نشر موقع "واشنطن ريبورت" الأمريكي المتخصص بتحليلات الشرق الأوسط تقريرا حول أخر مستجدات الأوضاع في ليبيا، مشيرا إلى بداية تبلور حكومة جديدة في البلاد يعلق عليها الليبيون الكثير من الأمال وتنتظرها مهام صعبة.
معركة السلام
واستهل الموقع تقريره بقول استضاف المجلس الأطلسي بواشنطن ومعهد صادق للأبحاث ومقره طرابلس مائدة مستديرة افتراضية في 18 فبراير لمناقشة تقرير نُشر مؤخرًا بعنوان "ليبيااللعبة الكبرى. عقد من الثورة والحرب الأهلية والتدخل الأجنبي".
وأضاف الموقع بعد عشر سنوات من الصراع الأهلي ظهرت حكومة مؤقتة ليبية جديدة في 5 فبراير بعد محادثات رعتها الأمم المتحدة في جنيف. وسيكون التحضير للانتخابات الرئاسية والعامة في 24 ديسمبر 2021 المهمة الأساسية للإدارة الجديدة بقيادة الرئيس محمد المنفي ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.
وقال أنس القماطي مؤسس ومدير معهد صادق "في عام 2011 كان هناك افتراض سابق لأوانه بأن الليبيين أنفسهم يمكن أن يكونوا الوصي على نقل ليبيا من هذا النظام الاستبدادي البائس إلى يوتوبيا جديدة وديمقراطية". وأشار إلى أن الواقع هو أنه بدءًا من تدخل الناتو عام 2011 لعبت القوى بما في ذلك تركيا ودول الخليج وأوروبا وروسيا ودول أخرى دورًا كبيرًا في تشكيل الرواية الليبية. وأضاف القماطي على غرار أفغانستان أصبحت ليبيا "ساحة تتدافع فيها القوى العالمية على النفوذ".
وأشار روبرتو مينوتي كبير مستشاري العلاقات الدولية في معهد آسبن الإيطالي إلى أهمية ليبيا على الساحة العالمية.
وليبيا عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، وتمتلك ليبيا أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا وتاسع أكبر احتياطي في العالم. يتم تصدير النفط الخام عالي الجودة ومنخفض الكبريت في الغالب إلى أوروبا.
بالإضافة إلى ذلك يعد موقع ليبيا الجغرافي إسترتيجي وهام على طرق التجارة. وقال  مينوتي "إنها طريق إلى أوروبا بالنسبة لبقية إفريقيا". ومن عام 2014 إلى عام 2017 عبر حوالي 625 ألف مهاجر من العديد من البلدان البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا من شمال إفريقيا واستخدم الكثير منهم الساحل الليبي لبدء رحلتهم البحرية المحفوفة بالمخاطر..
وتوقعت السفيرة الأمريكية السابقة في ليبيا ديبورا جونز أنه في عهد الرئيس جو بايدن ستركز السياسة الخارجية للولايات المتحدة بشأن ليبيا بدرجة أقل على العمل العسكري وأكثر على إعادة بناء التحالفات والاستفادة منها من أجل تشكيل إجماع.
وتأمل جونز أن تلعب الولايات المتحدة "دورًا أكثر حزمًا في منع الأعمال المزعزعة للاستقرار في ليبيا من قبل اللاعبين الخارجيين" ، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحد من تدفق الأسلحة والمرتزقة الأجانب إلى البلاد.
ومن الآن فصاعدًا يعتقد القماطي أن السؤال الكبير هو ما إذا كانت ليبيا ستكون دولة يقودها مدنيون أم دولة يسيطر عليها الجيش والدول الأخرى.
وأشار القماطي إلى أن التحول في ليبيا يتعلق بشعبها في نهاية المطاف. وذكر أن "الليبيين لديهم القدرة على المصالحة"، وأضاف "أعتقد أن الالتزام الأعمق من الغرب هو إحدى الطرق لتحقيق ذلك، لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى التفكير في هذا الآن قبل أن يزداد الوضع سوءًا."
وقال مينوتي إن هناك حاجة لجيل جديد من القادة الليبيين لتغيير مسار البلاد وأن الملكية الليبية لأي عملية سلام أمر بالغ الأهمية. وأضاف "يجب ألا ننسى أنه يجب أن تكون العملية الليبية وتهيئة المناخ الذي يجعل ذلك ممكنا".