أحكمت قوات الجيش الوطنى الليبى قبضتها على أبرز المدن والبلدات الواقعة جنوب العاصمة طرابلس، وذلك فى إطار عملية "الفتح المبين" الذى أطلقها القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر نهاية الأسبوع الماضى لتأمين العاصمة وملاحقة فلول الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة التي استباحت العاصمة طيلة السنوات الماضية. 

ورغم العنجهية المفرطة التي ظهرت بها قيادات المليشيات المسلحة والعناصر الارهابية وداعميهم بتوعد الجيش الليبي بالهزيمة في طرابلس، فإن واقع الأرض يؤشر الى عكس ذلك، حيث يتقدم الجيش الليبي بخطوات ثابتة في اتجاه احكام السيطرة على المدينة ودك حصون الليشيات المتمركزة فيها. 

هذا التقدم، أقرت به وكالة الأناضول التركية الرسمية اليوم الأحد، حيث أكدت وصول قوات الجيش الليبي لأطراف العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها ميليشيات متحالفة مع جماعة الإخوان المدعومة من أنقرة وقطر. ونقلت الوكالة التركية عن مراسلها، أن المواجهات المسلحة سمع صداها في الجهة الجنوبية للعاصمة طرابلس وللمرة الأولى سمع صداها أيضًا وسط العاصمة. بحسب ما أورد موقع "ارم نيوز" الاخباري. 

وفي وقت سابق من مساء السبت، أعلن الجيش الليبي، دخول منطقة "خلة الفرجان" أكبر أحياء طرابلس، وذلك بعد دخول منطقة ورشفانة أحد أهم ضواحي العاصمة. وبحسب شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش، فإن "الجيش يتجه نحو مركز العاصمة الليبية طرابلس"، محذرًا المواطنين من التواجد في محيط الاشتباكات وتوخي الحذر". 

وأصدرت عمليات الجيش الليبي بيانا، أكدت فيه "فرض السيطرة العسكرية على مناطق قصر بن غشير وسواني بن آدم وشارع التوغار وكوبري الزهراء"، مشيرة إلى "تقدم قوات الجيش إلى ما بعد مطار طرابلس". وأوضح البيان، أن "الارتال العسكرية، بدأت تقترب من حي الفرناج المتاخم لوسط المدينة"، في حين أن "سرية 20-20 للمهام الخاصة تقترب من مطار معيتيقة". 

وفي غضون ذلك، بدأت قيادات المليشيات في الظهور على مسرح الأحداث في محاولة لعرقلة تقدم الجيش الليبي، حيث تناقلت وسائل اعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه هيثم التاجوري آمر مليشيا "ثوار طرابلس" لأول مرة بعد بدء العمليات العسكرية في العاصمة متوعدا قوات الجيش الوطني الليبي. 

وظهر التاجوري في مقطع الفيديو، متوعدا قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ويؤكد انتشار قواته (التاجوري) في كل المناطق. وبدا ظهور التاجوري مسرحيا أمام الكاميرا بحسب الكثيرين فيما تجادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً حول الملابس التي ظهر بها والتي أشار كثيرون الى ثمنها الباهض فيما الشعب الليبي يعيش في أتون أزمة اقتصادية خانقة. 

يشار إلى أن مليشيا "ثوار طرابلس" يقودها التاجوري أحد أبرز قادة المجموعات المسلحة التي اقتتلت خلال السنوات الماضية مع مليشيات أخرىحول النفوذ وهو متعدد الولاءات لايملك أيدولوجية فكرية محددة. اختلف مع فجر ليبيا بعد أن كان حليفا لها وخطف عددا من قياداتها. وتمكن هيثم التاجوري من مد نفوذه في العاصمة طرابلس بعد أن سيطر على ما كان يعرف بـ"كتيبة السعداوي"، إحدى أكبر الكتائب العسكرية في المدينة، ما جعله يطرح نفسه كقوة رئيسية، في مواجهة التشكيلات المسلحة. 

وبالتزامن مع ذلك، تحدثت تقارير اعلامية عن توجه قوات عسكرية تابعة إلى لواء الصمود في مصراته بقيادة صلاح بادينحو العاصمة الليبية طرابلس. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن مصدر المحلي، فضل عدم الكشف عن أسمه، إن "لواء الصمود بقيادة صلاح بادي يتحرك في هذه اللحظات نحو العاصمة، "مشيرا إلى أن "الرتل العسكري التابع للواء الصمود يتكون من قرابة 50 الية مسلحة وعشرات الأفراد. 

