وصف المحلل السياسي والمتخصص في مكافحة الإرهاب د .محمد ابوراس الشريف، الصراع داخل المجلس الرئاسي، بأنه "صراع مصراتي طرابلسي".

وقال الشريف، إن نقاط الخلاف بين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ونائبة أحمد معيتيق على ما يبدو ترتكز على الأمور المادية المالية والفساد المؤسساتي في ظاهرها، ولكن الهدف هو هدف سياسي يختلط فيه الجانب العقائدي لجماعة الإخوان، والمصلحي لمعيتيق وباشاغا كطرف من أجل إزاحة السراج وفتح الطريق أمام باشاغا لأي اتفاق سياسي جديد.... ولمزيد من التفاصيل بشأن الصراعات والانقسامات الداخلية بالمجلس الرئاسي وانعكاساتها على المشهد الليبي، ومستجدات الأوضاع في ليبيا كان لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع المحلل السياسي والمتخصص في مكافحة الإرهاب د .محمد ابوراس الشريف، وإلى نص الحوار


بداية.. كيف تابعتم تصاعد حدة الخلافات داخل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق؟

الخلافات "قديمة حديثة" فـ بين الحين والآخر تطفو على السطح هذه الخلافات، والتي يبدو أنها قديمة وترتكز في الأساس على مراكز قوة ونفوذ كل عضو في الرئاسي والتحالفات المتغيرة وغير الثابتة بين الأعضاء المتبقيين من الرئاسي.


ما هي أبرز نقاط الخلاف داخل المجلس الرئاسي وما هي تداعيات ذلك على المشهد الليبي؟

نقاط الخلاف على ما يبدو ترتكز على الأمور المادية المالية والفساد المؤسساتي في ظاهرها، ولكن الهدف هو هدف سياسي يختلط فيه الجانب العقائدي لجماعة الإخوان، والمصلحي لمعيتيق وباشاغا كطرف من أجل إزاحة السراج وفتح الطريق أمام باشاغا لأي اتفاق سياسي جديد، وبشكل مختصر هو صراع مصراتي طرابلسي لبسط النفوذ في العاصمة وإعادة تموضع وتمركز لإحدى القوتين. 


ماذا بشأن الصراع بين معيتيق والسراج حول المؤسسة الليبية للاستثمار؟

المؤسسة الليبية للاستثمار هي ثالث أكبر مؤسسة تعني بالاقتصاد والمال بعد المصرف المركزي والذي يستحوذ عليه الصديق الكبير المصراتي، والمؤسسة الوطنية للنفط والذي يستحوذ عليها صنع الله المصراتي والمتهم بانتمائه لجماعة الإخوان، وكما نعلم أن المؤسسة الليبية للاستثمار يوجد بها على محمود بن حسن وهو من الجنوب، وبهذا يتضح أن الهدف الآن هو السيطرة على المؤسسة الليبية للاستثمار لكى يكتمل المثلث المالي لصالح جماعة الإخوان.


ماهو دور جماعة الإخوان في هذه الصراعات وأهدافها؟

بالطبع هناك دور كبير للإخوان وهو يتلخص في أن جماعة الإخوان تعتبر هي المحرك الرئيسي لهذه اللعبة وبقيادة خلفية تركية. 


برأيك.. هل تتأثر صورة السراج دوليا بهذه الخلافات؟

السراج يحاول امتصاص اللكمات التي توجه له، واعتقد أن السراج انضم أيضاً لجماعة الإخوان مؤخراً، وتم استقطابه لصالح الجماعة ولكن كما نعلم أن جماعة الإخوان هي جماعة برغماتية وقد تسعى لحرق ورقة وصورة السراج المستهلكة دولياً وإحلال البديل في الوقت المناسب.


لننتقل إلى زيارة وزير الخارجية التركي الأخيرة إلى ليبيا.. ما قراءتكم لها؟ 

وزير خارجية تركيا تشاووش أوغلو جاء إلى طرابلس، بعد ساعات من انهيار الليرة التركية وركود الاقتصاد التركي، وجاءت زيارته للمطالبة بضخ أموال إضافية من حكومة السراج لإسطنبول تحت بند "معركة سرت الجفرة" وآليات الدعم والتنسيق السياسي والعسكري التركي لحماية السراج وحكومته في محاولة لابتزاز حكومة الصخيرات، خصوصاً بعد تصريح المشري بإمكانية الحسم العسكري في منطقتي الجفرة، وسرت ، ولا يخفى على أحد أن تركيا تقوم بالوكالة والنيابة عن حكومة السراج بشراء المرتزقة وإرسالهم لليبيا عبر مطاري مصراتة ومعيتقة، وإرسال المعدات العسكرية والأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة لضرب الجيش الليبي"، بحسب قوله.


أخيرا.. بصفتك مختص في شؤون الإرهاب.. ما تعليقك على ما تداول من معلومات بشأن عودة داعش إلى ليبيا؟

داعش أو ما يسمى بتنظيم الدولة لم يغادر عناصره ليبيا، وهم موجودين، ولكن ربما كانت إمكانيتهم خلال المدة الماضية ضعيفة، بسبب وجود المراقبة عليهم من قبل بعض المخابرات الدولية وأيضاً خوفا من دخول الجيش، وهناك عناصر من داعش كانت تمارس التقيه أثناء المعارك ما بين الجيش والمليشيات، ولكن الآن بعد انسحاب الجيش نحو ألف كيلومتر عن العاصمة بدأت عناصر داعش في الظهور والتشكل من جديد لوجود أرض خصبة وملائمة في بعض المدن كصبراتة.