في مثل هذا اليوم 29 ابريل من العام 1915 جرت معركة القرضابية أم معارك الجهاد الليبي ضد الإحتلال الإيطالي والتي عرفت بمعركة الوحدة الوطنية إذ شارك فيها جميع أبناء ليبيا، كما أنها شكلت البداية لاندحار الإيطالييين.
 فعقب هذه المعركة سقطت الحاميات الإيطالية الواحدة تلو الأخرى وبحلول منتصف أغسطس من نفس العام الذي وقعت فيه معركة القرضابية  الثانية لم يبق بيد الإيطاليين إلا مدينتي طرابلس والخمس.بعد أن بسطت الحكومة الإيطالية نفوذها على نواحي طرابلس والجزء الغربي من ليبيا. تحركت القوة الإيطالية من ناحية الغرب ومعها المحلات الليبية بهدف ربط طرابلس الغرب ببرقة، ولكي يتسنى لها ذلك،فكان لزاما عليها أن تزيح معسكرات المجاهدين المرابطة في نواحي النوفلية حيث قبيلة المغاربة وجنوب سرت أولاد سليمان، وقرر امياني بالتشاور مع حكومته وقيادته في روما استرداد فزان بأي ثمن وربط برقة بطرابلس، ولضمان ذلك  استعان بعدد من الزعامات الوطنية التي استمالها الإيطاليون إلى جانبهم بالمال والجاه، حيث سيّر جيشين الأول مؤلف من 14 ألف عسكري يتجه إليها من طرابلس عن طريق غريان.
كان مع هذا الجيش مجموعة من القبائل الليبية برئاسة كل من : الساعدي بن سلطان على قبيلة ترهونة، ورمضان السويحلي على مصراتة، ومحمود عزيز على زليتن، ومحمد القاضي على مسلاتة، ومحمد بن مسعود على قماطة، وعمر العوراني على الساحل، وعبد النبي بلخير على بني وليد، وعلي صهيب على زاوية وبالتحديد قبيلة البلاعزة، وكل واحد من هؤلاء رئيس على جماعة من قبيلته. واتفقوا على أن يجتمع الجيش كله على بن عيزار. وكان الرئيس الأعلى لهذا الجيش الجنرال امياني.
وصل جيش الجنرال امياني المكوّن من الليبيين المتعاملين معه وهم المحلات الليبية بقيادة رمضان السويحلي وعبد النبي بالخير وغيرهم، وكذلك كان العدو الإيطالي مدعم بالمرتزقة الأحباش والإرتريين بالإضافة إلى الجنود النظاميين الإيطاليين، إلى مدينة سرت وزحف يوم 29 ابريل 1915 على المجاهدين الذين تحشّدوا جنوب سرت قرب قصر بوهادي، على الفور هاجمها المجاهدون المرابطون هناك وكانوا بقيادة صفي الدين السنوسي القائد العام للقوات وكان دور المغاربة بقيادة صالح الاطيوش ودور أولاد سليمان بقيادة حمد بن سيف النصر وكانت النتيجة اندحار الجيش الإيطالي وانتصار المجاهدين،ويذكر أن عبد النبي بلخير قائد قوات ورفلة قد اتفق مع رمضان السويحلي على الغدر بالطليان وهذا يؤكده ما كتبه الجنرال جرازياني في كتابه نحو فزان ومن المعلوم أن عبد النبي بلخير قد أنسحب من المعركة وهم في بئر بنعيزار حيت خدع مياني وأقنعه بأن المجاهدين سوف يهاجمون الحامية الإيطالية بقيادة قسطنطين بريجنيتي في بني وليد ويقومون باحتلال بني وليد عندما يهاجم مياني القرضابية فأنسحب ومعه جل جيشه وذلك لضمان ملاذ أمن له وللمجاهدين في حالتي النصر أو الهزيمة عندما يقوم هو ومن معه بالاستيلاء على مدينة بني وليد.في صبيحة يوم الخميس 15 من جمادى الآخرة سنة 1333، الموافق 29 أبريل سنة 1915 صدر الأمر بالهجوم وما هي إلا لحظات حتى التقت طلائعه بالمجاهدين، فبادروهم  بالرصاص، وتدفقت سيوله عليهم من كل جهة، وحمي وطيس المعركة فاستشهد من المجاهدين لأول وهلة نحو 400 شهيد، واشتد الكرب على المجاهدين، ففرح إمياني بذلك وبرق السرور في عينيه.
