مهووس بساطوري الحاد ، أحفظ تفاصيل الدجاج ، لا آبه لكأكأت الدجاجة الخفية ، لا أخفي عليكم أستمتع كثيرا بحرفتي ، حرفة مارستها منذ اثني عشر سنة ، مازلت أذكر أول دجاجة قمت بتقطيعها ، كنت مرتجفا ، لم أقطعها بالشكل الصحيح لكن الزبون كان متفاهما ، لقد مسح فوق رأسي قائلا :

لا بأس يا علي ستصبح أكثر خبرة مع الوقت ، ابتسمت وقتها ، مع الوقت سأصبح وزيرا ، أو إعلاميا ، أو رئيس دولة ، مضت السنوات ، صارت أحلامي تنحصر ، تنصهر ، تأخذ شكلها الواقعي ، بت أتقن تقطيع الدجاج ، أحببت الأمر ، بائع دجاج فحسب ، رغم أنني صرت معلما ، لكن بائع الدجاج أكثر قيمة من المعلم ، ( أطعم التم تستحي العين ) ، في يوم دخل علي الشاب الذي تزوج حبيبتي ، كان وسيما ، يمتلك عربة فارهة ، ابن عز ، ولد وفي فيه ملعقة ذهب ، ظنني أجنبيا ، خاطبني بكلمة يا معلم

يومها قلت له بيتا من قولي كان البيت شعبيا ( قال معلم ما يحساب جرحي ف الغلا ايتألم اللي خذا ريدي اللي خذا افلانة ) ، قال لي انعم انعم وغادر .