من مقر إقامته في تركيا حيث يدير ثروته الطائلة ، يدير الإرهابي عبد الحكيم بالحاج شبكة ميلشيات تتبع ظاهريا حكومة الوفاق بينما هي مرتبطة فكريا وعقائديا تنظيم القاعدة من خلال جناحه الليبي الجماعة المقاتلة
ويعتبر بالحاج المتهم الأول بالتوسط لنقل عناصر إرهابية من محافظة ادلب السورية الى غرب ليبيا للمشاركة في مواجهة عملية طوفان الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني لتحرير طرابلس والمنطقة الغربية.

كما تشير مصادر مطلعة الى أنه من يتولى تمويل نقل الإرهابيين الى ليبيا بالتعاون مع الجانب التركي وتنسيق مباشر مع المخابرات القطرية
وكان بالحاج في العامين 2012 و2013 المسؤول الأول عن نقل الإرهابيين وشحنات الأسلحة من داخل ليبيا الى الأراضي السورية لدعم الجماعات الإرهابية هناك
وفي سبتمبر الماضي أكد آمر التوجيه المعنوي ومدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، العميد خالد المحجوب، عن وصول عدد من الإرهابيين والمرتزقة الأجانب،  إلى مطار مصراتة الدولي عبر طيران الأجنحة  التي يملكها بالحاج للمشاركة في صفوف “مليشيات طرابلس”.
وأوضح المحجوب، أن المرتزقة وصلوا عبر شركة طيران “الأجنحة” المملوكة للإرهابي عبدالحكيم بلحاج قادمين من العاصمة التركية أنقرة إلى مصراتة من خلال تونس.

ووصف الاستعانة بالمرتزقة وفتح المجال للقواعد الأجنبية في البلاد بـ”المسألة بالغة الخطورة” وتمس الأمن القومي الذي يبعث به الإخوان من خلال ميلشيات مصراتة التي تنفذ أجندة الإخوان الإرهابية.
ويعتبر عبد الحكيم بالحاج رأس الإرهاب القطري التركي في ليبيا والمغرب العربي وأحد أبرز عملاء شبكات مخابرات عدة في الغرب وخاصة المخابرات البريطانية
و عبد الحكيم الخويلدي بالحاج  من مواليد  الأول من مايو 1966 في منطقة سوق الجمعة في العاصمة طرابلس، درس في كلية الهندسة في جامعة طرابلس وبعد تخرجه سافر إلى أفغانستان سنة 1988 مشاركا بداعي (الجهاد الأفغاني) ضد القوات الروسية حيث أسس في أفغانستان رفقة مقاتلين ليبيين آخرين ما تسمى الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة ذراع تنظيم القاعدة في ليبيا مطلع التسعينيات،

وبعد سقوط كابول تغادر بالحاج  أفغانستان، متوجهاً إلى عدة دول خصوصا 4 شملت جل إقامته هي السودان وباكستان وتركيا وقطر، قبل أن يعود  إلى ليبيا عام 1994 حيث أنطلاق في إعادة تشكيل جماعته  وتدريبها فى مناطق الجبل الأخضر الجبلية بشرق البلاد إستعدادا للاعلان عن بدء المواجهات المسلحة ضد نظام الليبي السابق ،إلا أن الإجهزة الأمنية  استبقت تحرك الجماعة الأرهابية بضرب مراكز التدريب عام 1995 وقتل أميرها في مناطق الجبل الأخضر فى ذلك الوقت عبد الرحمن حطاب واستطاع عبد الحكيم بلحاج مغادرة ليبيا والعودة إلى أفغانستان.
في العام 1995 نفذت الجماعة المقاتلة  أول عملية إرهابية  في مدينة درنة ( شرق ) ، عندما قامت مجموعة أرهابية بذبح 14 طالبا فى كلية الشرطة اثناء تمارينهم الصباحية في مرتفعات درنة،

وقد تم تكليف اللواء عبد الفتاح يونس أنذاك بقيادة حملة أمنية وعسكرية للقضاء على جماعة بالحاج  استعمل فيها سلاح الطيران لقطع دابر الإرهابيين المتحصنين في المناطق الجبلية الوعرة ، وفي يوليو 2011 تم إغتيال عبد الفتاح يونس قائد الجناح العسكري لثورة 17 فبراير ضد نظام القذافي ، إنتقاما من حربه على جماعات بالحاج في تسعينيات القرن الماضياعتقل بلحاج في ماليزيا في فبراير 2004 عن طريق مكتب الجوازات والهجرة بتدخل من المخابرات الامريكية ثم جرى ترحيله إلى بانكوك للتحقيق معه من قبل الأمريكيين من ثم نقل إلى ليبيا بتاريخ 8 مارس 2004.
وفي مارس 2010 أفرج عن  بلحاج ومجموعة من قيادات الليبية المقاتلة،  بعد سلسلة من الحوارات والمراجعات الفكرية بوساطة قطرية وبمشاركة فاعلة من الإرهابي يوسف القرضاوي وعدد من قيادات ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الممول قطريا  ،
وقاد تلك المراجعات علي الصلابي زعيم جماعة الاخوان المسلمين بليييا والمقيم في العاصمة القطرية الدوحة منذ سنوات، والذي يدير حاليا قناة « ليبيا الأحرار » التي أطلقتها قطر في 2011 كذراع أعلامية للجماعة الإرهابية المناوئة لنظام العقيد الراحل معمر القذافي
في صيف 2011 قامت قطر بنقل عبد الحكيم الى قلب العاصمة الليبية لتقديمها على أنه قائد الثورة المسلحة ضد نظام القذافي ، وقال الكاتب والمحلل السياسي الليبي جبريل العبيدي، أنه و في  سقوط طرابلس أظهرت بلحاج القيادي  على أنه قائد عمليات تحرير طرابلس، في حين الواقع أن طرابلس سقطت لانسحاب الكتائب الأمنية التابعة للقذافي، ونظرا لخروج القذافي من طرابلس وذهابه إلى سرت، قبل سقوط طرابلس بعدة أشهر، ولكن التضليل الإعلامي القطري اجتزأ الصورة، وأظهر بلحاج على أنه «محرر» طرابلس، في بدلة عسكرية جديدة لم تلمسها ذرة تراب واحدة؛ لأن صاحبها كان في استوديوهات الدوحة، وليس في أرض المعركة التي كانت مجرد نيران صديقة بين الميليشيات التي هاجمت مقر باب العزيزية وهي تقاتل نفسها”.
بعد سيطرته المزعومة على طرابلس وضع بالحاج يده على عدد من المصارف الحكومية ، وكذلك على مبالغ مالية ضخمة كانت موجودة في مقر القذافي بباب العزيزية ،ما جعله يتحول الى صاحب مليارات من الدولارات ، ومن سجين سابق الى صاحب شركة طيران وعشرات من المؤسسات الاقتصادية والعقارات وخاصة في تركيا وإسبانيا وإيطاليا ،وقد استفاد في ذلك من علاقات ساعدته قطر على ربطها مع وزير الخارجية ازمريكية أنذاك هيلاري كلينتون
ورغم فشله في نيل ثقة الناخبين الليبين في انتخابات 2012 و2014 ، استطاع بالحاج أن يسيطر على مفاصل العاصمة طرابلس وبعض المدن الأخرى عن طريق الميلشيات المدعوة قطر ومنها تنظيم أنصار الشريعة