صوت مجلس الأمن، الأربعاء، على التجديد للبعثة الأممية في ليبيا ،لمدة شهر واحد ،كما تبنى المجلس بالإجماع قراراً تقنياً يقضي بتمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى 30 سبتمبر .
هذا و أعربت واشنطن عن تأسفها لعرقلة روسيا تجديد تفويض البعثة الأممية لليبيا لمدة عام ،فقد أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن موسكو دعمت مشروع القرار التقني الذي قدمته بريطانيا، معرباً عن سعي روسيا إلى مواصلة البحث عن حلول مقبولة لكافة الأطراف بشأن المسائل العالقة المرتبطة بمواصلة عمل البعثة.
وكانت مصادر دبلوماسية أفادت، في وقت سابق الأربعاء، أنّ روسيا هدّدت باستخدام حقّ النقض في مجلس الأمن الدولي لمنع التصويت على مشروع قرار يجدّد لعام واحد ولاية البعثة السياسية للأمم المتحدة في ليبيا.
وأوضحت المصادر أنّ اعتراض روسيا لم يكن على التجديد للبعثة بعينه بل على اللغة التي استخدمها مشروع القرار الذي أعدّته بريطانيا، للمطالبة بانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وتحديد دور المبعوث الأممي إلى هذا البلد.
وردّاً على سؤال بشأن هذه المعلومات، رفضت البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة الإدلاء بأيّ تعليق، مكتفية بالقول إنّ المفاوضات لا تزال جارية.
وخلال آخر جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا، أصرّت روسيا على أنّ أيّ انسحاب للقوات الأجنبية من هذا البلد يجب أن يتمّ بطريقة متوازنة حتى لا يتسبّب بخلل في توازن القوى الراهن.
وفي تقرير صدر أخيراً، أوصت الأمم المتحدة بإنهاء العمل بالإدارة المزدوجة لبعثتها إلى ليبيا والمعمول بها منذ مطلع 2021. وهذه الإدارة المزدوجة التي أجبرت الولايات المتّحدة بقية أعضاء مجلس الأمن الـ14 على إقرارها، رغم أنّهم كانوا ضدّها، تقوم على وجود مبعوث في جنيف (هو اليوم السلوفاكي يان كوبيتش) ومنسّق مقرّه في العاصمة الليبية طرابلس (هو اليوم رايسيدون زينينغا المتحدّر من زيمبابوي).
وأوصت الأمم المتّحدة بأن يكون هناك مبعوث أممي واحدة مقرّه في طرابلس، تماماً كما كانت عليه الحال في الماضي.
وتحاول ليبيا الخروج من عقد من العنف المتواصل منذ سقوط نظام معمر القذافي ومقتله في 2011، وذلك بعدما تمّ التوصل في صيف 2020 إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة مهمّتها قيادة البلاد إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية المفترض أن تجري في 24 ديسمبر.
لكنّ الانقسامات في البلد الغني بالنفط ما لبثت أن عاودت الظهور، الأمر الذي يجعل حصول الانتخابات في موعدها أمراً مستبعداً.