كل هذا وجماعة رمضان السويحلي لم يشتركوا في المعركة، فلما رآهم إمياني على هذه الحال استفهم من رمضان على هذا الموقف فقال له: هم ينتظرون قدومي إليهم، فأذن له فذهب إليهم، وكان أحمد سيف النصر قد أغار بخيله على ميمنة المقدمة فتوقفت قليلا, وقد قام الشيخ حمد بن سيف النصر بالهجوم على قلب الجيش الايطالى وبصحبته المجاهد رمضان بن سالم دخيل زعيم قبيلة القذاذفة والمجاهد الطبولى الورفلى حيث انتزعوا سارية علم الجيش وقد اصيب الشيخ حمد بن سيف النصر في رجله. وصادف مجيء رمضان وقت إغارة أحمد سيف النصر فأمر من معه بإطلاق النار على الطليان فأطلقوها عليهم من الخلف فكانت بداية النهاية، فحاص الجيش في بعضه حيصة الحمر، ورجعت أولاه على أخراه، واختلطت خيله برجله، وارتكس بعضه في بعض طلبا للفرار ولا فرار، وركب العرب أقفيتهم واشتدت الضربة على العدو، وأنزل الله ساعة النصر، فتمزق ذلك الجيش ولم ينج منه إلا 500جندي، ونجا الكولونيل إمياني إلى سرت مجروحاً مع من بقي من الجيش، وبقي في مكان المعركة كل ما كان مع الجيش من معدات الحرب وعتادها: من إبل وخيل وبنادق ومدافع ورشاشات.
وبحلول الظهر كانت فلول الإيطاليين قد تقطعت اوصالها، والتجأت إلى مدينة سرت حيث عاثت فيها فسادا وشهدت المدينة مذابح انتقامية استمرت ثلاثة ايام.
بمجرد وصول إمياني إلى سرت جرد جميع الليبين من الأسلحة وعقد مجلسا عسكريا وحكم بالإعدام على كثير من السكان ومن أبناء الليبين الذين التجؤوا إلى سرت وفي مقدمتهم من الأعيان والرؤساء الحاج محمد القاضي من مسلاتة، والحاج محمد بن مسعود من قماطة، وحسونة بن سلطان، وأبو بكر النعاس، وأحمد بن عبد الرحمن من ترهونة، وقتل من غيرهم نحو سبعمائة، وأصدر أمرا بالقتل العام، وبملاحقة وقتل رجال القبائل وعلى رأسهم قبيلة أولاد سليمان، فصار الجند يقتلون الناس في الشوارع وعلى أبواب البيوت، ويربطون العشرة والعشرين في حبل واحد ثم يقتلونهم، ورمي كثير من الناس بأنفسهم في البحر فرارا من التمثيل بهم، فكان منظرا مريعا، وبعثوا إلى روما نحو ألف أسيرا أكثرهم من السكان والحمالين الذين استأجروا جمالهم.وقد كتب  العقيد  صلاح الدين أبوبكر الزيداني في دراسة بعوان « رؤية عسكرية لصفحات مشرفة من ملاحم الجهاد الليبي معركة القرضابية » ما يلي: سير المعركة : صباح يوم 29 ابريل بدأت المعركة بعد أن أعطي مياني أوامره ببدء التمهيد المدفعي على طول خط الجبهة وبدأت المدفعية الإيطالية بقصف مواقع المجاهدين بقوة وعنف حتى أن بعض الروايات تذكر أن القصف وحده أسفر عن سقوط حوالي 150 شهيداً وبعد ذلك تقدمت القوات الإيطالية لتنفيذ خطتها الهجوميةتحت غطاء نيران الرشاشات وأشتبكت مع قوات المجاهدين وفي الوقت نفسه إنطلقت قوة فرسان المجاهدين لتنفيذ خطة إختراق القوة المهاجمة لكنها وتحت وطأة وكثافة النيران المعادية تراجعت لناحية الغرب بدلاً من