ويعتبر صلاح بادي أحد أبرز قيادات عملية "فجر ليبيا"، كما تقدم لانتخابات المؤتمر الوطني عام 2012 تحت مظلة حزب العدالة والبناء الإخواني، وأصبح نائبًا بالمؤتمر الوطني. وقاد عمليات فجر ليبيا التي تبنتها جماعة "الإخوان". ويحمل بادي رقم 71، ضمن قائمة الإرهاب، التي أعلنها مجلس النواب، وشملت أكثر من 75 إرهابيا متورطين في جرائم حرب داخل ليبيا. 

ويأتي ظهور قادة المليشيات الدعائي، مع ترويج وسائل اعلامية مؤيدة لها لتراجع الجيش الليبي وخسارته للمعارك في المنطقة الغربية. ويرى الكثير من المتابعين للشأن الليبي أن المليشيات تحاول الترويج لنجاحات عسكرية في محاولة لرفع معنويات عناصرها وكسب المزيد من الوقت على أمل تراجع الجيش الليبي عن عملياته العسكرية تحت الضغوط الدولية. 

ويشبه البعض عنجهية المليشيات في العاصمة بتلك التي ظهر عليها قيادات التنظيمات الارهابية في مدينة درنة بتوعد الجيش الليبي بالهزيمة، ولكن سرعان ما فرط عقدهم، وسقطت معاقلهم سريعا تحت ضربات القوات المسلحة التي استعادت المدينة الساحلية وفرضت الأمن والاستقرار فيها على غرار أغلب مناطق شرق وجنوب ليبيا. 

وطوقت قوات الجيش الليبى العاصمة طرابلس من عدة محاور مختلفة وذلك ضمن المرحلة الأولى للعملية العسكرية التى ترفع شعار ملاحقة الإرهابيين والقضاء على المليشيات الإجرامية، وتسعى لبسط الأمن وهيبة الدولة وفرض القانون فى العاصمة الليبية المختطفة من قبل مليشيات مسلحة متورطة فى دماء الليبيين. 

وتمكن الجيش الليبى خلال تقدمه من دحر الميليشيات المسلحة فى طرابلس بالسيطرة على منطقتى ورشفانة والعزيزية الاستراتيجيتين، وهو ما ساهم فى استعادة الجيش الليبى لمطار طرابلس الدولى، قبل أن يستمر فى الزحف باتجاه العاصمة من محاور الجنوب والجنوب الغربى، مكبدا الميليشيات المسلحة خسائر فادحة. بحسب تقارير اعلامية. 

وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، لـ"سكاي نيوز عربية"، الأحد، إن "العمليات تسير بشكل ممتاز. . دخلنا أحياء المدينة من الجنوب والجنوب الغربي، وهناك اشتباكات قوية والمليشيات تحاول استعادة طريق أم وادي الربيع، وهو من أهم الطرق الاستراتيجية، نحن نتقدم في 7 محاور الآن. 

وأكد المسماري أن الجيش استرجع عدة مناطق ومحاور استراتيجية حول مطار طرابلس الدولي، إضافة إلى منافذ غربي العاصمة، وكذلك المحاور التي تربط العاصمة بمناطق الجنوب وجنوب شرق. فيما قال آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية لسكاي نيوز عربية، إن هناك تواصل وتنسيق مع عدد من التشكيلات المسلحة داخل طرابلس بانتظار دخول الجيش الوطني الليبي للانضمام إليه، لمواجهة تنظيمي الإخوان والقاعدة الإرهابيين. 

وكشف آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية، أن مجموعة تابعة لجهاز الأمن العام والتمركزات الأمنية في العاصمة طرابلس تسلم أسلحتها وعتادها تباعا للجيش الليبي. مشيرا الى أن القوات المسلحة الليبية تواجه "جماعات من تنظيم القاعدة وتنظيم الإخوان الإرهابي". 

ورغم تواصل الضغوط الدولية لوقف العمليات العسكرية فإن الجيش الليبي يصر على مواصلة تقدمه الى حيش تحرير العاصمة الليبية بالكامل. وفي لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريش، حدد المشير خليفة حفتر التوقيت الذي تنتهي فيه العمليات العسكرية بليبيا، وقال إن عملية طرابلس ستستمر حتى القضاء على الميليشيات في المدينة. 

وذكر المكتب الإعلامي لـ"الجيش الوطني الليبي" عبر حسابه في موقع "فيسبوك"، أن حفتر قال لغوتيريش والمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة: "نحن مستمرون في عملياتنا حتى نخلص العاصمة من قبضة الميليشيات التي ضاق الناس ذرعا بها وسرقت أرزاقهم". فيما أكد المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، على أن قوات الجيش ستواصل تقدمها للقضاء على المليشيات المسلحة المتمركزة فى طرابلس بشكل كامل.