قال المبعوث الأممي غسان سلامة، أن القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر هو رفيق قديم للقذافي وله تاريخ غني.

وفي حوار مع راديو فرنسا الدولي، قال سلامة، "حفتر حارب وأُسر وتم اعتقاله، ثم عاش في فرجينيا ورجع مع فبراير، وحاول أن يجد له مكانا لكنه لم ينجح ومنذ عدة سنوات شكل مجموعة عسكرية اسمها الجيش الليبي التي استقرت في الشرق وتمددت للجنوب ومنذ الثالث من أبريل يحاول أن يأخذ العاصمة"، وبسؤاله هل ترى من خلاله قذافي جديد؟ وهل هذا خطر محتمل؟ أجاب سلامة قائلا "هذا ما يراه الليبيون، والذي لا يحبونه ويخشون إعادة نفس ما حدث في المرة الأولى. ويعارضونه في مناطق لا بأس بها في البلد، له أنصار قليلون في كل الأماكن في البلد، ولهذا نرى محاولة حادة للصراع على السلطة، نفهم أنه يريد الحكم".

وحول نوع الحكم الذي يسعى حفتر إلى وضعه في ليبيا، قال سلامة "حفتر ليس إبراهام لينكولن، ليس ديمقراطيا عظيماً، له قدرات، يريد توحيد البلاد، فالبلد تفتت منذ 2011 ولا يريد للقوة أن تكون في يد المجموعات المسلحة وهذا شيء إيجابي، لكن كيف سيفعل ذلك في الأماكن التي لا يحكم فيها، لدينا مخاوف لأنه حتى في الأماكن التي يحكم فيها لا يحكم بيد ناعمة، بل بيد من حديد".

وأكد سلامة، على دعمه لفائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، قائلا "أنا أدعمه، أعني أن هنالك قرار من مجلس الأمن يدعم السراج وأنا يجب أن احترمه، كما أن المجتمع الدولي ومن ضمنه فرنسا يعترف بالسراج والاتفاق السياسي كذلك ولا نستطيع أن نفعل شيئاً آخر إلا إذا صدر قرار من مجلس الأمن، من ناحية أخرى، السيد حفتر لديه صعوبات في الدخول إلى طرابلس ولن يكون الأمر سهلا بالنسبة له، منذ 3 أسابيع والحالة العسكرية في جمود، هناك انسداد عسكري ولا شيء يتحرك في خطوط المواجهة، هي نفس الأماكن، من ناحية المبدأ المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة، يعتبر حكومة السراج الحكومة الشرعية، ما أحاول فعله هو محاولة إدخال حفتر في اللعبة السياسية حتى لا يظل خارج الخيمة، وصلت إلى اتفاق بين السراج وحفتر في أبو ظبي في 27 فبراير وكنا قريبين من وضعه قيد التنفيذ، قرر السيد حفتر عدم أخذ هذا المسار البطيء، لكن الشرعي، والانخراط في اللعبة السياسية وقرر أن يأخذ السلطة بطريقة انقلابية كما فعل ذلك سابقاً في 69 مع القذافي".

وتابع سلامة، "فرنسا تعترف بالسراج وتحتفظ بعلاقة معه، لكنها تعترف أيضا بجهد حفتر في محاربة الإرهاب. المشكلة أنه الآن لديه برنامج أكثر طموحا لمحاربة الإرهاب، وهذا ما يسبب مأزقاً لأصدقائه المعتادين الذين ساعدوه في محاربة الإرهاب، هل سيساعدونه في أخذ السلطة، هذا أمر آخر".

وأكد سلامة أيضا، أنه يعاني من انقسام عميق في مجلس الأمن، الأمر الذي يعيق المشروع البريطاني لوقف الحرب، وقال "أنا مع مشروع وقف الحرب، وتقابلت مع لودريان أمس وكرر لي مرة أخرى إنه سيدعم محاولة إيقاف الحرب".

وكشف سلامة، أن فرنسا ليست وحدها من تدعم حفتر، قائلا "هناك مصر التي تسعى لحماية حدودها الغربية، والكثير من الدول الأوروبية، المشكلة هي محاولة رجل قوي وجنرال اتضح بأنه ليس قوياً كما كان يظهر، وهذا مأزق من يسانده، أنا أيضا أتحدث مع السيد حفتر وحاولت أن أجذبه لاتفاق مع السراج حتى لا يظل هكذا في الطبيعة، حاولت أخذه إلى الخيمة السياسية، لا نستطيع تجاهل ظاهرة الجنرال حفتر لكن لا يجب أن نعتمد مشروعه السياسي كاملاً، لأن مشروعه السياسي غير مقبول من شريحة لا بأس بها من الشعب".

وأختتم سلامة حواره مؤكدا على ضرورة العمل على إيجاد الحد الأدنى من توحيد الموقف الدولي الذي انكسر بعد حركة 3 إبريل، كاشفا عن عزمه القيام بجولة في العواصم الفاعلة من أجل إعادة الوحدة المكسورة.