دعا موسى إبراهيم، آخر متحدث باسم الزعيم الراحل معمر القذافي، جميع التيارات الليبية إلى التصالح من أجل الوطن.

وقال إبراهيم في رسالة بعنوان (حان الوقت أن تنفصل الكرامة عن فبراير وتصافح سبتمبر... من أجل ليبيا)، نشرها عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "أيها الإخوة الليبيون الوطنيون من أهل وقيادات مشروع الكرامة التاريخي، في شرق ليبيا الغالي: السلام عليكم من قلب أخضر لا يعرف إلا المحبة لليبيا وأهلها، لقد انطلق مشروع الكرامة في مدينة بنغازي الحبيبة في صيف 2014 ليطهر الشرق الليبي الغالي من الإرهاب، والإخوان المسلمين، والميليشيات الجهوية، التي سيطرت وتغولت واحتكرت وأفسدت، ويعيد لمدن الشرق وجهها العربي الليبي المسلم. فالكرامة إذن انبثقت أساساً لكي تقضي على آثار نكبة فبراير الكارثية، وتمحو آثار الخلل الاجتماعي والسياسي والأمني الذي عصف ببنغازي والشرق الليبي كله منذ سقوط الدولة السيدة في 2011. و"الكرامة" بهذا الفعل انتفضت فعلياً على مشروع فبراير الأسود الذي تشكل في رحم المستغل الأجنبي، وتم تنفيذه بأدوات محلية إما مغرر بها (وهم الأغلبية الصادقة)، وإما أقلية ضالعة في العمالة والخيانة. وقد هب العديد من قوى سبتمبر الوطنية، من قيادات مدنية وعسكرية وأمنية، فناصرت مشروع الكرامة بصدق مع النفس، وشجاعة وطنية معروفة عن أنصار الفاتح، وتقدم كثير من جنود النظام الجماهيري وضباطه (أبطال معركة المجد ضد الناتو في 2011) فأخذوا مكانهم في الصفوف الأمامية في معركة الكرامة 2014-2018 في شوارع الليثي، وطرقات الماجوري، ونواحي المحيشي والصابري، حتى ربوع اجدابيا والمرج والبيضاء ودرنة وطبرق. وبنفس الروح الوطنية، بادر أهل الكرامة فأطلقوا سراح المعتقلين، وأصدروا قانون العفو العام، وفتحوا مدنهم وقراهم للمهجرين والنازحين والملاحقين، وأعادوا المبعدين إلى سابق أعمالهم ومستحقاتهم الوظيفية، وتواصلت قبائلهم وعائلاتهم بقبائل وعائلات الصف الأخضر في وسط البلاد وغربها وجنوبها".

وتابع إبراهيم، "إن هذا التاريخ الوطني المشترك تحول إلى تواصل، وتحاور، وتحالف ضمني ومتحقق على أرض الواقع بين مشروع الكرامة وأنصار الفاتح، تم تعميده بالتضحيات والمواقف الشخصية والوطنية العظيمة. فلماذا لا تتقدم الكرامة خطوة أخرى إلى الأمام وتتصافح وتتكامل مع سبتمبر وتتشكل بذلك أكبر جبهة سياسية عسكرية وطنية صلبة وحاضنة للأغلبية الغالبة من أبناء الشعب الليبي؟ ما الذي تبقى من فبراير تتمسك به الكرامة غير الوجع والجراح والخيبة والتبعية والأحقاد؟ يا أهل الشرق الحبيب، أبناء وجنود وقيادات ونشطاء مشروع الكرامة: ها هم اليوم الآلاف من رجال سبتمبر، من ضباط وجنود وقيادات اجتماعية وسياسية، يدفعون الغالي والرخيص، معنوياً ومادياً، لكي يلتحموا مع مشروع الكرامة في المهمة المقدسة لاستكمال تحرير الوطن من قلب عاصمته الغالية طرابلس. ولا يمر يوم ألا ويستشهد رجالنا مقبلين غير مدبرين، وجوههم المستبشرة بالنصر تعانق إخوتهم من جنود وضباط الكرامة في ملحمة وطنية لا مثيل لها. فمن هو عدو الكرامة؟ وعدو سبتمبر؟ أليس هو قوى فبراير الأصيلة ذاتها: الإخوان المسلمون/الجماعة الليبية المقاتلة، والميليشيات المجرمة، والطغمة السياسية الحاكمة التابعة للغرب في طرابلس عاصمة البلاد. فما دامت الكرامة وسبتمبر توحدتا في الهدف، وفي العدو، وفي الملحمة: ملحمة العرق والدم، فما الذي نحتاجه لكي تتصافح الكرامة وسبتمبر وتشكلان تحالفا وطنياً أصيلاً يقر بوجود اختلافات بين التيارين، ولكنه يحتفل بكل ما هو مشترك بينهما: الوطن والسيادة والتنمية والأمن. إن الواجب الوطني، والحكمة السياسية، والذكاء الاستراتيجي والتكتيكي للمعركة، يلزم الكرامة بأن تتخلص من آثار فبراير الأساسية وهي التبعية لأي مشروع خارجي عربياً كان أو أجنبياً، والعداوة المجانية لكل مظاهر المشروع الثوري لسبتمبر، واحتكار السلطة والثروة والسلاح. إن تم هذا الإنجاز فستقترب الكرامة من سبتمبر وتنفصل عن كارثة فبراير وتصير حقيقية ثورية وطنية تاريخية. أما نحن أهل سبتمبر، أنصار النظام الجماهيري، فعلينا أن نفتح قلوبنا لمن نفض فبراير عن ثوبه، ونصافح مشروع الكرامة الوطني، ونحدد خصومتنا الجذرية مع الإرهاب والميليشاوية والعمالة للأجنبي، ونتسامح مع بعض المظاهر التي تؤلمنا في مشروع الكرامة السياسي، ونقترب من أهلها حتى نبني حواراً وطنياً صادقاً ومثمراً. يا أهل الكرامة في بنغازي والبيضاء والمرج واجدابيا ودرنة وطبرق، وكل الشرق الليبي الحبيب: إذا ما بادرت قياداتنا السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاجتماعية إلى تأسيس هذا التيار الوطني الجامع للكرامة وسبتمبر فسوف تكون أنبل خدمة نقدمها لوطننا ليبيا، وسوف تذكرها لنا الأجيال القادمة باعتبارها الخطوة الجبارة التي أنقذت ليبيا من غوط الباطل. لقد أثبتت الألوف المؤلفة من أنصار الفاتح وقياداتهم أنهم مستعدون للتضحية والمصافحة والوطن، فهل أنتم يا أهل الكرامة على مستوى هذا التحدي الوطني التاريخي؟ إنني واثق أنكم كذلك، حفظكم الله جميعاً، وحفظ ليبيا وأعادها وطناً حراً سيداً آمناً ومزدهراً بالخير والنماء".