يدخل الموريتانيون شهر رمضان المبارك هذا العام في ظروف استثنائية فرضتها الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي وباء كورونا.

فالبلاد تعيش منذ أكثر من شهر على وقع إغلاق تام بعد اكتشاف سبع حالات من فيروس كورونا شفي أصحابها جميعا بحسب وزارة الصحة الموريتانية، لكن الخطر مازال قائما، خاصة أن الوضع في دول الجوار بدأ يتفاقم بتسجيل الوباء لذروته في مالي والسنغال اللتان تشتركان مع موريتانيا حدودا تتجاوز الألفي كلومتر وتشكلان هاجسا قويا للسلطات الموريتانية في ظل عمليات التسلل التي أصبحت تقض مضجع السلطات الموريتانية.

لا تراويح في رمضان

رغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع الموريتاني، والتحديات التي تواجه ثقافاته المختلفة، لا يزال محافظاً على تقاليد راسخة في شهر رمضان، ومنها صلاة التراويح التي سيمنع منها لأول مرة في تاريخه، وذلك بعد أن أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا تعميما يسمح للأئمة ومساعديهم بإقامة صلاة التراويح في المساجد، دون حضور المصلين. 

وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء يأتي تماشيا مع الإجراءات الأمنية المتخذة من طرف السلطات العليا لحماية المواطنين من خطر تفشي وباء فيروس كورونا. 

لا محاضرات جماعية

في السابق كان الموريتانيون يصومون الشهر المبارك، وتكثر المحاضرات الدينية والخطب الوعظية وتكتظ المساجد بالمصلين والمعتكفين وتعلوا أصوات الشباب والكهول كل يتلوا القرآن على حدة، إما حفظا وإما قراءة من المصحف الشريف. لكن بحكم الإجراءات الجديدة لن يكون هناك دعوات ذكر جماعية كما في السابق بسبب هاجس كورونا.

وفي هذا الإطار يقول محمد ولد الرباني إن منع الموريتانيين من الدخول للمساجد لأداء الطقوس التي تعودوا عليها في رمضان أمر محزن لكن لن يمنعهم من أن يعيشوا رمضان في أجواء احتفالية وإيمانية مفعمة بالمحبة والتسامح والتكافل، ويضيف مازحا " في رمضان يصفد الجن، لكن هذه المرة الإنس أيضا مقيدون في هذا الشهر الفضيل بسبب كورونا".

لا مضاربات في الأسواق


لأول مرة في تاريخ موريتانيا، يأتي شهر رمضان دون أن يؤثر ذلك على أسواق الخضراوات والمواد الغذائية فالحكومة الموريتانية حددت مسبقا أسعار المواد الأولية الضرورية في رمضان بعد أن تم دعمها ورفع الجمركة عن كثير منها، وذلك في إطار خطة شاملة للحد من الأثار الاقتصادية لجائحة كورونا.

وترى مريم منت عالي أن هذا الإجراء مكنتها من اقتناء حاجيت رمضان بأسعار زهيدة على خلاف ما كان يحدث سابقا حيث كانت القدرة الشرائية للمواطنين هي الفيصل في انتقاء ما يمكن من السوق وهي أيضا الفارق بين الفقراء والأغنياء.

لا تغير في الوجبات

على الرغم من التطور الذي شهدته المائدة الرمضانية الموريتانية بسبب الاحتكاك بالثقافات الأخرى، إلا أن أهل موريتانيا يركزون في رمضان على الوجبتين الشائعتين عند المسلمين: الفطور والسحور ، فضلاً عن الشاي الأخضر المعد وقت الفطور.

ويتكون الفطور عند الموريتانيين من التمر والنشاء المعد من حبوب متعددة، (القمح، والفارين، والذرة، أو الشعير) وبنافة وهي الوجبة المفضلة لدى الموريتانيين وتتكون من لحم الضأن والبطاطة، أما وجبة السحور فتتكون غالبا من الأرز والحليب، أو الكسكس واللحم.

كما يعد شراب «البصام» المعد محليا مشروبا مفضلا لدى الموريتانيين في رمضان ويشكل بديلا مثاليا بالنسبة لهم عن المشروبات الغازية.