في قلب الصحراء، تقع القاعدة العسكرية الفرنسية ماداما، في أقصى شمال النيجر وغير بعيدة عن الجنوب الليبي. انها تمثل موقع متقدما وقريبا من الجهاديين الذين كثيرا ما يستعملون مسالك المنطقة، للتنقل بين مالي وجنوب ليبيا، حتى أنها تسمى بالطريق السيارة للإرهاب.
كان الهدف الذي دفع فرنسا لإنشاء هذه القاعدة هو منع الجماعات الجهادية من محاولة التجمع. وهو تحد صعب التحقيق حين نعرف الظروف الصعبة في فضاء الصحراء الافريقية الشاسعة. تعد القاعدة اليوم 200 جنديا فرنسا، ولذلك تعتبرها القيادات العسكرية كواحدة من اكثر المواقع تقدما في الحرب التي تخوضها فرنسا ضد الارهاب، فيما يعرف بعملية برخان.
المهمات الرئيسية، عند هذه المرحلة من العملية، لقاعدة ماداما هي المراقبة المستمرة للمسالك والطرقات، وتجميع المعلومات والتنسيق مع دول التشاد والنيجر، والتي تقوم إلى حد الآن بالدور الفعلي في مواجهة الجماعات الارهابية. حيث يقول الجنرال جان بيار بالاسيي "النيجر والتشاد هي التي تحدد العمليات بينما يقتصر دورنا على الدعم أو تكثيف العمل الاستخباراتي. يتمثل الدعم في جانب المعدات كما في الجنود". كما تستفيد قاعدة ماداما من عدد من الطائرات الحربية الفرنسية الموضوعة تحت ذمتها، والمستقرة في العاصمة النيجرية نيامي أو في العاصمة التشادية ندجامينا الأقرب للقاعدة العسكرية من العاصمة النيجرية، اذ لا تبعد ندجمينا عن ماداما سوى حوالي نصف ساعة طيران.