تحت شجرة الزيتون المباركة بجانب طريق قصر خيار " الشعافيين" مسلاته الجبلية يقف هذا الرجل ليبيع خبزة الفرن "التنور"، أثناء فصل الصيف بحرارته ولهيب  شمسه المحرقة وفي فصل الشتاء ببرده القارس ويواصل العمل صباحا ومساءا على الرغم من كبر سنه.

قصته نشرها الأكاديمي الليبي البروفيسور محمد الأصفر على صفحته على موقع التواصل "فيس بوك"، قائلا: "أثار شغفي بمثابرته فضولي للتعرف عليه وعلى عمله الذي يداوم عليه رغم تقدمه في السن،  فروى لي أن دخله يعتمد على مرتب المعاش الأساسي وهو 450 دينار شهريا يسدد للمصرف 30 دينارا ثمن اشتراكه في تسديد قيمة الكهرباء، ويتبقى 420 دينار، وأنه صاحب أسرة تعيش على ذلك المرتب الذي لم يمكنه من تغطية اختياجاته حتى الأكل والشرب في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار وتغول السوق أمام البسطاء، حيث اضطرت زوجته وإحدى بناته لمساعدته في توفير لقمة العيش بطهى الخبز وتحمل حرارة الفرن وجلب الحطب أو شرائه"

يؤكد الرجل أن هذا العمل الشريف مكنه من الحج والعمرة هو وبناته، ويحمد الله سبحانه وتعالى بأنه لم يمد يده لأحد ولم يطرق باب مسؤول في هذه الحكومات أو مؤسساتها التشريعية المتعاقبة، والتي نعلم أن أغلب وزرائها ومسؤليها "في مجلس النواب والرئاسي والدولة ولجنة الدستور وغيرهم " لا يعرفون لهيب الشمس ولا برد الشتاء ولا يعلمون بحال مواطن مثل هذا المسن، وغيره من الليبيين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويأكلون من الفتات والصدقات.