الخلف حيث كان من المفترض أن تقوم مشاة المجاهدين بهجوم معاكس بعد أن يوقعوا العدو داخل كمين محكم لكن إشتداد الضغط وقوة الهجوم الإيطالي على النسق الأول وعدم تنفيذ خطة عمليات المجاهدين بدقة سبب إختلال كبير في صف المجاهدين حتى كاد المرتزقة الأحباش أن يطوقوا قوة المجاهدين لكن تدخل قوة صفي الدين الشريف والأطيوش بقوة دفع المرتزقة الأحباش للخلف وعزز من قوة جناح الشيخ سيف النصر وحدث إرتباك وتداخل كبير ساد تنظيم قوات المجاهدين ثم أحتدمت المعركة في صدام كبير ما بين قوة المجاهدين وبين القوات الإيطالية أختلط فيها إستخدام الأسلحة النارية مع السلاح الأبيض من سكاكين وخناجر وسيوف وبدأت الأرواح تسقط وتحصد في قتال تلاحمي شديد في لحظات قدر مهيبة سادت جو المكان .
عند منتصف النهار وتحت وطء ضربات المجاهدين القوية بدأت القوات الإيطالية في التراجع تمهيداً لإعادة بناء صفوفها لكن إنقلاب المجندين الذين كانوا ضمن الحملات عليها من الداخل حسب الإتفاق المسبق بين قادة المحلات سبب خلل كبير في صفوفها وكان ذلك بمثابة دعم وإسناد كبيرين تلقتها قوات المجاهدين في القوت المناسب مما ساهم في رجح كفة موازين القتال وميله لصالحهم.
إنظم رمضان السويحلي إلى المجاهدين وفقاً للإتفاق المبرم بين قادة المجاهدين في بن عيزار وأختار لتنفيذ ذلك الوقت المناسب في حركة تدل على حنكته ودهائه ما جعل القتال يشتعل بقوة داخل صفوف القوات الإيطالية هذه المرة وكان موقع الفرقة الإيطالية النظامية ضمن القوة الرئيسية للعدو بين محلات ترهونة ومصراتة فكانت بذلك من أوائل الوحدات التي تأثرت تأثراً ملحوظاً من تحول المجندين لقتالهم بعد تلقي الأوامر من السويحلي بإعتباره قائد المجندين في الحملات المرافقة وأثناء ذلك جرح العقيد مياني أثناء محاولته اليائسة للسيطرة على قواته التي فقد التحكم بها على أثر الضربات الشديدة المتلاحقة وقامت على اثر ذلك قوة من المجاهدين بمهاجمة مؤخرة القوات الإيطالية في حركة إلتفاف ناجحة أصدر على أثرها مياني أوامره بسرعة الإنسحاب لمن تبقى من جنوده وفر هارباً من ميدان المعركة لينفرط بعدها عقد القوات الإيطالية ويبدأ جنوده في إنسحاب غير منظم بإتجاه القصر مع من تبقى من المرتزقة الأحباش وعدد من المجندين الذين إختلط عليهم الأمر وكانوا لايعلمون بأمر الإتفاق بين قادة المحلات الليبية.
وكان وعد الله الحق لأوليائه وأنتصر المجاهدين نصراً مؤزراً على جيش عرمرم ومرغوا أنف خامس قوة في العالم آنذاك في الوحل وكانت صيحات التكبير تتعالى في جنبات المكان ومعها يردد المجاهدين شعار "هلنا ونهار ... غابن لعذار" .
بعد النصر على القوات الإيطالية في القرضابية توجهت الحملات كلاً نحو منطقتها وتولت محاصرة القوات الإيطالية المتمركزة بها لتحررها من سيطرة المستعمر الإيطالي بحيث لم تبقى تحت سيطرتهم سوى العاصمة طرابلس ومدينة الخمس .
