أكد مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض بدر الدين النجار، أن الوضع الوبائي في ليبيا مثلما يلاحظ الجميع في تفاقم، وخاصة في مدينتي طرابلس و مصراتة، وكذلك الجنوب، مشيرًا إلى أن هناك انتشارًا بمعظم المناطق بمدينة طرابلس وخاصة بلدية أبوسليم، وبلدية حي الأندلس، ومنطقة سوق الجمعة.

وأوضح النجار في تصريحات صحفية، أن بلدية مصراتة أيضًا بها زيادة ملحوظة في أعداد الحالات، وأن هناك زيادة في الحالات التي تحتاج لعناية طبية سواء في طرابلس أو مصراتة.

وأشار النجار، إلى أن هناك انتشار على مستوى المناطق في ليبيا حتى وإن كان الكثير من المناطق بها حالات متفرقة وغير متركزة بالمقارنة بطرابلس ومصراتة وبعض مناطق الجنوب، لكن الوضع الوبائي في ليبيا يعتبر متفاقم، على حد تعبيره.

ولفت النجار، إلى أن مشغلات الكشف عن فيروس كورونا تم توفيرها، قائلاً: “اليوم وصلتنا هذه المشغلات بعد أن شهد اليومين الماضيين تكدس في العينات المُجمعة من مراكز الفرز، حيث تأخرت النتائج، لكن بوصول المشغلات بدأنا فيها، وأيضًا كانت لدينا أزمة في انقطاع التيار الكهربائي والتي أخرتنا أيضًا، لكن وصلت المشغلات وبدأ عمل المختبر بكامل طاقته، وفي حدود يومين أو 3 على الأكثر ستكون هناك جهود لإظهار كل النتائج ولن يكون هناك أي تأخير”.

وأضاف: “لم نصل إلى تحليل العدد المطلوب من العينات في قلب جائحة كبيرة مثل هذه، فمن المفترض أن نقوم بـ 10 آلاف اختبار في اليوم، فنحن نجري من 1000 إلى 1500 اختبار، والمختبرات التي تقوم بهذه العملية في حدود 8 مختبرات والتي هي تحت إشراف المركز الوطني لمكافحة الأمراض”.

وبيّن النجار، أن أعداد الإصابات تجاوزت 5000 والوفيات تجاوزت 100 حالة، مطالبًا بالتركيز الآن على مراكز العزل والعناية الفائقة التي هي مهمة لإنقاذ الأرواح، والتركيز أيضًا على التوعية المجتمعية وبرنامج التواصل الصحي مع الناس، بالإضافة إلى التركيز على فرق الرصد والتقصي التي من مهامها الاكتشاف المبكر للحالات وتتبع المخالطين وحجرهم وعزلهم حتى يتم إيقاف انتشار هذا المرض.

وطالب النجار، بالتركيز على الضوابط، معتبرًا أن قرارات القفل التام والحظر لم تعد تُجدي نفعًا، موضحًا أن التزام المواطن بها ليس كما ينبغي، وأن الأجهزة الأمنية ليس بها تعاون في هذا الأمر، مرجعًا ذلك لعدم جاهزيتها أو التحديات الموجودة.

وواصل النجار: "طال أمد الجائحة، ومن ثم نحن نرى أن يكون هناك تعايش مع هذا الفيروس، فلا يجب قفل المحلات، لكن يجب أن تلتزم المحال بالضوابط الصحية، بحيث لا يدخل أي شخص إلا بالكمامة، وأن يكون عدد العملاء أو المشترين محدود، وأن تكون هناك إجراءات تعقيم وتطهير، فبهذه الطرق نستطيع أن نحد من انتشار هذا المرض فالأوان لم يفت بعد".

واختتم: "من المفترض أن يكون هناك تعاون بين كل الجهات، وأن تكون هناك إدارة أزمة رشيدة تؤكد على صحة المجتمع حتى نقلل من هذا الانتشار الهائل للمرض قبل أن يفوت الأوان وقبل أن يكون هناك سريان عام بالمجتمع ويصبح إيقافه مستحيلاً مثلما حدث في عديد من الدول الأخرى".