أحيت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا اليوم العالمي للعمل الإنساني مؤكدة أنها مناسبة للتعبير عن التضامن مع الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية وللإشادة والاحتفاء بالعاملين في المجال الإنساني الذين يساعدونهم.

وقالت اللجنة في بيان لها أن اليوم يوافق الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني بعد أن اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى السنوية لتفجير مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد عام 2003.م.

وأشادت اللجنة بجهود "الهلال الأحمر الليبي، ومؤسسات العمل الخيري والإنساني في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للنازحين والمشردين والمهجرين من مناطق النزاع في كافة أنحاء البلاد على مدار السنوات الماضية بشكل عام وخلال هذا العام بشكل خاص مع تفاقم الأزمة الإنسانية والمعيشية التي يمر بها السكان المدنيين بمناطق النزاع والتوتر بجنوب وجنوب غرب طرابلس ومحيط المدينة ومدن العزيزية وقصر بن غشير،  وفي مدينة مرزق بالجنوب الليبي".

وأضافت اللجنة "في هذا العام، بات أكثر من 130 ألف شخص، نساءً ورجالا وأطفالا في مدن طرابلس ومرزق وغات والعزيزية وقصر بن غشير، يحتاجون إلى مدّهم بالمساعدة الإنسانية حيث بلغ إعداد المتضررين من النزاعات المسلحة في ليبيا  مستويات لم يسبق لها مثيل منذ أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها في سنة 2011.م ، فقد بلغ عدد الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والإغاثية الطارئة في عموم البلاد قرابة الاثنين مليون شخص في حاجة ماسة إلى تقديم الدعم والمساعدة الإنسانية لهم ، وفي الوقت نفسه ، مازالت أعداد المتأثرين بالحرب وتداعياتها الإنسانية مرتفعة".

وأشارت اللجنة إلى أنه "منذ بداية الحرب والمواجهات المسلحة بطرابلس في بداية أبريل الماضي، تم تسجيل أكثر من 39 اعتداء ضد مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، بما في ذلك المستشفيات والمستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى الاعتداءات والهجمات والاستهداف الذي طال فرق الإغاثة وإجلاء العالقين بمناطق النزاع والتوتر بجنوب وجنوب غرب طرابلس ومحيط المدينة" ما أسفر عن إلحاق أضرار "بـما لا يقل عن 19 سيارة إسعاف و 19 مستشفى ومقتل ما مجموعه 11 شخصاً وإصابة أكثر من 33 شخصاً بجروح".

وتابعت اللجنة أنه "في أواخر شهر يوليو الماضي، استهدفت الغارات الجوية مستشفيين ميدانيين وسيارتي إسعاف ما أسفر عن مقتل أربعة أطباء على الأقل وأحد المسعفين وإصابة ما لا يقل عن ثمانية آخرين من العاملين في المجال الطبي" مردفة أنه على "الرغم من الإدانة لهذه الاعتداءات المتكررة وكذلك برغم المناشدات والنداءات الإنسانية المتكررة لأطراف النزاع المسلح بطرابلس بأهمية ضمان سلامة وحماية العاملين في المجال الطبي والمسعفين والأطباء وفرق الاجلاء والطوارئ وفرق الإغاثة إلا أن أطراف النزاع المسلح لازالت تتجاهل بشكل صارخ المعايير والاتفاقيات الإنسانية الدولية".

ودعت اللجنة "أبناء الشعب الليبي إلى إبداء روح التضامن مع العاملين في ميدان العمل الإنساني في كافة المجالات الطبية والإغاثية ومع منظمات العمل الأهلي" مطالبة "جميع أطراف النزاع في ليبيا بالتوقف عن الهجمات والاعتداءات الممنهجة التي تستهدف العاملين في المجال الطبي والمسعفين والأطباء وفرق الإسعاف والطوارئ والإغاثة، وبأهمية احترام مهمة وعمل المؤسسات المحلية والدولية المختصة بالعمل الانساني والإغاثي والطبي، وعدم إعاقة فرق الإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية، وتقديم كافة التسهيلات والتعاون لهذه المؤسسات وعدم التعرض لفرق عملها".

وجددت اللجنة "دعوتها لجميع أطراف النزاع المسلح إلى بذل كل ما في وسعهم لحماية الأشخاص المحاصرين والعالقين بمناطق النزاع والتوتر، وضمان سلامة وحماية السكان المدنيين وتأمين الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين العالقين وحماية الأطقم الطبية والمسعفين وفرق الإغاثة وتجنب استهداف المدنيين والمناطق السكنية والأهداف والمرافق المدنية والطبية أثناء النزاعات المسلحة".