وصف الكاتب والمحلل السياسي الليبي الدكتور محسن ونيس القذافي، جولات الحوار الجارية بين الأطراف الليبية في كل من المغرب، ومصر، وسويسرا، بأنها "فاقدة للبوصلة".

وقال القذافي، في ورقة تحليلية بعنوان (المبعوثة الأممية  بـــ ليبيا تبقي السراج وتعطل إعلان برلين والقاهرة) خص بوابة إفريقيا الإخبارية بها، :"ليس بالإمكان أن نقرأ ما يحدث اليوم بشكل إيجابي، وبالأخص عندما تتفاقم الأزمات وتتزايد الضغوط بشكل يمس حياة المواطن واحتياجه للعيش الكريم. ونستطيع أن نصف الوضع الراهن والرحلات المكوكية والمحادثات الجارية بين الأطراف الليبية، بالمغرب "بوزنيقة" وبمصر "القاهرة"، ومركز الحوار الإنساني بسويسرا "مونترو"، بأنها فاقدة للبوصلة، وتستوجب ضرورة وضع معالجات بشكل أكثر دقة وفهماً، في الوقت ذاته، يبدو بأن الأمم المتحدة من خلال القوة المسيرة " ضاغطة للاستمرار بنفس مسار التمديد والتسويف والتجميد والمراوحة، ولمطابقة التجربة العراقية (مفهوم المنطقة الخضراء) بـــ سرت، وكلها محاولات لإضاعة الوقت وتدوير وتعميق الأزمة، والدفع لمسارين مهمين وهما: أولهما، إقصاء دور الجيش الليبي، وثانيهما، الاستحواذ على الهلال النفطي اقتصادياً، ووضع الخطط الاستراتيجية افريقياً"، بحسب تعبيره.

وتابع القذافي، :"كان من المفترض أن تكون أولويات المجتمعين وبالأخص الطرف الليبي وضع المصلحة العامة قبل الخاصة، وأن يساهم في آليات جادة لإنهاء مهزلة دخول كل مرتزق ومحتل، وإدانة وطرد كل المليشيات والجماعات المسلحة المنتهكة للسيادة والأراضي الليبية وكرامة المواطن الليبي، وإلغاء الاتفاقات غير القانونية لترسيم الحدود البحرية، وإعادة القواعد العسكرية، غير أننا ننظر بأن جل المجتمعين قد تقاسموا المناصب والغنائم واثروا  البقاء والسلطة وإعادة تدوير المراكز والحقائب لمدة مبدية تقدر بــ "18" شهراً"، على حد قوله.

وأضاف القذافي، :"وبمتابعتنا لبيان الاجتماع التشاوري الذي نظمه الحوار الإنساني في 7/9/2020، والذي رحبت به السيدة ستيفاني، مبعوثة الأمم المتحدة بليبيا، وأشادت بمخرجاته الداعمة لاستمرار الكيانات المعرقلة، وإطالة الصراع لأعوام قادمة، وتعميق الأزمات وتدوير الانقسام والتشظي، والدخول في بوابة جديدة (دون محددات وضوابط) لمناطق منزوعة السلاح بسرت والجفرة، بالتزامن مع وجود تهديدات خارجية بشكل مباشر واحتلال لأراضي ليبية بشكل واقعي، وصراع شرق المتوسط بشكل إقليمي، كل ذلك يمنحنا قراءة حقيقية للنوايا غير المرحب بها، والمغايرة لما يرغب بتحقيقه الشارع الليبي، وما تفاءلنا بالوصول إليه تعطيلاً لإعلاني برلين والقاهرة"، بحسب وصفه.