وجه عمار لطيف وزير السياحة  في فترة نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، رسالة إلى الشباب الليبي دعاهم فيها إلى تولي زمام المبادرة لحل الأزمات التي تواجهها ليبيا متجاوزين خلافات الماضي.

وقال لطيف عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" موجها حديثه للشباب "إن اللذين يتصارعون على حكم ليبيا اليوم هم قيادات وسياسيون سابقون ممن تجاوزت سنهم الـ60 عاما بل بعضهم من  جاوز السبعون"مؤكدا أنهم"بأشخاصهم وأفكارهم  ينتمون  إلى  ماضي ربما كانوا فيه باتجاهاتهم الفكرية صالحين لمرحلة أو لمراحل سبقت" لكنهم اليوم  ،  هم من يمثّل المشكلة في حد ذاته وليس جزء من الحل.

وأضاف لطيف أن تلك القيادات السياسية هي من أوصلت ليبيا لما هي عليه الآنولم تعد قادرة على إعادة بناء الدولة مبينا أنهانقلت خلافتها "الفكرية والسياسية إلى الأجيال الجديدة  التي بدأت تجتر وبعضها يتمترس خلف مواقف لا يعرفها ولم يعيشها وغير متأكد من صحتها، "بالخمسون سنة الماضية وبما لها وما عليها نقل هؤلاء خلافاتهم الثأرية إلى طاولة المفاوضات اليوم في أزمة ليست طارئة تتعلق بخلاف على التنمية، وتوزيع  الثروة،  أو صياغة دستور بل أزمة تتعلق بوجود ليبيا وطنا لليبيين من عدمه". 

وتساءل لطيف "لماذا يضع  الشباب الليبي مستقبله  بين أيدي أشخاص سوف لن يعيشون هذا المستقبل؟لماذا يضع مستقبله بأيدي من يختصمون على أيهم أحق بالولاية علي أم معاوية؟".

وأردف لطيف "أمام هذا العجز، الذي كرسته قيادات بلغت من العمر عتيا  في الوصول إلى اتفاق يقود لحل، ليس أمام الشباب الليبي الوطني الواعي إلا أن يتجاوز الجميع لتنظيم نفسه في أي شكل يختاره، المهم أن هذا الشكل يضمن لليبيين أو القوة الشابة نساء ورجال، قيادة حوار مجتمعي مفتوح في الميادين والشوارع والمدن والقرى، يستشرف الحل في جو ديموقراطي" بحيث "يدلي الجميع بآرائهم، ويشكلون الأدوات والأشكال العملية، لتطبيق ما يتفقون عليه،  في صورة مجالس أو مؤتمرات أو لجان أو تجمعات أو صفحات وطنية حقيقة على الإنترنت أو وقفات أو عصيان مدني" معتبرا أنها "عملية تجاوز للواقع وشخوصه وأفكاره وفرض إرادة الشعب، تلك الإرادة التي سوف تُرهب المليشيات وأصحاب النفوذ العسكري والسياسي".

وقال لطيف "عندما يرتفع صوت الشعب بقيادة شبابه مجلجلا سوف ترتعد الفرائس" ويتحصحص الحق مضيفا "خذوا من الشعوب حولكم مثلا  في وطنيتها وشجاعتها وتحملها التضحيات"و"استفيدوا من التجارب حولنا، من نجح كيف ولماذا، ومن فشل كيف ولماذا، ابحثوا في أنفسكم عن طريق وطرق التقدم".

وأردف لطيف موجها حديثه للشباب "ابنوا النظام السياسي الذي تريدون، فتشوا واختاروا أي قوة في الشارع الليبي تتحالفون معها  تحمي ضهوركم،  انزعوا الخوف من قلوبكم والسلبية من عقولكم،  واعلموا أن إعادة بناء بلدكم  ديموقراطيا وبالشعب أفضل لكم من قتال القاتل والمقتول فيه في النار".