تستضيف العاصمة الألمانية برلين، اليوم الأربعاء، لقاء دوليا لممثلي الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، للتشاور حول الإعداد النهائي لوثيقة قمة برلين بشأن ليبيا التي ستنعقد خلال ديسمبر المقبل.

ومن المقرر أن يناقش الاجتماع المرتقب الذي سيعقد مساء اليوم، ما خلصت إليه زيارات البعثة الأممية في ليبيا والجانب الألماني إلى الدول الإقليمية المعنية بليبيا، والخروج بمسودة للوثيقة التي ستناقشها القمة في ديسمبر المقبل قبل إعلان المصادقة عليها وفق ما أكدته مصادر دبلوماسية وصحفية.

وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، قد وصف الاجتماع في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، أنه بالغ الأهمية وهو الاجتماع التحضيري الرابع لمؤتمر قمة دولي في برلين بشأن ليبيا، حيث عُقدت قبله ثلاثة اجتماعات رسمية رفيعة المستوى.

وكشف سلامة، عن "حوارات مستفيضة" أجراها مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وخليفة حفتر في إطار دعم مبادرة برلين، واتضح له من خلالها أن هنالك مجالا للاتفاق على إنهاء النزاع مع توافر الأساس للعودة إلى العملية السياسية.

وأكد أن المناقشة الأخيرة التي جرت في 21 أكتوبر الماضي في إطار التحضيرات للمؤتمر، عمل المشاركون فيه على الاتفاق على مسودة بيان ختامي يحدد ست حزم من الأنشطة الضرورية لإنهاء النزاع في ليبيا تشمل ضرورة العودة إلى العملية السياسية؛ ووقف إطلاق النار وتنفيذ حظر الأسلحة، والإصلاح الأمني، واحترام حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن البعثة عملت على وضع ملحق تنفيذي لمسودة البيان الختامي، لتحديد التزامات أعضاء مجموعة برلين بإنهاء النزاع ودفع العملية السياسية إلى الأمام ولتكون بمثابة "الجسر" الذي سيؤدي الى الحوار السياسي بين الليبيين والذي سوف يتم إطلاقه تحت رعاية الأمم المتحدة في أعقاب قمة برلين مباشرة.

وأوضح أن من بين المخرجات الملموسة للقمة إنشاء لجنة متابعة تعمل مع البعثة الأممية لتنفيذ النتائج المتفق عليها في البيان الختامي، وستضطلع هذه اللجنة بدور أساسي في ضمان احترام وقف إطلاق النار وتنفيذ حظر التسليح على نحو أفضل. 

وأضاف أن اللجنة، ستسهم في دعم العودة إلى العملية السياسية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية المتفق عليها وإيجاد السبل والوسائل العملية لضمان عدم الإفلات من العقاب على انتهاكات القانون الإنساني الدولي، وستدعم اللجنة أيضاً عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج اللازمة لكافة المجموعات في جميع أنحاء البلاد.

وأعرب المبعوث الأممي عن الأمل أن يُكلّل مسار برلين بالنجاح، مؤكدا أن المصادقة على بيان برلين لا يعني نهاية المسار، بل بداية الجزء الأهم من مهمة بعثة الأمم المتحدة لإعادة ليبيا إلى مسار السلام والاستقرار.

من جهتها، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في حوار مع شبكة إيه آر دي الإخبارية نشر الثلاثاء، أن حكومتها بدأت بإجراء نقاشات مع الدول المؤثرة من أجل بدء عملية سياسية ودعم عمل المبعوث الاممي في ليبيا غسان سلامة. 

وقالت ميركل إن العجز الأوروبي في دول الساحل الأفريقي يعود للوضع الصعب وعدم الاستقرار في تلك البلدان، إضافة إلى غياب الحل السياسي لمشكلة ليبيا التي تعتبر محور السلام والاستقرار في منطقة الساحل.