* نتائج المعركة :
- على الصعيد العسكري:
1. أضاف المجاهدون الليبيون  لرصيد التاريخ العسكري في ليبيا نصراً حاسماً تحدث عنه العالم آنذاك بإعجاب كبير ولقنوا الجنرال مياني وقواته درساً في التعبئة والحرب ما جعله يفر هارباً من المعركة ليصب سخطه وجام غضبه على أهالي سرت في حملة إعتقالات واسعة ومذبحة أستمرت مدة ثلاثة أيام حسب رواية المعاصرين للحدث.
2. غنم المجاهدون 11 مدفعاً وجميع الإبل التي كانت تمثل نقلية العدو الإيطالي خلال الحملة وما تحمله من مؤن وذخائر ومئات البنادق وعدد ثلاثة سيارات نقل أحرقت بعد الإستيلاء على حمولتها من مؤن وأسلحة وذخائر.
3. وفقاً للبرقية التي أرسلها العقيد مياني قائد الحملة إلى حكومة الولاية ووزير المستعمرات الإيطالي والتي ذكر فيها خسائره على النحو التالي :
عدد 18 ضابط إيطالي وعدد 252 جندي إيطالي قتلي أو مفقودين وعدد 1411 جندي أيطالي جرحى وعدد 234 مجندين وطنيين قتلى وعدد 296 جرحى وفقد عدد 11 قطعة مدفعية وعدد 3 رشاشات وعدد 3 سيارات وعدد من المعدات العسكرية وفي الحقيقة كانت خسائره أكبر من ذلك بكثير .
4. شكل إنتصار المجاهدين في المعركة بداية الإنحدار لسيطرة إيطاليا على البلاد فقد تحقق بعدها الإستيلاء على مناطق تمركز حاميات القوات الإيطالية الواحدة تلو الأخرى وكان ذلك نتيجة مباشرة للإنتصار الذي حققته قوات المجاهدين في القرضابية وبحلول منتصف شهر أغسطس من ذلك العام لم يتبق تحت السيطرة الإيطالية إلا مدينتي طرابلس والخمس.
- على الصعيد السياسي :
1. كانـت هزيمـة القوات الإيطالية في هـذه المعركة مـن الأسباب التي أطاحت بحكومـة جوليتي بعد أن طالبت الأحزاب الإيطالية بوجوب الانسحاب مـن ليبيا وإنهاء العمليات العسكرية فيها بعد أن كلفت الشعـب الإيطالي ثمناً باهظ التكاليف في الأموال والأرواح.
2. ظهور الجمهورية الطرابلسية وهي أول جمهورية عربية في تاريخ العرب المعاصر.
3. تناقلت وسائل الإعلام والصحف في ألمانيا وتركيا أخبار الإنتصار الذي حققته قوات المجاهدين في القرضابية الأمر الذي أفاد كثيراً الحركة الوطنية في نقل أخبار الكفاح الليبي المسلح ضد المستعمر الإيطالي ولفت أنظار العالم للقضية الوطنية.
4. بدأت القوات الإيطالية بتنفيذ حملة قبض واسعة على مئات من أعيان ووجهاء القبائل والمناطق وأهل سرت والحكم بإعدامهم عسكرياً وساقت نحو ألف منهم قسراً إلى إيطاليا في أكبر حملة نفي تاريخية كرد إنتقامي على هزيمتها القاسية في القرضابية.
