في مثل هذا اليوم 25 فبراير من العام 1928 خاض المجاهدون الوطنيون الليبيون معركة تاقرفت ضد قوات الاحتلال الإيطالي سنة 1928

فقد عقد حلفاء " الصف القبلي" العزم على مهاجمة الحامية الإيطالية المتمركزة بالقرب من بئر تاقرفت حيث كانت تقدر قواتهم ب4000 جندي و أستنفر المجاهدين 300 مجاهد من قبائل الصف القبلي" اللوطي" .

قاد الملحمة الشهيد الساعدي الطبولي إضافة للمجاهد البطل محمد سيف النصر " البي محمد " . و تعتبر المعركة من النقاط الهامة في جهاد الليبيين ضد الطليان للخسارة الفادحة التي لحقت بالحامية حتى تم مسح أغلب الطليان بتوفيق من الله و أستشهد الكثير من المجاهدين و يومها سطر الساعدي الطبولي ملحمة ظل الشعراء يتغنون بها إلى يومنا هذا.

نهار مات فيه الساعدي بعقاله …. عقل ركبته فرحان بستشهاده

لاولاد تضرب و النسي نقاله ….مشوا قبالته رحلاتهم مداده

حيث بدأت إيطاليا تخطط لاحتلال منطقة الجفرة وفزان والواحات الداخلية في الجنوب الشرقي للبلاد، وأخذت تستعد لهذه العملية العسكرية الواسعة ، على الرغم من أنها لم تستطع أن تبسط سيادتها فيها علي غير مناطق الساحل وبعض المناطق الجنوبية .

وإستجابه للنزعة الإستعمارية التوسعية قررت حكومة موسيليني أن تنزل بكامل قواتها لإحكام سيطرتها علي كامل التراب الليبي ، فبدأت القوة الأولي بالتحرك من قواعدها في أبي نجيم نحو زلة بقيادة الجنرال “غراتسياني” عن طريق هون وسوكنه، و من زلة تصعد نحو الشمال حتى مردومة والنوفليه ،  كما تتحرك القوات الإيطالية المرابطة في شرق البلاد من قواعدها في منطقة اجدابيا نحو اجخرة وجالو وأوجلة ثم تصعد شمالاً من جالو إلي مرادة ، وتنطلق القوة الإيطالية في المرحلة الثانية من بويرات الحسون نحو مردومة لتلتقي هناك بالقوات المتحركة من اجدابيا عبر الشريط الساحلي.

تاقرفت تقع في منخفض واسع شمال غرب زلة يبعد عنها 75كم، تنتهي إليه مجموعة من الكثبان الرملية الصغيرة، و التي شهدت معركة  درات رحاها في الخامس والعشرين من شهر فبراير و سيطر المجاهدون فيها علي آبار ومرتفعات المنطقة ومسالكها الرئيسة، واضعين خطتهم الدفاعية لمعرفتهم  التامة بالمنطقة وظروفها.

مرت معركة تاقرفت بمراحل ثلاث، تركزت المرحلة الاولي علي المحاولة اليائسة التي بذلتها القوات الإيطالية للسيطرة علي المرتفعات التي تمركز بها المجاهدون عند الجهة الشمالية لموقع المعركة، فسقط عدد كبير من ضباطهم نتيجة ذلك

أما المرحلة الثانية فقد تميزت بالضغط الشديد الذي مارسه المجاهدون علي ميسرة القوات الإيطالية، ما أضطر الجنرال “غرانسياني” إلي أن يأمر هذا الجناح بالانسحاب.

وكانت الثالثة هي الأعنف إذ تميزت بالهجوم المضاد الذي شنته قوات العدو من أجل السيطرة علي الآبار والمرتفعات ، وقد القت القوات الإيطالية بكل ثقلها في المعركة لحسمها ، لتنتهي أحداثها عند الساعة الرابعة مساءً مكبدة العدو خسائر فادحة، معركة اعتبرها الجنرال “غراتسياني” من المعارك الكبري الحاسمة التي جرت في حروبه الإستعمارية في ليبيا ، و قد اتفقت أغلب روايات المجاهدين علي أن عدد شهدائنا بلغ خمسة وسبعين شهيداً و جرحانا اثنين وثمانين .

يذكر أن ليبيا في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي كانت قد خصت معارك الجهاد الليبي بإهتمام كبير وخلدتها في ضمير الشعب من خلال البحوث والدراسات والكتب والإعلام والإنتاح الفني والأدبي .