أكدت مصادر طبيبة رفيعة المستوى في تونس أن العيادات الطبية الخاصة والعمومية تستقبل منذ أسابيع أفواجا إضافية من المراهقين والمراهقات والشباب والكهول من بين ضحايا " عصابات تهريب المخدرات وحبوب الهلوسة " القادمين من الشقيقة ليبيا بكثافة بعد استفحال الأوضاع الأمنية فيها ..

وحسب نفس المصادر فان نسبة الفتيات والشبان التونسيين الذين يحتكون بفئة من " السياح " الليبيين في الفنادق وصالونات الشاي والمقاهي والمطاعم والملاهي التونسية باتوا ضحية " القناصة " الليبيين.. المختصين في " انتداب زبائن جدد" و" مدمنات ومدمنين " بين ابناء العائلات الغنية والميسورة ومتوسطة الدخل .. لتوريطهم في شراء كميات من المخدرات " الثقيلة " و" الحشيش" ( " القنب الهندي" أي " الزطلة " ) وانواع جديدة من " حبوب الهلوسة منتشرة في مصر وافغانستان وايران والعراق ودول اوربا ..وبعضها مخدرات وقع تهريبها من قبل " المافيات العالمية " عبر طائرات خاصة تحط في موريتانيا او في غينيا بيساو او السنشغال والينينين ..قبل ان تهرب الى مالي وليبيا وجنوب المغرب ثم الى بقية دول المنطقة ..مع الاستفادة من " انهيار " المؤسسات الامنية والادارية في كثير منها ..وخاصة في ليبيا وتونس ..

الفارون من مستشفى " الرازي " الليبي

وحسب نفس المصادر الطبية فان الاطباء والطاقم الطبي في عدد من المستشفيات التونسية العمومية والمصحات الخاصة وفي العيادات تفطنوا منذ انهيار نظام معمر القذافي الى استفحال ظاهرة " تهريب حبوب الهلوسة والمخدرات بانواعها " من ليبيا الى تونس قصد بيعها للشباب التونسي من الجنسين او تصديرها الى الجزائر واوربا ..

لكن الظاهرة استفحلت بشكل كبير خلال الاسابيع القليلة الماضية بعد ان تضاعف عدد الفارين من الاقتتال في طرابلس وبنغازي وعدد من الليبية ..وبينهم عدد من المنحرفين و"تجارالحروب" والمروجين للهيروين والكوكايين و" الزطلة " و" حبوب الهلوسة " و" الحقن والاقراص المحظورة " وغيرها من " المؤثرات العقلية " الممنوعة ..

وقد ارتفع عدد هؤلاء المنحرفين ـ المتسللين داخل الاشقاء الليبيين الذين يزورون تونس للسياحة او العلاج او الاقامة مؤقتا ـ لاسباب عديدة من بينها فشل " مستشفى الرازي " في حي الاندلس بطرابلس وبقية مراكز مكافحة الادمان التي اقامها النظام السابق في علاج غالبية المدمين ..ثم عن استقبالهم اصلا بعد ان وصل الاقتتال الى العاصمة طرابلس وكبرى المدن الليبية وخاصة بنغازي ..

حجز اطنان من المخدرات ؟

وبالرغم من نجاح قوات الأمن والجيش والقمارق في الكشف عن اطنان من هذه الكميات المهربة الى تونس عبر "الحدود" الجنوبية ( مع الشقيقة ليبيا).. وعبر الحدود" الغربية ( مع الشقيقة الجزائر) ، فان التقديرات الامنية والقمرقية تؤكد أن " المقاييس العالمية " تثبت نجاح المهربين في اخفاء ما لايقل عن 90 بالمائة من المواد المهربة ..بما فيها المخدرات ..؟؟

وكانت مصالح وزارة الداخلية والديوانة كشفت خلال الاشهر الماضية عن اكتشاف كميات هائلة من الاسلحة واطنان من المخدرات المهربة الى تونس او الجزائر ـ عبر التراب التونسي ـ من قبل عصابات مرتبطة بشكبات تهريب مخدرات اقليمية وعالمية ومغاربية وليبية ..

كما اعلنت نفس المصادر عن حجز ملايين من الدنانير الليبية والتونسية والدولارات واليورو المهربة من تونس وليبيا من قبل " عصابات تبييض الاموال " .. المرتبطة بالمهربين والارهابيين واعضاء عصابات الجريمة المنظمة ..

مدمنات في ليبيا وتونس ..

ومن بين الظواهر الخطيرة جدا استفحال عدد ضحايا " سلاح الدمار الشامل الجديد "ـ أي المخدرات ـ بين الاناث والاطفال والمراهقين في كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب .. مما تسبب في احالة غالبيتهم على مستشفيات الامراض النفسية والعصبية في البلدين ..

وقد كشفت دراسات طبية ليبية وتونسية ارتفاع عدد ضحايا الايدز ( السيدا) والتهاب الكبد السرطاني ( بوصفير..) بسب انتشار تعاطي المؤثرات العقلية والمخدرات بين الاناث والذكور والاطفال والشباب...
ومن سوء حظ تونس ان الدراسات العلمية والطبية التونسية تؤكد ان غالبية رواد المستشفيات الليبية والتونسية من بين الاناث والشباب المورط في الادمان على المخدرات من بين سكان طرابلس والمناطق الغربية في ليبيا .. منذ انفتاح النظام الليبي السابق على المهاجرين الافارقة والسماح لهم بدخول ليبيا دون تاشيرة ..مما تسبب في " ازدهار " تجارة الممنوعات وبينها المخدرات والحشيش وحبوب الهلوسة والحقن الممنوعة ..

مستجدات خطيرة جدا ؟

وحسب تاكيدات خبراء في الدراسات الامنية فان "تطورات جديدة حدثت في العالم وفي جغرافيا شبكة المخدرات العالمية " زادت حدة مشكلة المخدرات في ليبيا وتونس واجزائر وجعلت منها "بلدان عبورواستهلاك" ..ومن ابرز تلك المتغيرات :
* تشديد الرقابة الامنية في "طريق تهريب المخدرات التقليدي " بين اسبانيا والمغرب .. فاصبح تجار المخدرات يبحثون عن "طرق بديلة " من بينهاآخر الجزائر وتونس وليبيا ..

تشديد الرقابة على "خط أمريكا المكسيك" ( الذي ينتج 25 % من قنب الحشيش على مستوى العالمي ).. وجاء البديل " تهريبها عبر افريقيا الغربية " ومنها الى مالي وليبيا ثم تونس والجزائر..

" استفحال " ظاهرة زراعة المخدرات والحشيش في دول غرب أفريقيا ( مثل بنين والطوغو والسنغال وموريتانيا..)

 تزايد الاقبال في تونس وليبيا والجزائر على " حبوب الهلوسة " ـ ومن أخطرها "الإكستازي " .وقد كانت تلك " الحبوب " تباع في دول أوروبا الغربية بأسعار خيالية..واصبحت تصنع في "المختبرات السرية " في افغانستان وايران وباكستان ودول شرق أسيا وتباعه في ليبيا بمبالغ زهيدة جداً في شواع ليبياوجامعاتها لتروج لاحقا في تونس والجزائر ..

*نقلا عن جريدة الصباح التونسية