الأساليب القتالية التي طبقها المجاهدون خلال المعركة :
* خلال معركة القرضابية طبق المجاهدين عدداً من العمليات القتالية خلال التجهيز والإعداد للمعركة وأثناء إحتدام القتال بينهم وبين القوات الإيطالية بدءاً من إعلان التعبئة الكاملة في القبائل والمناطق الليبية للجهاد ضد المستعمرين الطليان مروراً بعملية التحشد التي تمت في منطقة بئر بن عيزار وما جرى خلالها من عمليات لتوفير الدعم اللوجستي لقوات المجاهدين من العدو نفسه وإنتهاءاً بعمليات المناورة التي تم تنفيذها تحت ضغط كبير من نيران العدو وعمليات الإستطلاع فقد قامت قوات المجاهدين بإستطلاع دقيق على طول محور تحرك الأرتال القوات الإيطالية أثناء توجهها نحو سرت وأيضاً قبيل بدء المعركة وكان يتم إبلاغ قيادات المجاهدين بالمعلومات لتقدير الموقف وإتخاذ التدابير اللازمة كما نفذ جناح الفرسان مناورة جرئية للتقدم نحو صفوف العدو وجره لكمين داخل قوات المجاهدين مع أن الخطة لم تكتمل للتفوق الناري الكبير الذي تتمتع به القوات المعادية لكن ذلك لم يمنع من المحاولة ونجاح عملية الإلتفاف على مؤخرة القوات الإيطالية وكل تلك العمليات تميزت بالسرعة والسرية وتنفيذ التعليمات الصادرة من القيادة الموحدة بين القادة الميدانيين والزعماء الوطنيين بدقة وايضاً إختيار أماكن تمركز القوات بعناية.
* الدروس المستفادة :
1.عندما نستذكر تاريخ معارك الجهاد الليبي فإننا نفخر بأننا نعزز الذاكرة التاريخية لبلادنا وأننا لانسوق الأحداث لنروي فانتازيا تاريخية ولكن لنتعلم من تلك الأحداث ونستسقي العبر ونجعلها رصيداً في التوجه نحو مستقبل واعد نقف فيه على ذكرى ماضي مجيد لوطن بذل في سبيله الآباء والأجداد الدماء والأرواح وتوظيفها كعامل أساسي لبناء ليبيا والحفاظ على حريتها وإستقلالها.
2.عززت معركة القرضابية من أهمية الإنتماء للوطني وحركت المشاعر الوطنية لدى الليبيين "قيادات قبلية و مجاهدين ومجندين" على حد سواء ووحدت صفوفهم في معركة وطنية وعملية عسكرية مشتركة خاضوها جميعاً تلبية لنداء الوطن بعيداً عن المآرب والتوجهات الخاصة.
3.إستثمار إقتران العمل السياسي بالعمل العسكري في سبيل تطوير الكفاح المسلح ضد العدو حيث قامت القيادات الوطنية السياسية والعسكرية بالإتفاق مع بعضها لتنفيذ عملية مشتركة بين المجاهدين والمجندين الوطنيين والإنقلاب على القيادة الإيطالية دون علمها مع إيهامها بإظهار الولاء لها حتى اللحظات الأخيرة.
4.مهما كان العدو قوياً فالإيمان بالله والحق في العيش الكريم ونيل الحرية هو ما يدفع المقاتلين للقتال بشجاعة وإقدام والتصرف بحنكة وخبرة وما جرى خلال المعركة من تنسيق وتلاحم ألهب مشاعر المجاهدين والمجندين على حد السواء وزادهم إيماناً بوطنية المعركة وأهمية تعاضدهم كأخوة ضد عدوهم المشترك.
5.أهمية الروح المعنوية والسرعة والسرية كعوامل مهمة في نجاح تنفيذ العمليات القتالية وأيضاً المتاورة والتحرك على عدة محاور خلال المعركة وهذه في مجموعها ساهمت بشكل كبير في الإنتصار التاريخي الكبير في القرضابية.
6. إنتهت االقرضابية ولم تنته المعركة وبقيت ذكراها تطل كل عام لتؤكد لليبيين بأن مصيرهم واحد وبلادهم واحدة لا تقبل القسمة وأن عدوهم واحد وأن المحافظة على الوحدة الوطنية تتطلب الكثير من التضحيات وأن للحق صوتاً يعلو على ما سواه. تاريخا نذكره ونفخر به ويذكره الاعداء ويهابونه وحدت الأخوة وكانت بحق ملحمة للوحدة الوطنية.