طفلة في مقتبل العمر من مدينة بنغازي، استشهد أشقاؤها الستة في معارك الدفاع عن الوطن ومواجهة الارهاب الميلشياوي، وبقيت وحيدة.

فخلال الأسبوع الماضي استشهد الجندي أكرم الورفلي  الذي قضى في معركة تحرير طرابلس متأثرا بإصابته ، وتم تأبينه  في الكيش إحدى ضواحي بنغازي. وأكرم هو سادس شهيد من أسرة واحدة وهبت أبناءها لمعركة الكرامة وقدمت نموذجا فريدا في الفداء والتضحية.

 توفيت والدته في العام 2009 بعد مرض لم يمهلها طويلا ، وضحى إخوته الخمسة بأرواحهم في معركة تحري بنغازي من الدواعش التي قادها الجيش الوطني بكل قوة واقتدار.

ثم توفي  والده عبد النبي نتيجة الصدمة عندما  استشهاد إبنه الرابع ناصر، وهكذا لم يبق من هذه الأسرة إلاّ فطومة الشقيقة الصغرى للشهداء الستة، والتي تنتظر أن تكبر لتلتحق بالقوات المسلحة.

قصص الشهداء كثيرة، وكلها تبعث برسائل مهمة أبرزها أن الشعب الليبي واحد سواء في شرق البلاد أو غربها ، وأن قضية الدفاع عن الوطن هي قضية حياة أو موت بالنسبة للشباب الليبي وخاصة أبناء المؤسسة العسكرية.

ويشير المراقبون الى أن التضحيات في صفوف الليبيين لا تحصى ولا تعد، وأبناء المنطقة الشرقية قدموا الآلاف من الضحايا سواء أثناء تحرير بنغغازي أو درنة أو الهلال النفطي أو الجنوب ، وهم اليوم يدفعون ككل الليبيين بأبنائهم لمقاتلة الإرهابيين ، في طرابلس وضواحيها ، وسيذكر التاريخ قصصا مؤثرة عن شهداء ، وعن قادة ميدانيين ، وعن بطولات عظيمة لمقاتلين أغلبهم من أبناء الطبقات الفقيرة والكادحة التي تؤمن بالوطن وتدافع عنه وتضحي في سبيله ، بينما الميلشيات تنهب ، والإرهاب يحاول التمكن لسرقة ثروات الليبيين وتخريب البلاد لخدمة مشاريع يرفضها الليبيون جملة وتفصيلا.