنيف، كما دعا الطرفين إلى إعلان تجميد فوري لنشر المقاتلين الأجانب، الذين يخاطرون بنشر المزيد من وباء فريروس كورونا المستجد في ليبيا، وفق المنشور، مضيفا، أن الولايات المتحدة تقرّ بأنّ الأطراف الخارجية مسؤولة عن تأجيج الصراع، وأنها بصدد معالجة ذلك الأمر عبر القنوات الدبلوماسية.

وشدد نورلاند على وجوب استئناف دفع الرواتب المتوقفة على الفور دون شروط، مع إعطاء الأولوية للعاملين في القطاع الصحي الذين هم في الخطوط الأمامية ضدّ وباء فيروس كورونا. 

وقال السفير الأمريكي، إنّ إعادة إنتاج النفط في ليبيا أمر بالغ الأهمية لضمان حصول السلطات الليبية على عائدات كافية لدفع الرواتب والنقد الأجنبي لشراء المعدات الطبية التي تشتد الحاجة إليها.

وتابع: "إذا كان لدى ليبيا أي أمل في الحصول على مساعدة دولية بعد انتشار هذا الفيروس، فيجب إدخال تحسينات على المؤسسات. إنّ السماح بمراجعة خارجية لحسابات  مصرف ليبيا المركزي سيكون خطوة سهلة تُظهر للعالم أنّ القادة الليبيين ملتزمون بالشفافية ومحاربة الفساد؛ ومثل هذا التدقيق جاهز للبدء ولكن لسبب ظلّ عالقًا. وهذا سيؤذي الليبيين"

وأبدى نورلاند قلقه من أنّ الإمدادات الطبية الحرجة التي اشترتها منظمة الصحة العالمية - بما في ذلك أدوات اختبار فيروس كورونا، ومعدّات الحماية، والمضادات الحيوية، والأنسولين، تظلّ عالقة في موانئ طرابلس ومصراتة وبنغازي، بسبب التأخير من طرف سلطات الجمارك ومركز الرقابة على الأغذية والأدوية الليبية، داعيا السلطات المعنية إلى الإفراج الفوري عن هذه الإمدادات. 

وأكمل: "يجب السماح للسكان في ليبيا ذوي الوضع غير القانوني، مثل النازحين والمهاجرين واللاجئين، بالحصول على الرعاية الصحية اللازمة في هذا الوقت الحرج. إنّ رفض علاج هؤلاء السكان لن يؤدي إلاّ إلى زيادة انتشار الفيروس بين الليبيين.